أصدر المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية تنبيهاً بشأن سلامة الغذاء وتزايد الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء. ونشر المركز تقريراً يشير إلى انتشار جرثومة «الإشريكية القولونية» في البرغر المباع في بعض مطاعم الوجبات السريعة. وكشف أن وجود هذه الجرثومة في «البرغر المباع في سلسلة مطاعم سريعة شهيرة تسبب في إصابة 49 شخصاً على الأقل بالمرض في 10 ولايات أمريكية وحالة وفاة واحدة. كما ذكر التقرير تفشي عدوى «الليستيريا» بشكل كبير بسبب تلوث النقانق وغيرها من اللحوم الباردة، وارتبط ذلك بدخول العشرات من المرضى إلى المستشفى ووفاة 10 أشخاص على الأقل.
وخلال اللقاء الذي نشرته خبيرة الصحة في CNN الدكتورة لينا وين، طبيبة طوارئ وأستاذة الطب السريري في جامعة جورج واشنطن، لفتت إلى أن «معظم العدوى المنقولة بالغذاء تحدث في المنزل، نتيجة لعدم اتباع احتياطات السلامة والنظافة الغذائية مثل غسل الفواكه والخضروات وطهي اللحوم في درجة حرارة مناسبة وعدم خلط أواني اللحوم مع الخضار، وغيرها من ممارسات».
◄ أسباب العدوى المنقولة بالغذاء
هناك العديد من البكتيريا والفيروسات والطفيليات التي يمكن أن تسبب العدوى المنقولة بالغذاء. ولكن أكثر العدوى المنقولة بالغذاء شيوعاً تحدث بسبب «نورو - فيروس»، الذي يسبب حوالي نصف حالات تفشي الأمراض المرتبطة بالغذاء، سواء في أمريكا أو في دول العالم الأخرى.
وينتشر هذا الفيروس بسهولة من خلال الطعام والشراب، كما أنه ينتقل سريعاً من الشخص المصاب إلى الآخرين الذين يتشاركون معه في الأواني أو لمس الأشياء التي يستخدمها المصاب أو حتى عبر لمس يد المصاب الملوثة بلعابه.
أما البكتيريا الأكثر شيوعاً للأمراض المنقولة بالغذاء هي بكتيريا «كامبيلوباكتر». وعادة ما يكون سبب هذه العدوى هو تناول الدواجن النيئة أو غير المطبوخة جيداً. وتشتمل أنواع البكتيريا الشائعة الأخرى على السالمونيلا والإشريكية القولونية والليستيريا، وتتواجد هذه في منتجات اللحوم الباردة أو غير المطبوخة بشكل جيد.
◄ جوانب الخطر
بينت د.وين أن «الإشريكية القولونية» واحدة من العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش في أمعاء البشر.
وشرحت قائلة: «هناك سلالة واحدة، تسمى O157:H7، خطرة جداً. وللأسف، فهي السلالة التي اكتشف انتشارها في وجبات البرغر واللحوم الحمراء المباعة في مطعم شهير للوجبات السريعة.
فهذه السلالة تنتج سماً يمكن أن يتلف بطانة جدار الأمعاء ويسبب عدوى شديدة وإسهالاً دموياً. وغالباً ما يتعافى العديد من المرضى بعد نوبات من الحرارة والألم والإسهال وتقلصات البطن الحادة. إلا أن البعض قد يصاب بمضاعفات تعرف باسم «متلازمة انحلال الدم اليورية» والتي يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي وحتى الموت.
أما بالنسبة للليستيريا، فهي مرتبطة عادةً باللحوم المصنعة بشكل غير سليم والحليب غير المبستر. وغالباً لا تشكل الليستيريا خطراً كبيراً على صحة الأشخاص الأصحاء، ولكنها قد تسبب عواقب وخيمة على صحة بعض الأفراد مثل كبار السن والأطفال ومن يعانون من ضعف المناعة.
كما أن هناك أيضاً مخاطر محددة وخطيرة على النساء الحوامل؛ حيث قد تؤدي عدوى الليستيريا إلى الإجهاض، وولادة جنين ميت، والولادة المبكرة».
◄ أبرز الأعراض
من أبرز أعراض المصابين بعدوى منقولة بالغذاء ما يلي:
• أعراض شائعة مثل: الغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن.
• قد يصاب البعض بالحمى وآلام الجسم وأعراض مشابهة لأعراض الانفلونزا.
• سلالة الإشريكية O157:H7 غالباً ما تسبب الإسهال الدموي.
