قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس اليوم الأربعاء، إن التطورات في سوريا تظهر أن الدول المرتبطة بشراكة استراتيجية مع روسيا لا يمكنها الاعتماد على موسكو إلا إذا كانت ذات فائدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وخلال زيارة سريعة للأردن، توقف بيستوريوس في قاعدة الأزرق الجوية في طريقه إلى بغداد، حيث سيناقش سبل المساعدة في استقرار المنطقة على خلفية الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الوزير إن بوتين "لا يمكن الاعتماد عليه إلا إذا كان ذلك سيخدم مصالحه"، وذلك في الوقت الذي تتنافس فيه دول غربية مع روسيا والصين على النفوذ والمواد الخام في أفريقيا.
ولم تعلق روسيا حتى الآن على تصريحات بيستوريوس. سوريا الجديدة.. مستقبل غامض وتغيير مستمر - موقع 24لبست سوريا ثوباً جديداً بنهاية حقبة حكم عائلة آل الأسد حين أسقطت مجموعة فصائل مسلحة تقودها "هيئة تحرير الشام" بشار الأسد يوم الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، معلنة بذلك عهداً جديداً يصعب التنبؤ به، في ظل التغيرات السريعة الجارية، وأطماع القوى الخارجية، وقوة نفوذها في ذلك البلد ... ولم يحدد الوزير ما تعنيه التطورات بالنسبة لما تقوم به ألمانيا في المنطقة، لكنه قال إن من الأفضل تكثيف المهام العسكرية في الشرق الأوسط، حيث يوجد نحو 600 جندي ألماني، بدلاً من تقليصها.
واستطرد قائلاً "إنها فرصة بالغة الأهمية يجب أن نستغلها على أفضل وجه"، وحذر من المبالغة في رفع سقف التوقعات.
وأضاف "لا يجب أن تصبح سوريا دمية في يد قوى خارجية مثل روسيا أو إيران أو حزب الله مرة أخرى. هذا لن يكون طريقاً قصيراً أو سهلاً، لكن يتعين علينا دعم سوريا في طريقها إلى مستقبل سلمي لشعبها وإلى مزيد من الاستقرار في المنطقة".
وتنشر ألمانيا قوات في العراق منذ عام 2015 في إطار تحالف تقوده الولايات المتحدة ويضم نحو 70 دولة لمساعدة القوات المحلية في محاولة منع عودة تنظيم داعش الإرهابي، الذي استولى في 2014 على مناطق شاسعة من العراق وسوريا قبل دحره لاحقاً.
وتُستخدم قاعدة الأزرق الأردنية مركزاً لوجستياً للمهمة، كما تطلق القوات الجوية الألمانية مهام للتزود بالوقود جواً من هذه القاعدة.
ونشرت ألمانيا أيضا نحو 300 جندي ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) التي تراقب الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل، وهي منطقة شهدت أعمالاً قتالية لأكثر من عام بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي تنظيم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران بالتوازي مع حرب غزة.