أكد الإعلام الإسرائيلي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تزال قادرة ولا تبالي بتهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصريحاته الأخيرة بشأن غزة، معتبراً أن عمليات تسليم الأسرى بعد الهدنة صدمت الجميع بسبب قوة المقاومة الفلسطينية وصمودها.
وتساءل الإعلام الإسرائيلي عن المغزى الحقيقي للرسائل التي أرادت حماس إيصالها من خلال مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين، مشيراً، بحسب موقع الجزيرة نت، إلى أن الحركة لم تكتف بإدارة الحدث، بل استغلته لتوجيه رسائل داخلية وخارجية.
وأكد محللون أن حركة حماس لا تبدي اهتماماً بالتهديدات الإسرائيلية، بل ترد عليها بتحدّ واضح، مما يعكس ثقتها في موقفها السياسي والميداني.
وخلال نقاش في القناة 12 الإسرائيلية، تساءلت المذيعة عن الأهداف التي تسعى حماس لتحقيقها من خلال هذه المراسم، خاصة مع ظهور الأسرى الإسرائيليين في وضع صعب.
ورداً على ذلك، أوضح مراسل الشؤون العربية في القناة أوهاد حمو أن الحركة وجّهت رسائل متعددة، أولها إلى الإسرائيليين باللغة العبرية، وأخرى إلى الإدارة الأمريكية، في إشارة إلى رفضها خطة ترامب بشأن مستقبل الوضع في غزة. أما القناة 13، فقد سلطت الضوء على عدم استجابة حماس للرسائل الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الحركة بدورها تبعث بتهديدات مباشرة.
حماس لا تبالي
وأكد محلل الشؤون الفلسطينية حِزي سيمانتوف أن حماس لا تبالي بالضغوط الإسرائيلية، مشدداً على أنها تريد الإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية من عمليات تبادل الأسرى، وإذا تأخر الاتفاق فإنها قد تعرقل الدفعات القادمة.
وفي السياق ذاته، اعتبر محلل الشؤون العسكرية ألون بن دافيد أن صور قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلال متابعة عملية الإفراج كشفت عن عنصر المفاجأة لديهم، رغم معرفتهم المسبقة بالحدث، مؤكداً أن هذه الصور تعكس بوضوح قدرة حماس على إدارة المشهد الميداني والسياسي داخل غزة. في حين أشار مذيع القناة 12 إلى أن المشاهد الصادرة من غزة تؤكد أن حماس ما زالت تفرض سيطرتها الكاملة على القطاع.
أما ميخائيل ميلشتين، رئيس قسم الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب، فأوضح أن الحركة أرادت إيصال رسالة واضحة بأنها القوة الحاكمة والمسيطرة، معتبراً أن ذلك يتناقض مع الطروحات الإسرائيلية التي تسعى لفرض سيناريو "اليوم التالي" بعد حماس.
عمى إستراتيجي
من جهته، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الوضع في قطاع غزة، مشيراً إلى أن استمرار حكم حماس هو نتيجة "العمى الإستراتيجي" الذي أصاب القيادة الإسرائيلية.
أما قناة "آي 24″، فقد ركزت على استمرار ظهور الأسلحة في قطاع غزة خلال كل عملية تبادل للأسرى، مؤكدة أن ذلك دليل على أن العمل العسكري الإسرائيلي لم يحقق أهدافه.
وأوضح المحلل العسكري يوسي يهوشوع أن إسرائيل لم تنجح في القضاء على حماس عسكرياً أو سياسياً، معتبراً أن هذا الواقع لم يكن مفاجئاً، لكنه يفرض تحديات جديدة على الحكومة الإسرائيلية.
وأمس أعلن "أبوعبيدة" الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في غزة أنه سيتم تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت حتى إشعار آخر لحين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي.
وقال أبوعبيدة إن قيادة المقاومة راقبت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق، مضيفاً: نؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال.
وأضاف أن العدو قام بتأخير عودة النازحين لشمال قطاع غزة واستهدفهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، ومنع إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها بحسب ما اتفق عليه في حين نفذت المقاومة كل ما عليها.