◄ العلاج
يعتمد العلاج على المصدر المسبب للعدوى. وغالباً ما تضمحل الأعراض وتختفي من تلقاء نفسها خلال عدة أيام لدى الأشخاص الأصحاء، ولكن المصابين بالحالات الشديدة (القيء والإسهال الشديد وأعراض الجفاف) يحتاجون إلى علاج لمكافحة الجفاف والقيء. وقد يستفيد البعض من المضادات الحيوية ولكنها ليست مناسبة لكل الحالات. فاستخدام المضادات الحيوية للمصابين بعدوى الإشريكية القولونية بخاصة O157:H7، سيؤدي إلى تفاقم المرض.
احتياطات إضافية على مجموعتين
من الأشخاص يحتاجون اتخاذها:
هناك مجموعتان من الأشخاص الذين يحتاجون إلى اتخاذ احتياطات إضافية لتفادي الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الغذاء أو التسبب في انتشارها. حيث نصحت د.وين الفئات التالية بالحذر بشكل خاص:
1 - الذين يعملون في صناعة الأغذية أو الذين يقومون بإعداد وتقديم الطعام للآخرين. فيجب عليهم التأكد من استمرار نظافة أيديهم وممارسة احتياطات الطهي الآمنة حتى لا يصيبوا الآخرين.
2 - الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالحالات الخطرة إذا أصيبوا بالأمراض المنقولة بالغذاء. وتشتمل هذه الفئة على كبار السن والرضع والأطفال الصغار والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، ومن يعانون من أمراض مزمنة خطيرة، حيث ينبغي على هؤلاء اتخاذ احتياطات إضافية لتقليل احتمال إصابتهم بالمرض، مثل تجنب اللحوم المعلبة واللحوم الباردة والتأكد من طهي اللحوم بدرجة حرارة مناسبة، وعدم تناول أي طعام ترك خارج الثلاجة لفترة ساعتين أو أكثر.
إرشادات وقائية
بعكس الانطباع الشائع الذي يشير إلى ارتباط الأمراض المنقولة عبر الغذاء بالمطاعم أو الأطعمة التي يتم شراؤها من المتاجر، فإن المنزل هو مصدر غالبية العدوى. وتشرح د.وين قائلة: «معظم حالات التسمم الغذائي أو ما يسمى بالأمراض المنقولة عبر الغذاء تحدث في المنزل». وتوصي الدكتورة السيدات ومن يحضرون الطعام في البيت باتباع الإرشادات التالية للوقاية من الإصابة بها:
1- التعود على تكرار غسل اليدين طوال اليوم وبشكل جيد بالماء والصابون. وفي حال عدم توافر ماء وصابون، يمكن استخدام مطهر اليدين بعد لمس الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر قبل لمس الفم.
2- على الذين يعانون من الغثيان أو القيء أو الإسهال أو تقلصات المعدة أو غيرها من الأعراض التي قد تشير إلى المرض، عدم مشاركة الأغراض الشخصية وعدم تحضير الطعام وتفادي تواجدهم بالقرب من الآخرين في الأماكن العامة، مثل المدرسة والعمل.
3- الحرص على طهي اللحوم والأسماك جيداً لضمان تدمير وقتل الميكروبات. وتتطلب المنتجات المختلفة درجات حرارة مختلفة لضمان نضجها. على سبيل المثال، يجب طهي الدجاج والديك الرومي على درجة حرارة 165 درجة فهرنهايت (74 درجة مئوية). بينما يجب طهي الأسماك على درجة حرارة 145 درجة فهرنهايت (63 درجة مئوية).
4- الحرص على نظافة وعدم اختلاط الأواني والحاويات المستخدمة للحوم النيئة. وعدم استخدمها لمنتجات أخرى، لأنها تصبح ملوثة بالبكتيريا من اللحوم النيئة.
5- الحرص على غسل المنتجات الغذائية. فيجب غسل الخضروات والفواكه جيداً تحت ماء جارٍ ولا ينصح بغسلها بسائل غسيل الأطباق أو المطهرات.
6- حفظ الأطعمة وتخرينها في بيئة مناسبة. ويجب عدم وضع أي طعام يحتوي على اللحوم خارج الثلاجة أو الفريزر أكثر من ساعتين. وإذا كنت في الخارج وكانت درجة الحرارة دافئة، فيتم تقليل ذلك إلى ساعة واحدة.
7- عدم شرب الحليب غير المبستر أو تناول المنتجات المصنوعة من الحليب غير المبستر.