أعلن مركز /إرثنا/ عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن شراكة استراتيجية مع مؤسسة /الملك/ الخيرية البريطانية التي أنشأها جلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة، وذلك خلال فعالية رسمية أقيمت في قصر /دومفريز هاوس/ باسكتلندا، بحضور سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر.
وتهدف الشراكة بين الجانبين، التي تستمر لمدة عامين، إلى إطلاق أربعة مشروعات تجريبية لتعزيز التنمية الحضرية المستدامة في الهند وغويانا وسيراليون وتنزانيا، عبر توظيف المعارف التقليدية، وذلك بهدف إبراز قيمة التراث الثقافي في مواجهة التحديات البيئية المعاصرة.
وتعكس هذه الشراكة الاستراتيجية التزام المؤسستين المشترك بدعم الاستدامة البيئية وتعزيز الاقتصادات المحلية وزيادة مرونة المجتمعات من خلال الاستفادة من المعارف التقليدية التي تعد خلاصة تجارب الأجيال، حيث تركز المشروعات الأربعة على استكشاف كيفية توظيف التراث الثقافي المحلي في التصميم المعماري والتخطيط الحضري لتحقيق التنمية المستدامة.
ويتضمن المشروع المقرر إطلاقه في تنزانيا ترميم أبواب زنجبار الشهيرة في /ستون تاون/ المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، مع التركيز على إنشاء سلاسل إمداد مستدامة للأخشاب، فيما تستلهم المبادرة في الهند من /مشروع دون/ في مدينة /جايبور/، الذي أعاد تأهيل 500 هكتار من الأراضي القاحلة واستعادة التنوع البيولوجي فيها، أما في غويانا، فسيتم تطوير مبنى نموذجي على طول الواجهة البحرية لـ /جورج تاون/ باستخدام مواد وتصاميم محلية، على أن يستكشف المشروع في سيراليون تقنيات البناء المستدامة المستوحاة من المعارف التقليدية لحماية المناظر الطبيعية في مدينة بو.
وأكدت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني أهمية هذه الشراكة، قائلة: "إن شراكتنا مع مؤسسة الملك تعكس قناعتنا الراسخة بالقيمة المستدامة للعادات والتقاليد الثقافية المحلية.. هذه العادات والتقاليد ليست مجرد إرث من الماضي، بل هي خلاصة تجارب أجيال تعاقبت على هذه الأرض وارتبطت بطبيعتها، مما يجعلها أداة حيوية لبناء مستقبل مستدام.. من خلال دعم الإرث الثقافي في هذه الدول الأربع وحمايته، نؤكد التزامنا بجعل هذه القيم المعرفية أساسا لتحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة".
من جانبها، قالت كريستينا مورين الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الملك: "نحن متحمسون للغاية لهذه الشراكة التي تجمع بين مؤسستين رائدتين في تعزيز الاستدامة والابتكار.. تاريخنا الطويل في تعزيز المعارف التقليدية لتطوير مجتمعاتنا يمكننا من تقديم حلول مبتكرة ومستدامة تسهم في تحسين حياة المجتمعات المحلية وتحفيز اقتصاداتها.. نحن ممتنون لجميع المشاركين على دعمهم ورؤاهم التي أثرت هذه المبادرة وأسهمت في تحقيق أهدافها".
ومن المقرر أن يتم عرض نتائج المشروعات الأربعة خلال النسخة الثانية من قمة /إرثنا/ المقرر عقدها في الدوحة يومي الثاني والعشرين والثالث والعشرين من أبريل المقبل تحت شعار /تعزيز الاستدامة في البيئات الحارة والجافة/.
وتؤكد الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ومؤسسة "الملك" الخيرية أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات البيئية، مع التركيز على استلهام الحلول من المعارف التقليدية التي تعد ثروة متجددة تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.