الطلاب يستعرضون مشروعات مبتكرة متفردة
خريجوها البالغ عددهم 17500 ارتقوا لمناصب قيادية في الطب والهندسة والبحوث والدبلوماسية
عندما انطلقت رحلتها منذ أزيد من ثلاثين عامًا، دأبت مؤسسة قطر على تجسيد أهم تجليات رسالتها المتمثلة في التعليم. ومع توالي السنين، أصبح الآلاف من الطلاب الذين تعلموا وابتكروا وقادوا التغيير داخل منظومتها التعليمية المتكاملة يشكلون خيرَ مثالٍ على هذا النهج التعليمي.
وفي مختلف مؤسساتها التعليمية، بما في ذلك جامعة حمد بن خليفة وغيرها من الجامعات الدولية الشريكة، يتلقى طلاب مؤسسة قطر تعليمًا استثنائيًا يرتكز على القيم الأساسية والتجارب الواقعية، ويوفر فرصًا واسعة لريادة الأعمال والإنجازات المجتمعية البارزة.
ارتقى خريجو مؤسسة قطر، البالغ عددهم نحو 17500 خريج، إلى مناصب قيادية في مجالات عدّة، مثل الطب والهندسة والبحوث والدبلوماسية. ولمعت أسماء العديد منهم كروادٍ في التكنولوجيا وشخصياتٍ رائدة في مجتمعاتهم، الأمر الذي أدى إلى تعزيز القوى العاملة في قطر وتوسيع نفوذها في المنطقة والعالم أجمع.
عرض لمشروعات مؤثرة
وقد تضمن حفل الذكرى الثلاثين لتأسيس مؤسسة قطر، الذي أُقيم في المدينة التعليمية، عرضًا لمشروعاتٍ مؤثرة يقودها طلابٌ يتلقّون تعليمهم حاليًا في مؤسسة قطر، بما سلّط الضوء على دور التعليم، وخاصة تعليم مؤسسة قطر، في نمو بيئة الابتكار وخلق فرص لامحدودة في واقعنا المُعاصر.
مشروع مدرسة للفنون المسرحية
ومن بين المشروعات المعروضة، يبرز مشروع إنشاء مدرسة للفنون المسرحية، الصديقة للبيئة، وهي المدرسة التي تروم الإسهام في الحفاظ على التراث الثقافي العربي للطالبة دعاء أبو زيد، التي تتابع دراستها في برنامج ماجستير العلوم في الفن والعمارة الإسلامية والعمران بجامعة حمد بن خليفة. وفي هذا السياق، تقول أبو زيد: «لقد استوحيت فكرة مشروعي من الحركة الجسدية للأشخاص أثناء الرقص. ويحتوي مشروعي على فناءٍ مركزي يربط بين جميع الاستوديوهات، مع السماح بدخول الضوء والهواء بينهم، كما أنني أهدف من خلال هذا المشروع إلى إبراز الهوية الثقافية لمجتمعاتنا العربية».
وتُضيف: «أتمنى أن أرى قريبًا فكرتي تتحول إلى واقعٍ ملموسٍ. لقد أيقظت مؤسسة قطر العديد من الأفكار والطموح لدي، وألهمتني لأتمتع بشخصيةٍ ومهاراتٍ قيادية، وأن أكون مبتكرة مع الحفاظ على ارتباط قوي بالمجتمع، علاوة على السعي الدؤوب لاستكشاف المزيد».
بدورها تتعاون آصفة أنور، طالبة في برنامج الدكتوراه في البيئة المستدامة في جامعة حمد بن خليفة، مع زملائها في مشروعٍ قائمٍ على الزراعة المائية وإدارة المخلّفات. وبهذا الشأن، تقول أنور: «تجمع هذه الطريقة بين الزراعة المائية والتقنيات المتقدمة، مثل التحليل الكهربائي لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي وتحلية المياه لاستخدامها لاحقًا في عملية الزراعة، مما يوفر طريقة صديقة للبيئة لإنتاج الغذاء مع إدارة المخلّفات في ذات الوقت».
وتُردف بقولها: «تُركز مؤسسة قطر بشكل كبير على الاستدامة، وهذا ما ألهمني لدخول هذا المجال والمشاركة في مشروع يهدف إلى الحد من المخلّفات الناجمة عن الأطعمة. أؤمن بأن هذا ما ترنو إليه مبادئ الاستدامة ورؤية قطر الوطنية على وجه الخصوص».
عرض مشروع «حزاية»
كما جرى عرض مشروع «حزاية» خلال الفعالية، وهو مشروع انطلق من أكاديمية قطر – الخور، العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر. وتقوم فكرة المشروع على تنمية مهارات الكتابة الكوميدية لدى الطلاب، ومساعدتهم على التعبير عن أفكارهم ومكنونهم من خلال القصص التي تعكس القيم والهوية».
