ياسر العيلة
اعتدنا ان نشاهد أغاني أو «أوبريتات» تتناول الأحداث والبطولات الرياضية المهمة، لكن ان يتم تقديم مسرحية وطنية رياضية فهذا في حد ذاته حدث يستحق القائمون عليه كل التحية والتقدير، وأقصد هنا الجهات المنتجة للمسرحية الاستعراضية الغنائية «أوووه يالأزرق»، وهما شركة «أبيز برودكشنز» للشيخة أبرار الخالد الصباح بالتعاون مع شركة «قوت برودكشن»، والتي تعرض حاليا بنجاح كبير على مسرح جمعية شرق وتأتي بالتزامن مع اقتراب بطولة كأس الخليج الـ 26 المقررة إقامتها في الكويت في الفترة من 21 الجاري إلى 3 يناير المقبل.
«الأنباء» حرصت على حضور العرض الأول للمسرحية التي سلطت الضوء على تعزيز التماسك والتكاتف والترابط الاجتماعي وتنمية مشاعر الانتماء والولاء للوطن، خصوصا في لعبة كرة القدم التي لها جمهور عريض ومشجعون كثر. وللحقيقة شاهدت عرضا مسرحيا مفعما بالحيوية ومليئا بالمرح الذي يشعر المتفرجين بالسعادة من خلال كرنفال بصري زاخر بالموسيقى والغناء والرقص واللوحات الفنية الرائعة بمعنى الكلمة.
تفوق النجم عبدالعزيز الويس في تقديم أغان وموسيقى، أشعلت حماس الحضور التي تفاعل معها ومع أحداث المسرحية بشكل كبير جدا، حيث وضع الويس كل خبرته الموسيقية والغنائية بجانب الكلمات الرائعة للشاعر الموهوب محمد الشريدة والتي جعلت الأغاني مثل أسلحة وأوراق رابحة لدى عشاق الساحرة المستديرة وجماهير الكرة في الكويت لدعم منتخبها الوطني والترويج لبطولة كأس الخليج المقبلة، وأعتقد أن تلك الأغاني ستظل باقية في وجدان وذاكرة الجمهور وتسمع على مدى سنوات.
قدم مخرج العمل فاضل النصار في تجربته الأولى في عالم المسرح عملا جميلا، واستحضر من خلاله الإثارة التي تكون موجودة على أرض الملعب، وشاهدنا ذلك في الاستعراضات الحيوية التي صممها بمهارة شديدة فهد الفرحان، حيث قام الممثلون بأداء لحظات رئيسية عاشها اللاعبون في محاكاة متقنة لأجواء المباريات، وكذلك من خلال لقطات بالحركة البطيئة وأداء احتفالات الأهداف بجانب تشجيع الجمهور، كما أجاد النصار في توظيف الإضاءة وتحريك قطع الديكور بحرفية شديدة، بالرغم من أن العرض الأول لأي عمل مسرحي تحدث فيه بعض الأخطاء، لكننا شاهدنا أداء تمثيليا رائعا من كل الفنانين بلا استثناء.
العمل الذي كتبه احد فرسان المسرح الحديث الكاتب عثمان الشطي عائلي واستعرض تاريخ الكويت في بطولات كأس الخليج السابقة، وقدم قصة تدور حول شاب يدعى أحمد (أحمد بن حسين) وهو لاعب كرة قدم طموح يسعى الى تحقيق حلمه وحلم كل كويتي في الفوز ببطولة كأس الخليج، ولم يجد الدعم الكافي من شقيقته (روان العلي)، ولكن وجده من خلال صديقة طفولته (غدير صفر)، خاصة انه سيخوض أول مباراة له مع المنتخب قبل انطلاق البطولة، ومن جانب آخر، يعاني من غيرة لاعب اقدم منه في الفريق يدعى أحمد أيضا (أحمد فت)، مما يؤثر على أداء المنتخب بالسلب، ويتدخل مدرب الفريق (عبدالعزيز الويس) للصلح بينهما لكن تأتي تعليمات له من المسؤولين بإيقاف اللاعبين، وهنا تتدخل شقيقة «أحمد» وتقود حملة كبيرة من خلال «هاشتاغ» بعنوان «أوووه يالأزرق» تطالب فيه بعودة شقيقها واللاعب الآخر، وبالفعل يعودان ويقودان المنتخب الى الانتصارات، هذه باختصار فكرة المسرحية التي تناولت أيضا شكل العلاقة بين الجمهور واللاعبين.
الجدير بالذكر أن مسرحية «أوووه يالأزرق» من تأليف عثمان الشطي، إخراج فاضل النصار، كتب كلمات الأغاني الشاعر محمد الشريدة، الألحان وفكرة العمل للمطرب عبدالعزيز الويس، التوزيع الموسيقي لعلي المتروك، يقوم بالبطولة النجم عبدالعزيز الويس ومعه عدد من الفنانين الشباب، منهم: أحمد بن حسين وروان العلي وغرور صفر ومحمد المنصوري ودعاء عبدالله، بالإضافة إلى مشاركة أربعة من مشاهير «التيك توك» وهم: أحمد فت ومشاري القبندي وطلال أبا القلوب وأحلام التميمي، ويشارك في العمل ثلاثة من الوجوه الجديدة في أولى تجاربهم المسرحية، هم: عبدالرحمن بن ناصر ويوسف إبراهيم ومحمد الحسيني.