قالت الكاتبة الإسرائيلية، نوا لازيمي، إن نفوذ تركيا في سوريا بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد يتزايد، وهو أمر يثير تساؤلات حول الخطوة التالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه إسرائيل.
وقالت الكاتبة في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تحت عنوان "هل يستطيع أردوغان استغلال انتصار المتمردين في سوريا لتهديد إسرائيل؟"، أنه منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، شددت تركيا موقفها تجاه إسرائيل، وهو الأمر الذي شمل قطع العلاقات التجارية مع تل أبيب تضامناً مع حماس، موضحة أنه في يوليو (تموز)، صعد أردوغان من تهديده قائلاً: "كما دخلنا ناغورنو قره باغ وليبيا، سنفعل الشيء نفسه مع إسرائيل".
وبحسب لازيمي، فإنه على الرغم من أن التهديد بدا فارغاً في البداية، ولكن الآن أصبح سيناريو أكثر ترجيحاً بعد انتصار المتمردين المذهل في سوريا، حيث أطاحت العديد من الفصائل المدعومة من أنقرة بنظام بشار الأسد في غضون 11 يوماً فقط، مشيرة إلى أن دور تركيا في هذه التطورات مهم، وإن كان سابق لأوانه أن ننسب هذا الأمر إلى أنقرة وحدها. تقرير: سقوط الأسد "لحظة إسرائيل الحاسمة" في الشرق الأوسط الجديدhttps://t.co/beIegJpUZ6 — 24.ae (@20fourMedia) December 9, 2024 الاستفادة من تفكيك المحور الإيراني وتقول الكاتبة إن تلك الجماعات تحظى بدعم تركي، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت تقود بشكل مباشر هيئة تحرير الشام أم لا، ومن المشكوك فيه أيضاً أن أردوغان نفسه توقع مثل هذه المكاسب السريعة والحاسمة للمتمردين في سوريا، مؤكدة أن أردوغان سيستفيد بشكل كبير من تفكيك المحور الإيراني الذي يشمل روسيا وحزب الله، حيث تشمل مصالحه الرئيسية في سوريا إضعاف الحكم الذاتي الكردي، وتسهيل عودة ملايين اللاجئين السوريين الذين فروا إلى تركيا منذ الحرب الأهلية، واستطردت أن "انتصار المتمردين يمكن أن يساعد أنقرة في تحقيق أهدافها على الجبهتين".
هل يتفاقم الوضع؟ وترى لازيمي أن هذا الإنجاز لا يحمي تركيا من احتمال امتداد الحرب إلى أراضيها، فتلك الفصائل المسلحة عبارة عن مزيج مجزأ من الميليشيات، وغالباً ما تكون في صراع مع بعضها البعض، ومن المرجح أن أردوغان يفهم أن الطريق إلى حكومة موالية لتركيا في سوريا محفوف بالتحديات وقد يستغرق سنوات.
وأضافت، أن الحرية التشغيلية الواسعة الممنوحة للجماعات المتمردة، قد تأتي بنتائج عكسية، مما يُدخل تركيا في صراع داخلي بسوريا، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى إعادة إشعال التوترات في الداخل إذا شن حزب العمال الكردستاني هجمات انتقامية ضد القوات التركية التي تستهدف الأكراد في سوريا. سقوط الأسد يترك #حزب_الله مقيداً و #إيران في ورطةhttps://t.co/ZLbLpJuVVN — 24.ae (@20fourMedia) December 9, 2024 رؤية الرئيس التركي وبشأن إسرائيل، تساءلت الكاتبة عما إذا كان أردوغان يستطيع الاستفادة من نظام صديق في سوريا لنشر القوات والأسلحة على حدود إسرائيل.
ورأت أن هذا من شأنه أن يزيد من حدة الموقف التركي العدائي تجاه إسرائيل، وبالتالي، فمن المعقول أن يأمر أردوغان مباشرة الجماعات المسلحة العاملة على الحدود الإسرائيلية بمهاجمة إسرائيل أو على الأقل يدعمها في القيام بذلك، وتابعت: "مع ذلك، يتعين على تركيا أن تزن العواقب المترتبة على فتح مثل هذه الجبهة ضد إسرائيل، ذلك أن أي تصعيد من شأنه أن يخاطر بتوتر علاقاتها مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وخصوصاً في ظل إدارة أمريكية جديدة من غير المرجح أن تتسامح مع مثل هذا العدوان".