تتحدث شيخة الرواحي، معلمة اللغة العربية في الأكاديمية، عن المشروع قائلةً: «عندما أدركت إمكانات الكتابة العربية لدى العديد من طلابنا، عمدت إلى تشجيعهم وجمع قصصهم ونشرها في منصة «حزاية»، المخصصة لطلاب الأكاديمية من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية».
وتُضيف: «لقد أسهم تركيز مؤسسة قطر على تنمية المهارات الحياتية في تمكين الطلاب من إظهار مواهبهم، وهدفنا هو أن تكون «حزاية» منصة رئيسية للقراءة التفاعلية».
ابتكار فريد
في نفس الإطار، تمكن فريق طلابي من جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر، من تصميم جهاز قابل للارتداء في البيئات الحارة والباردة، وهو على وشك الدخول في الإنتاج والتسويق. وخلال الحفل، تعرّف الضيوف على كيفية سماح هذا الجهاز للمستخدمين بالتحكم في درجة حرارة أجسامهم سواء في الداخل أو الخارج».
وتحدثت فاطمة جاسم المحمد، طالبة في وايل كورنيل للطب- قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، عن نجاح فريقها في تطوير مشروعها حول دور بروتين» ستينج» في الالتهاب الناجم عن السمنة وعملية تمايز الخلايا الدهنية.
إنجاز طبي متميز
وقالت: «تحدُث السمنة نتيجة خلل في عملية الأيض، وقد وجدنا أن هذا الخلل هو المسبب الأساسي لمقاومة الأنسولين الناتج عن السمنة. لذلك ارتأينا استخدام تقنية « كريسبر/كاس 9» لإنشاء نماذج خالية من»ستينج»، وهو ما أظهر علامات تحسن في حساسية الأنسولين واستقلاب الجلوكوز».
وتابعت: «بحسب النتائج، فإن بروتين «ستينج» يساعد في علاج أمراض مثل داء السكري من النوع 2 والسمنة المفرطة. وهذا من شأنه فتح آفاق جديدة لحلول الرعاية الصحية».
واختتمت حديثها قائلةً: «لقد وفرت لنا مؤسسة قطر كل ما نحتاجه لإتمام هذه الدراسة، من دعمٍ وتوجيهٍ وتمويل، وهو ما أثر بشكل عميق على رحلتي الأكاديمية ونمو مهاراتي».
45 ألف جينوم.. نقلة نوعية في الرعاية الصحية
نجحت مؤسسة قطر في تحديد تسلسل 45 ألف جينوم بما في ذلك جينومات لأكثر من 6,200 شخص في قطر، ما أسهم في تعزيز الابتكارات في مجالات البحوث والطب في قطاع الرعاية الصحية بالدولة. وترتكز الرعاية الصحية الدقيقة على فهم التركيبة الوراثية والبيئية والمجتمعية المتعددة لدى سكان قطر مما يعزز فهم تأثير العوامل الجينية على الأمراض وتطورها وكيفية السيطرة على التباينات الصحية المحتملة، تُسهم هذه البحوث في تحسين الخدمات الصحية المقدمة للسكان وتقديم رعاية صحية مبنية على البيانات الشخصية. وقد نجح الباحثون في مؤسسة قطر من تحديد العلامات الجينية التي تشير إلى مخاطر الإصابة بمرض السكري ومضاعفاته واستخدموا أحدث التقنيات لتطوير علاجات خاصة بالمرضى والأفراد الأكثر عرضة للإصابة بناءً على العوامل المتعلقة بالجينات، وتعد هذه المعلومات الجينية الجديدة التي تستخدمها مؤسسة قطر، خطوة في خفض تكلفة تسلسل الجينوم بنسبة تزيد عن 50% في الأعوام الأخيرة.
7500 خريج من مدارس مؤسسة قطر
تركز مؤسسة قطر مساعيها على 5 محاور: التعليم التقدمي، والاستدامة، والذكاء الاصطناعي، والرعاية الصحية الدقيقة، والتقدم الاجتماعي مع التزامها المستمر منذ 30 عاماً بالاستثمار في قطر وشعبها من أجل بناء عالم أفضل.
التعليم التقدمي: أنشأت مؤسسة قطر 6 مدارس تتبع منهج البكالوريا الدولية، و3 مدارس متخصصة، و3 مدارس لذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، بالإضافة إلى برنامج يصل المرحلة المدرسية بالجامعية.
وقد تخرج أكثر من 7500 طالب من مدارس مؤسسة قطر وبرنامج الجسر الأكاديمي وبرنامج برايم التابع لأكاديمية العوسج، وأكثر من 5700 طالب التحقوا بأكاديميتيّ العوسج وريناد التابعتين لمؤسسة قطر، وتقدمان تعليماً نوعياً للطلبة ذوي الاحتياجات التعليمية الخفيفة إلى المتوسطة.
وأصبح التراث القطري جزءاً من المناهج الدراسية ثنائية اللغة، كما عقدت 6 شراكات مع جامعات أمريكية مرموقة، وجامعة فرنسية رائدة في مجال إدارة الأعمال. وتقدم جامعات المؤسسة أكثر من 60 برنامجاً تعليمياً في درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.