احتفلت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أمس، بمرور ثلاثة عقود على تأسيسها، مستذكرة مسيرتها الحافلة بالإنجازات التي ساهمت في تعزيز مكانة دولة قطر كمركز عالمي للتميز في التعليم والبحث والابتكار والتنمية المستدامة. ومنذ انطلاقها عام 1995، بفضل الرؤية الثاقبة التي تشاركها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، عملت المؤسسة على بناء منظومة متكاملة تُحدث تأثيرا إيجابيا في حياة الأفراد والمجتمعات، من خلال تطوير التعليم، ودعم البحث العلمي، وتشجيع ريادة الأعمال، وتعزيز الاستدامة، وتمكين الأجيال القادمة بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواكبة تحديات المستقبل.
على مدى العقود الثلاثة الماضية، نجحت مؤسسة قطر في إنشاء بيئة تعليمية متكاملة تشمل جميع المراحل الدراسية، حيث أسست ست مدارس متخصصة، من بينها ثلاث مدارس تعتمد مناهج البكالوريا الدولية، إلى جانب مدارس أخرى تقدم برامج تعليمية تلائم احتياجات الطلبة الموهوبين وذوي الاحتياجات الخاصة. وبلغ إجمالي عدد طلاب مدارس المؤسسة حوالي 7,500 طالب، يتلقون تعليمهم ضمن بيئة أكاديمية داعمة.
كما حرصت المؤسسة على توفير برامج أكاديمية مساندة، مثل: «أكاديمية العوسج» و»أكاديمية ريناد»، اللتين تقدمان دعما تعليميا للطلاب وفقا لاحتياجاتهم الخاصة، حيث التحق بهما أكثر من 5,700 طالب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية.
وفي إطار التزامها بتقديم تعليم جامعي عالمي المستوى، استضافت المؤسسة ست جامعات دولية مرموقة، إضافة إلى تأسيس جامعة حمد بن خليفة، التي أصبحت مركزا متميزا للتعليم العالي والبحث العلمي في قطر والمنطقة. وقد بلغ عدد خريجي جامعات مؤسسة قطر أكثر من 9,900 طالب، العديد منهم واصلوا دراساتهم العليا أو انطلقوا في مسارات مهنية متميزة في مختلف القطاعات، كما قدمت المؤسسة أكثر من 60 برنامجا أكاديميا تشمل درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، مما أسهم في تنويع الخيارات الأكاديمية المتاحة للطلاب.
لم يقتصر تأثير مؤسسة قطر على قطاع التعليم فحسب، بل امتد ليشمل البحث العلمي والابتكار، حيث دعمت المؤسسة أكثر من 3,000 مشروع بحثي في مجالات مختلفة، وشكلت المرأة نسبة 49 % من الباحثين ضمن برامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، مما يعكس التزام المؤسسة بدعم التنوع والتمكين. كما استقطبت المؤسسة طلابا من أكثر من 119 دولة حول العالم، مما جعل المدينة التعليمية بيئة أكاديمية متنوعة تعزز التبادل الثقافي والمعرفي.
وفي مجال الرعاية الصحية، لعبت مؤسسة قطر دورا رياديا في تطوير الطب الدقيق، حيث ساهمت في تحليل أكثر من 45 ألف عينة من الحمض النووي، ما أسهم في تحسين الخدمات الصحية عبر فهم العوامل الوراثية للأمراض المزمنة. وعملت على تعزيز الرعاية الصحية الأولية، وشاركت في مشاريع بحثية رائدة.
وفي مجال الذكاء الاصطناعي، دعمت مؤسسة قطر تطوير 38 مشروعا بحثيا في عام 2023 وحده، في مجالات تتراوح بين الرعاية الصحية، وتحليل البيانات، والتعليم، بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة والمؤسسات البحثية الشريكة. وقد أطلقت المؤسسة برامج تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بهدف تمكين الباحثين والمبتكرين في قطر من تطوير حلول تقنية متقدمة.
وفيما يتعلق بالاستدامة، عززت المؤسسة التزامها بحماية البيئة من خلال مبادراتها المتعددة، حيث أطلقت مركز «إرثنا» الذي يهدف إلى تطوير حلول بيئية مستدامة، وعملت على تطبيق ممارسات صديقة للبيئة في جميع منشآتها. كما نظمت المؤسسة أكثر من 1,400 فعالية في عام 2023، تناولت موضوعات تتعلق بالاقتصاد الدائري، والتغير المناخي، والطاقة المتجددة بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية.
وعلى الصعيد الثقافي، ساهمت مؤسسة قطر في الحفاظ على التراث العربي وتعزيز الحوار العالمي من خلال إطلاق مكتبة قطر الوطنية، التي تعد مركزا معرفيا يضم أكثر من مليون كتاب، إضافة إلى آلاف الوثائق والمخطوطات النادرة.
وفي مجال الرياضة والتنمية المجتمعية، كان لمؤسسة قطر دور فاعل في الترويج للنشاط البدني من خلال إنشاء مرافق رياضية حديثة، وإطلاق برامج تهدف إلى تعزيز دور المرأة والشباب في الرياضة. كما شاركت المؤسسة في تنظيم فعاليات رياضية ضمن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث وفرت برامج تعليمية وتوعوية للجماهير لتعزيز مفهوم الرياضة كأداة للتواصل الثقافي والتنمية الاجتماعية.
وتولي المؤسسة اهتماما خاصا بتمكين المرأة والشباب من خلال برامج ومبادرات تدعم القيادة وريادة الأعمال، وتُظهر الإحصاءات أن 64% من خريجي مؤسسة قطر هم من النساء، مما يؤكد نجاح المؤسسة في تعزيز دور المرأة في المجالات الأكاديمية والمهنية.