القرنية نسيج شفاف مقوس، على شكل قبة تتكون من خمس طبقات، يفصل بينها غشاءان، وظيفتها السماح بمرور الضوء إلى العين، ويمنحه التركيز اللازم لرؤية الصور، ولا تحتوي على الأوعية الدموية، لكنها تحصل على ما تحتاج إليه من الأكسجين مباشرة من الهواء، ويمكن إعادة تشكيلها عن طريق العمليات الجراحية مثل الليزك، وخصوصاً عند الإصابة بمشكلات تتطلب التدخل الطبي مثل القرنية المخروطية، أو تمزقها وغيرها، ما يسبّب رؤية ضبابية، أو مشوشة، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذا الموضوع تفصيلاً.يقول د.محمود السنباوي، أخصائي طب وجراحة العيون: «يظهر التهاب القرنية على شكل ألم واحمرار وإحساس بوجود حصى في العين، مع الدموع المفرطة، وعدم وضوح الرؤية، أو انخفاضها وحساسية الضوء، أما الحالات الشديدة فيرافقها بقع بيضاء واضحة، وتشخص من خلال الفحص الشامل، وتقييم حدة البصر، وإجراء الاختبارات المعملية، مثل: كشط القرنية لتحديد عوامل العدوى». ويبين د. السنباوي أن التهاب القرنية يحدث نتيجة العدوى البكتيرية، أو الفيروسية، أو الفطرية، أو الطفيلية، أو بسبب ارتداء العدسات اللاصقة لفترة طويلة، أو إصابات العين، أو التعرض للمهيجات، ويُعدّ سوء النظافة سبباً رئيسياً للإصابة.ويضيف: «تشمل المضاعفات الناجمة عن عدم العلاج، تندّب القرنية، والقروح، وفقدان البصر الشديد، ومع الحالات القصوى يمكن أن يتطور الأمر إلى فقدان البصر، لذلك فإن التدخل السريع بالغ الأهمية لتجنب الأضرار».ويشير د.السنباوي إلى أن الوقاية من الإصابة بالتهاب القرنية تعتمد على النظافة الجيدة للعين، وخصوصاً لمستخدمي العدسات اللاصقة، وتجنب ارتدائها المطوّل في الليل، أو التعرض للمواد الكيميائية الضارة، والاهتمام بالعلاج عند ظهور الأعراض.ويتابع: «يعتمد تداوي الالتهابات البكتيرية التي تصيب القرنية على وصف قطرات أو مراهم المضادات الحيوية للعين، أما الالتهاب الفيروسي فيمكن علاجه بالأدوية المضادة للفيروسات، وعلاج الالتهابات الفطرية بالمضادات، وتحتاج الحالات الشديدة إلى تدخلات إضافية مثل زراعة القرنية».وراثةيبين د.عارف أدينوالا، استشاري طب وجراحة العيون، أن «القرنية المخروطية حالة تسبب ترقق القرنية وانتفاخها مثل المخروط، ما يؤدي إلى تغيير شكلها، وإخراج أشعة الضوء من التركيز، وينجم عنها الرؤية الضبابية والمشوّهة، وتصعب المهام اليومية كالقراءة أو قيادة السيارة، ولا يوجد حتى الآن سبب محدد لهذه المشكلة، إلا أن بعض الخبراء يرجح أن تكون الحالة وراثية؛ حيث إن حوالي 1 من كل 10 من المصابين لديهم أحد الوالدين مصاب».ويضيف: «تظهر القرنية المخروطية على الأغلب في أواخر سن المراهقة، أو مع بداية العشرينات، وتزداد علامات تدهور الرؤية ببطء خلال فترة تتراوح بين 10 إلى 20 عاماً، وترتبط الإصابة بالعديد من الأعراض، مثل: حساسية وفرك العين بشكل مفرط، واضطرابات النسيج الضام مثل: متلازمة (مارفان، إهلرز دانلوس)، ويتم التشخيص عن طريق الفحص الروتيني للعين، وقياس مدى انحنائها، ما يساعد في إظهار مدى التغير في شكلها، وفي بعض الحالات يرسم الطبيب خريطة لسطح القرنية باستخدام جهاز كمبيوتر خاص، أو اختبار باستخدام جهاز التصوير المقطعي، لعمل تحليل تفصيلي للحالة وشدة الإصابة».ويشير د. أدينوالا إلى أن الإصابة بالقرنية المخروطية يؤثر في كلتا العينين، وتختلف المضاعفات، ويمكن أن تتغير مع مرور الوقت، ففي المرحلة المبكرة تكون هناك ضبابية خفيفة في الرؤية ومشوهة قليلاً، وتبدو الخطوط المستقيمة منحنية أو متموّجة، وتزيد الحساسية للضوء والوهج واحمرار العين أو تورمها، أما المراحل اللاحقة، فتشمل زيادة قصر أو انحراف النظر، ويحتاج المريض إلى تغيير النظارة الطبية، بالإضافة إلى عدم القدرة على ارتداء العدسات اللاصقة.ويضيف: عادة ما تستغرق القرنية المخروطية سنوات للانتقال من المرحلة المبكرة إلى المتأخرة، لكنها تتفاقم بسرعة عند بعض الحالات، ويمكن أن تنتفخ فجأة، وتبدأ في التندّب،.....لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه