منذ 2011 حتى العام الماضي عملنا على تدخلات إنسانية وإغاثية في عدة مجالات من أهمها قطاع الصحة
13.27مليون مستفيد من اللاجئين والنازحين السوريين منذ 2011 حتى 2024
تكلفة المشاريع الموجهة للسوريين بلغت أكثر من 159 مليون دولار
أكد الدكتور محمد صلاح إبراهيم - مساعد الأمين العام للإغاثة والتنمية الدولية بالهلال الأحمر القطري - أن الهلال الأحمر القطري يواصل التزامه الإنساني والتنموي تجاه الشعب السوري، مشيراً إلى العمل على سلسلة من المشاريع الاستراتيجية التي تسعى لتعزيز التعافي المبكر، واستهداف تحقيق تنمية مستدامة في المناطق المتضررة دعم القطاع الصحي وتعزيز الأمن الغذائي والزراعة، إضافة إلى التركيز على إعادة تأهيل أنظمة الري وتوزيع البذور والثروة الحيوانية لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي ودعم سبل العيش الريفية، ودعم الشباب والنساء من خلال برامج تدريب مهني تهدف إلى تعزيز فرص التوظيف، وتقديم منح صغيرة لإعادة إحياء الأعمال المحلية.
ونوه د. محمد صلاح إبراهيم في حوار مع «» بتوفير استجابة طارئة وتوفير المساعدات الأساسية للأشقاء في سوريا، لافتاً إلى أن عمل الهلال الأحمر القطري الإنساني ممتد منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، من خلال تدخلات إنسانية وإغاثية في عدة مجالات من أهمها قطاع الصحة، استفاد منها أكثر من 13.27 مليون مستفيد من اللاجئين والنازحين السوريين منذ 2011 وحتى 2024، بمشاريع بلغت تكلفتها أكثر من 159 مليون دولار.
وأوضح أن الهلال الأحمر القطري وخلال الاستجابة الأخيرة للأوضاع الإنسانية في سوريا ساهم في تسيير 10 طائرات إغاثية حتى الآن، بالتنسيق والتعاون مع صندوق قطر للتنمية والخارجية القطرية، وأن فريق إغاثي على متن الطائرات لتنسيق استلام وتسليم المساعدات الإغاثية، حيث تم توفير 954 طناً من المساعدات في مجال قطاع التغذية وغير الغذائية والقطاع الطبي، وتوريد 61 شاحنة محملة بــ 752 طناً من الطحين لإنتاج 1.3 مليون ربطة خبز توزع مجاناً.
وإلى نص الحوار:
◆ مع الآمال الكبيرة بأن تسهم الأحداث الأخيرة في سوريا بتحقيق الاستقرار.. هل من خطط لمزيد من التدخل الإنساني والتنموي في سوريا؟
¶ مع تصاعد الآمال بتحقيق الاستقرار في سوريا، يواصل الهلال الأحمر القطري التزامه الإنساني والتنموي تجاه الشعب السوري من خلال سلسلة من المشاريع الاستراتيجية التي تسعى لتعزيز التعافي المبكر، وتحقيق تنمية مستدامة في المناطق المتضررة، من خلال:
أولاً: التعافي المبكر
يركز الهلال الأحمر القطري على المشاريع في ترميم المنازل والمدارس والمساجد والمراكز الصحية، إلى جانب تشغيل محطات المياه بالطاقة الشمسية لضمان توفير مياه نظيفة ومستدامة للسكان العائدين إلى منازلهم، كما سيسهم في المشاريع المتعلقة في كسب العيش
ثانياً: دعم القطاع الصحي
القطاع الصحي يحتل أولوية قصوى في خطط الهلال الأحمر القطري، حيث تشمل الجهود:
• توفير أجهزة ومعدات طبية متطورة لدعم المستشفيات والمراكز الصحية.
• تشغيل أقسام العمليات المتخصصة مثل القلب المفتوح وغرف العمليات النسائية.
• دعم مراكز إعادة التأهيل لعلاج الإصابات الفيزيائية وتقديم الدعم النفسي.
• توفير العلاج والأدوية لمرضى السرطان ودعم الأطفال الصم من خلال عمليات زراعة القوقعة.
كما تم إطلاق حملات طبية بالتعاون مع خبراء من مؤسسات دولية مثل مؤسسة حمد الطبية لتدريب الكوادر السورية وإجراء العمليات التخصصية.
ثالثاً: تعزيز الأمن الغذائي والزراعة
يركز الهلال الأحمر القطري على إعادة تأهيل أنظمة الري وتوزيع البذور والثروة الحيوانية لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي ودعم سبل العيش الريفية، بالإضافة إلى إنشاء بيوت بلاستيكية لزيادة الإنتاج الزراعي على مدار العام. وتأتي هذه الجهود مصحوبة بتدريب المزارعين على ممارسات الزراعة المستدامة.
رابعاً: التنمية الاقتصادية وسبل العيش
يدعم الهلال الأحمر القطري الشباب والنساء من خلال برامج تدريب مهني تهدف إلى تعزيز فرص التوظيف، بالإضافة إلى تقديم منح صغيرة لإعادة إحياء الأعمال المحلية. كما يوفر فرص عمل مؤقتة في مشاريع إزالة الأنقاض وإصلاح الطرق، إلى جانب تدريب المجتمعات على تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية لتعزيز الوظائف الخضراء.
خامساً: الاستجابة الطارئة وتوفير المساعدات الأساسية
تتضمن الخطط توزيع المستلزمات الأساسية مثل أدوات الطهي، ومجموعات النظافة، والمدافئ للأسر المحتاجة في المناطق المتضررة، مما يساهم في تحسين ظروفهم المعيشية وتخفيف المعاناة.
وتعكس هذه المشاريع رؤية الهلال الأحمر القطري في تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة في سوريا من خلال تنوع المبادرات وشمولها لمختلف القطاعات الحيوية، يسعى الهلال إلى تمكين المجتمعات المتضررة لبناء حياة كريمة ومستقبل أفضل.
الاستجابة الطارئة
◆ ما أبرز جهود الهلال الأحمر القطري في سوريا؟ وماذا تحقق خلال السنوات الماضية؟
عمل الهلال الأحمر القطري الإنساني ممتد منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011 ولقد شهدت هذه الفترة حتى عام 2024 تدخلات إنسانية وإغاثية في عدة مجالات من أهمها قطاع الصحة، قطاع المواد الغذائية والاستجابة الطارئة، قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش، قطاع الإيواء، قطاع المياه والإصحاح، قطاع التعافي المبكر، وقطاع التعليم. وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه المشاريع 13,276,000 مستفيد من اللاجئين والنازحين السوريين في عدة دول منها الأردن ولبنان وتركيا وفي الشمال السوري، وتقدر تكلفة تنفيذ هذه المشاريع ما يزيد عن 159 مليون دولار أمريكي.
وفيما يتعلق بالاستجابة الأخيرة للأوضاع الإنسانية في سوريا:
• شارك الهلال الأحمر القطري في إغاثة أهلنا في سوريا ضمن برنامج المساعدات الإنسانية من خلال المساهمة في تسيير عدد 10 من الطائرات الإغاثية حتى الآن بالتنسيق والتعاون مع صندوق قطر للتنمية والخارجية القطرية.
• مرافقة فريق إغاثي على متن الطائرات لتنسيق استلام وتسليم المساعدات الإغاثية لفريق مكتبنا المتواجد في المطار.
• جهوزية الهلال في تنسيق المساعدات اللوجستية وتخزين وتوزيع المواد الإغاثية بأسرع وقت ممكن في المناطق الأشد ضعفاً.
• تم توفير 954 طناً من المساعدات في مجال قطاع التغذية وغير الغذائية والقطاع الطبي.
• تم توريد 61 شاحنة محملة بــ 752 طناً من الطحين لإنتاج 1.3 مليون ربطة خبز توزع مجاناً على المستفيدين في محافظات حلب، وإدلب، وحماة وحمص.
• تم نشر ثلاثة فرق إغاثية في شمال ووسط وجنوب سوريا لاستقبال المساعدات.
• الجدير بالذكر أن مكتبنا في تركيا متواجد منذ عام 2012 لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من السوريين، حيث ما زال يستكمل مشاريعه الإغاثية والتنموية المستمرة والمخطط لها بقيمة تزيد من 120 مليون دولار خلال عامي 2024 - 2025.
عقبات هائلة
◆ ما أبرز التحديات التي تواجه جهودكم الانسانية؟
بلا شك هذه السنة كان محور المناطق المتضررة قطاع غزة ولبنان، فالمأساة التي يعيشونها لا يكاد يصدقها العقل.
وعموماً، لا تزال الجهود الإغاثية تواجه عقبات هائلة في ظل العدوان المستمر، وأولها يتمثل في الوضع الأمني المتدهور، واستمرار القصف في الدول التي تشهد حروب ونزاعات مسلحة، مثل لبنان، السودان وقطاع غزة، وعدم وجود مناطق آمنة لإقامة ممرات إنسانية بحيث يمكن للمنظمات الإنسانية العمل بالحد الأدنى من الأمان عبرها لتلبية الاحتياجات الحيوية في القطاع.
كما أن استمرار غلق الكثير من المعابر الحدودية مع قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، باستثناء معابر محددة وبطاقة عمل محدودة، يعيق وصول الكثير من المساعدات. وكان من أكبر هذه التطورات اقتحام وإغلاق معبر رفح في 6 مايو الماضي، وهو المنفذ الرئيسي لإدخال المواد الإغاثية إلى القطاع. كما أن هناك مناطق في شمال غزة ومدينة غزة لا يُسمح بالوصول إليها، وتواجه منذ أشهر حالة تجويع مستمر يفتك بالأطفال وبجميع السكان في هذه المناطق. وبالرغم من كل هذا، تمكنا بفضل الله من تنفيذ العديد من التدخلات، ونحاول بكل ما لدينا من الجهود والإمكانيات التعامل مع الوضع الحالي، حيث يستمر مكتبنا في العمل طوال أكثر من 300 يوم من العدوان، وننسق مع مختلف الأطراف لضمان إيصال أكبر كم ممكن من المساعدات الإنسانية.
باقي التحديات تكمن في صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب النزاعات والكوارث.
