أكدت وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال الحويلة اليوم الاثنين أن دولة الكويت كانت دائما سباقة في صياغة القوانين وتنفيذ المبادرات الرامية إلى خدمة جميع أبناء الوطن مع إيلاء اهتمام خاص بالأشخاص ذوي الإعاقة بما يعزز تمكينهم ويجعلهم شركاء رئيسيين في مسيرة التنمية الوطنية.
جاء ذلك في كلمة ألقتها الحويلة في افتتاح المؤتمر والملتقى الدولي الأول لتكنولوجيات ذوي الاحتياجات الخاصة الذي نظمته كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا تحت شعار (الذكاء الاصطناعي في خدمة المساواة والشمولية) بالشراكة مع مكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الكويت ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وبدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
وقالت الحويلة إن الحكومة وبتوجيهات القيادة السياسية تعمل على تقديم كل التسهيلات للأشخاص ذوي الإعاقة لتمكينهم من الاندماج الكامل في المجتمع والإسهام بفاعلية في تحقيق رؤية الكويت التنموية.
وذكرت أن التطورات التكنولوجية المتسارعة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تفتح آفاقا جديدة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من أداء أعمال ومهام لم تكن ممكنة سابقا مؤكدة أهمية المؤتمر في تحفيز الإبداع وتطوير الأنظمة اللازمة لتحقيق الاستفادة المثلى من هذه التطورات.
وأعربت عن الشكر والتقدير لكل من ساهم في تنظيم هذا المؤتمر مشيدة بجهود كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا ومكتب الأمم المتحدة في الكويت والجهات المشاركة لدعم هذه المبادرة الوطنية التي تعزز مكانة الكويت في مجالات الابتكار والتميز.
من جانبها قالت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت غادة الطاهر في كلمتها إن موضوع المؤتمر يحظى بأهمية خاصة لأنه يتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي اتحد فيه العالم تحت شعار (لا شيء عنا بدوننا) من أجل تعزيز قيادة الأشخاص ذوي الإعاقة لمستقبل شامل ومستدام.
وأضافت الطاهر أنه "بينما نعترف بالدور الحاسم الذي يؤديه الأشخاص ذوو الإعاقة في دفع التغيير نحو عالم أكثر شمولا واستدامة يجب علينا أن ندعو مجتمعاتنا لفكرة أن الوصول إلى التكنولوجيا المساعدة ليس ترفا لهم بل هو حق أساسي يرتكز على اتفاقية حقوق الإنسان".
وأكدت على اعتراف الأمم المتحدة بالتكنولوجيات المساعدة باعتبارها حجز الزاوية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتطلب جهد الجميع لتحقيقها لأن العالم بشكل جماعي يتحمل مسؤولية رفع مستوى الوعي وتشجيع الاستثمار في التكنولوجيا المساعدة مشيدة بقيادة دولة الكويت ومدينة الملك سلمان للعلوم والتقنية لهذه المبادرة التقدمية.
وأشارت إلى التقرير العالمي الصادر عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لعام 2022 بشأن التكنولوجيا المساعدة اذ يحتاج 5ر2 مليار شخص على مستوى العالم إلى منتج مساعد واحد على الأقل ومن المتوقع أن يزداد العدد إلى 5ر3 مليار شخص بحلول عام 2050 مما يعكس أنها يجب أن تكون أولوية عالمية وليس مجالا ثانويا من الاهتمام لمجموعات معينة من الناس.
من جانبه أكد رئيس كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا الدكتور خالد البقاعين في كلمته حرص الكلية منذ نشأتها على تطوير قاعدة بحثية لتحفيز الابتكار والإبداع بين أساتذتها وطلبتها للمساهمة في تحقيق رؤية (كويت جديدة 2035) والعمل على تأهيل أجيال من الخريجين المتمكنين من أحدث التطورات التكنولوجية والمهارات الاساسية.
وقال البقاعين إن هذا المؤتمر يأتي لتحقيق الكثير من الأهداف أهمها إظهار الوجه الإيجابي للتكنولوجيا وترسيخ تطورها لخدمة الإنسانية بجميع فئاتها وبالأخص الأشخاص ذوي الإعاقة ومناقشة كل المعوقات التي تواجه هذه الفئة والجمع بين واضعي السياسات والباحثين والمبتكرين كذلك الجمعيات المختصة للعمل على دراسة السبل التي يمكنها إزالة القيود التي تمنع ذوي الإعاقة من التعلم أو العمل أو ممارسة أي نشاط طبيعي.
وأضاف أن برنامج المؤتمر والمنتدى يتضمن على مدى يومين العديد من الفعاليات العلمية من محاضرات رئيسية من خبراء عالميين وجلسات نقاشية أبرزها الجلسة النقاشية الأولى التي تشارك فيها كوكبة من أبناء الكويت من ذوي الإعاقات إضافة إلى مسابقات طلابية في الإبداع ومعرض للأنظمة الحديثة المتخصصة وكذلك جلسات بحثية لـ 30 باحثا متخصصا في تكنولوجيات ذوي الإعاقة.