نظمت اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع قسم العلوم الاجتماعية بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر، الملتقى الطلابي الرابع لحقوق الإنسان "حقوق الإنسان في ظل المجتمع الرقمي: التحديات والحلول"، وذلك في جامعة قطر، بمشاركة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، ومركز مدى للتكنولوجيا المساعدة.
ويهدف الملتقى إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان لدى الأجيال الجديدة، وخاصة الطلاب في المرحلة الجامعية وتوعيتهم بالمخاطر ذات الطابع الحقوقي في ظل الانتشار الواسع للوسائط والوسائل الرقمية، والتأكيد على أهمية الشراكة بين المؤسسات التعليمية واللجان الوطنية والمنظمات غير الحكومية لدعم حماية حقوق الأبناء في البيئة الرقمية، فضلا عن تعزيز الوعي بحقوق الأبناء في البيئة الرقمية، وتقديم حلول لحمايتهم من الانتهاكات الرقمية.
من جانبها، أعربت السيدة آمنة البوعينين، استشاري دراسات دولية باللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، عن الشكر لقسم العلوم الاجتماعية بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر على دعمه المستمر في تنظيم هذا الملتقى سنويا، ودوره في إشراك طلبته في التوعية بحقوق الإنسان عبر المناظرات الطلابية وأوراق العمل، مشيدة بالتعاون المستمر مع الشركاء الفاعلين في المجتمع لمناقشة القضايا المجتمعية بأسلوب علمي يعزز الوعي والمعرفة.
من جهته، أكد الدكتور محمد رحيل، رئيس قسم العلوم الاجتماعية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، أن الملتقى الطلابي لحقوق الإنسان يمثل فرصة لتعزيز التعاون بين القسم ومؤسسات المجتمع للمشاركة الفاعلة في رؤية قطر الوطنية 2030 .. مضيفا أن الملتقى يسعى منذ بداياته إلى تجسير الهوة بين الجوانب النظرية والعملية، مبينا أن المشاركة الطلابية تهدف إلى إعداد كوادر ذات خبرة عملية تساهم في بناء مجتمع المعرفة.
إلى ذلك، أشاد السيد ناصر مرزوق سلطان المري، مدير إدارة الشؤون القانونية باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بمخرجات المنتدى الثالث للجنة الوطنية لحقوق الإنسان حول حماية الأطفال في البيئة الرقمية، والذي شكل أساسا للملتقى الطلابي الرابع لمواصلة البحث في سبل الوقاية من مخاطر الفضاء الرقمي.
واستعرض دور الإنترنت في تنمية معارف الشباب رغم التحديات التي يفرضها، مثل التأثير على القيم الوطنية وانتشار خطاب الكراهية، ما يستدعي حلولا فعالة لمواجهتها، مؤكدا أهمية وعي الشباب بدورهم كشركاء أساسيين في نشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع.
وتضمن الملتقى جلستين علميتين، فالجلسة الأولى بعنوان "الفضاء الرقمي: الانتهاكات الحقوقية وآليات الحماية في القانون القطري"، أدارتها السيدة تهاني الشمري من برنامج الخدمة الاجتماعية بقسم العلوم الاجتماعية، وتضمنت ثلاثة عروض تقديمية من قبل ثلاث طالبات من جامعة قطر.
أما الجلسة الثانية جاءت بعنوان "التوعية بحقوق الإنسان الرقمية ضمن المجتمع الطلابي"، أدارتها الدكتورة ياسمين كبارة، الأستاذ المساعد في برنامج الخدمة الاجتماعية بقسم العلوم الاجتماعية.
وشمل الملتقى مناظرة طلابية بعنوان "حدود خصوصية الأبناء في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي"، أدارها الدكتور الشاذلي بيه الشطي من برنامج علم الاجتماع بقسم العلوم الاجتماعية، وتناولت المناظرة ثلاث جولات ناقشت إيجابيات وسلبيات استخدام الأطفال من هم دون 15 عاما لوسائل التواصل الاجتماعي، ومراقبة الوالدين لاستخدام أبنائهم لهذه الوسائل، واستخدام الوالدين لأبنائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق منافع مادية وغير مادية.
وسلط الملتقى الضوء على الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه الوسائط الرقمية في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان وحماية المجتمع من الانتهاكات المهددة لتماسكه واستقراره، وتقديم توصيات وحلول للحد من السلوكيات السلبية المنتشرة عبر الوسائط والوسائل الرقمية.