ينتمي المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري، والذي رحل عن عالمنا منذ أسبوع تقريباً، إلى فئة من المفكرين التي أولت البيئة والمجتمع أهمية قصوى في أطروحاتها التفسيرية لما تمر به مجتمعاتنا العربية من أزمات ومشكلات. في كتابه الضخم واللافت والمعنون بـ«الفكر العربي وصراع الأضداد»، هناك فصل كامل يربط فيه بين انتشار الأفكار والعقائد وطبيعة البيئة، فالفكر الذي يسود في البيئة البحرية يختلف عن البيئة الزراعية، و هو ما يطبقه كذلك في أكثر من زاوية، ولذلك ربما أطلق عليه البعض «ابن خلدون العصر الحديث».ولكن مساهمة الأنصاري الأساسية تتمثل في تحليله للثنائية في العقل العربي، ولماذا يميل إلى التوفيقية وإقامة مركّبات تجمع بين النقائض، فطبيعة البيئة العربية، أيضاً، لا تسمح بصراع عنيف بين النقائض، ما يؤدي إلى انتصار نقيض على آخر، الأمر الذي ينتج انتصار أحدهما ظهور مركّب جديد تماماً، وهو قانون الجدل المعروف، لا تسمح الروح العربية بذلك، وهي ملاحظة مهمة جداً للأنصاري، فنحن ظللنا ندور حول جميع الثنائيات: الأصالة والمعاصرة، التراث والغرب، الأنا والآخر...الخ، وذلك نتيجة لموقعنا الجغرافي المتوسطي واعتدال مناخنا ووسطية العقيدة الإسلامية، وهي العوامل التي يقدمها الأنصاري ليفسر عدم قدرتنا على الحسم بين تلك الثنائيات. هذا المنهج طبقه الأنصاري مرة أخرى في كتابه اللافت «التأزم السياسي عند العرب»، فالبيئة كان لها دورها في خياراتنا السياسية وتعاملنا مع الآخرين ورؤيتنا للعالم.كان الأنصاري مفكراً من الوزن.....لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه