أكد بلال تركية، القائم بالأعمال في سفارة الجمهورية العربية السورية بالدوحة، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى سوريا، تأتي لتؤكد من جديد أن دولة قطر لم تكن فقط داعماً لسوريا في سنواتها العصيبة، بل كانت أيضاً أول من احتفى بانتصارها، وأول من مدّ الأيدي نحو دمشق، ليعلن أن عهداً جديداً قد بدأ.
وقال في تصريحات لـ «العرب»: «كانت دولة قطر السبّاقة في كل ميدان؛ فأول زعيم عالمي يزور دمشق كان أميرها، وأول وفد عربي وصل سوريا كان وفدها، وأول رئيس وزراء عربي التقى بالقيادة السورية الجديدة جاء من الدوحة، وأول جسر جوي للمساعدات الإنسانية بعد التحرير حمل شعار دولة قطر، بل إن أول طائرة دولية هبطت في مطار دمشق كانت تابعة للخطوط الجوية القطرية، كما أنها أول دولة أعادت افتتاح بعثتها الدبلوماسية في دمشق. ولم يكن هذا التفرد القطري وليد اللحظة. فمنذ اليوم الأول للثورة، رفرف علم سوريا الحرة في سماء الدوحة، وظلّ شامخاً على مبنى السفارة السورية فيها، رمزا للموقف الذي لم يتغير، والأخوة التي لم تهتز».
نورت دمشق
وتابع:» (نورت دمشق).. بهذه العبارة استقبل السوريون، أمس، الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو، إلى عاصمة سوريا الحرة. حيث كان في استقباله في مطار دمشق الدولي فخامة السيد أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية، إلى جانب معالي السيد محمد البشير رئيس الحكومة، ومعالي السيد أسعد الشيباني، وزير الخارجية والمغتربين، ومعالي اللواء مرهف أبو قصرة وزير الدفاع، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة».
واعتبر زيارة أمير البلاد المفدى إلى دمشق، محطة تاريخية في سوريا الجديدة بكونها أول زيارة رسمية لرئيس دولة في العالم إلى دمشق.
وتابع: «الزيارة جاءت تتويجاً للعلاقة الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين. زيارة تحمل في طياتها رسائل سياسية ودبلوماسية واقتصادية، وتؤكد من جديد أن دولة قطر كانت وستبقى في طليعة الدول الداعمة لسوريا وشعبها منذ اللحظة الأولى للثورة وحتى تحقيق النصر».
شريك أساسي
وأضاف تركية: «لطالما جسدت دولة قطر نموذجاً فريداً في الدعم الأخوي والتضامن الإنساني، حيث وقفت بجانب الشعب السوري منذ اللحظات الأولى، مؤكدة موقفها الثابت في دعم تطلعاته نحو مستقبل يسوده الأمن والاستقرار. وقد عكست دولة قطر هذا الالتزام من خلال سلسلة من الخطوات الداعمة لسوريا، حيث لم يقتصر الدعم القطري على الجانب السياسي، بل امتد ليشمل الدعم الإنساني والاقتصادي».
رسائل دبلوماسية
وقال القائم بالأعمال في سفارة الجمهورية العربية السورية: «كما كانت دولة قطر داعماً سياسياً وإنسانياً، فهي اليوم تفتح أبواب التعاون في مجالات أوسع، حيث تتجه الأنظار نحو مشاريع طموحة في قطاع الطاقة، إذ يمكن للخبرات القطرية أن تسهم في إعادة تأهيل البنية التحتية للكهرباء، واستثمار موارد الغاز والطاقة المتجددة لدفع عجلة التنمية في سوريا الجديدة». لافتا إلى أن الاستثمار وإعادة الإعمار، يعتبر مجالًا واعدًا للتعاون بين البلدين.
وأشار إلى أنه يمكن للشراكات القطرية- السورية أن تسهم في تطوير القطاعات الأساسية، مثل الإسكان والنقل والتعليم، مما يدعم إعادة الدورة الاقتصادية المتعثرة في سوريا، ويعيد لها ألقها الحضاري.
وأضاف: «ولأن التحديات في سوريا ليست اقتصادية فحسب، بل سياسية أيضاً، فإن دولة قطر، التي كانت الصوت العربي الأكثر وضوحاً في دعم الثورة، تواصل اليوم دورها الدبلوماسي، ساعية إلى تمكين سوريا من تجاوز العقوبات الدولية المفروضة عليها، وفتح آفاق جديدة أمامها في المنظومة الاقتصادية العربية والدولية، لتعود إلى موقعها الطبيعي بين أشقائها».
مستقبل مشترك
وأكد أن هذه الزيارة استهلت الفصل الجديد من تاريخ سوريا. كما أنها أوضحت أن الدوحة، التي كانت دائماً أول الداعمين، ستكون أيضاً أول الشركاء في هذه المرحلة. وأضاف قائلا: «دمشق، التي نفضت عنها حقبة قاتمة تاريخيا، تحث السير في رحلة البناء. وعلى الرغم من أننا ندرك أنها لن تكون رحلة سهلة، لكننا واثقون من أننا لن نكون وحدنا».
