أكثر من 6 ملايين سوري أجبروا على الرحيل وعانوا تحديات وأعباءً اقتصادية ومعيشية
مع سقوط نظام بشار الأسد الذي استبد بالحكم في سوريا لعقود، ومع تحرير الأراضي السورية من سطوة النظام القمعي الذي دفع ملايين السوريين إلى اللجوء؛ تعود إلى الذاكرة صورة الطفل السوري إيلان الكردي، التي هزت العالم وأصبحت رمزًا لمعاناة اللاجئين وأحلامهم الضائعة.
وفي عام 2015، صدمت صورة إيلان العالم والذي لم يتجاوز الثالثة من العمر، وهو مسجى بلا حياة على شاطئ البحر، بعد أن غرق مع عائلته أثناء محاولتهم الهرب من الحرب إلى أوروبا عبر تركيا واليونان.
وكان إيلان وشقيقه غالب ووالدته ريحانة بين من فقدوا حياتهم في تلك الرحلة، بينما نجا والده، ليحمل وجعًا أكبر من الكلمات.
وقد جسدت تلك الصورة مأساة أكبر أزمة لجوء إنساني شهدها العالم في زماننا.
ووصفت مفوضية اللاجئين هذه الأزمة بأنها الأسوأ في التاريخ الحديث، إذ أجبر أكثر من 6 ملايين سوري على اللجوء إلى الدول المجاورة، مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر ودول أوربية وغربية، حيث عانوا من تحديات وأعباء اقتصادية، وصعوبات معيشية.حلم العودة يصبح أقرب
واليوم، ومع سقوط نظام الأسد وهروبه إلى روسيا، بات حلم العودة للوطن أقرب من أي وقت مضى.
وفي ظل الأجواء المفعمة بالأمل والاحتفالات بتحرير سوريا، يتساءل اللاجئون في مختلف أنحاء العالم عن مستقبلهم، وكيف يمكنهم استعادة حياتهم في وطنهم المحرر.
وبخصوص العديد من اللاجئين، العودة للوطن ليست مجرد خطوة جغرافية، بل هي بداية جديدة للتعافي من سنوات من الألم والمعاناة. ومع ذلك، فإن الطريق إلى هذا الحلم محفوف بتحديات إعادة الإعمار وضمان العدالة والمصالحة.إيلان.. رمز خالد
وأصبحت صورة إيلان رمزًا عالميًا لمعاناة اللاجئين، وأيقونة إنسانية للمآسي التي تعرض لها السوريون. في عام 2017، قامت فنلندا بطباعة صورة إيلان على عملتها الوطنية، في لفتة إنسانية بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلالها.
وفي عام 2019، أعيد تسمية سفينة إنقاذ ألمانية تنشط في البحر المتوسط باسم "إيلان"، تخليدًا لذكراه وكموقف إنساني يعكس الوجع العالمي تجاه أزمة اللاجئين.رسائل العودة
ومع سقوط نظام الأسد، يحمل السوريون في الداخل والخارج رسالة واحدة: أن الألم الذي جسدته صورة إيلان يمكن أن يتحول إلى أمل، وأن العودة إلى وطن محرر قد تكون البداية لعهد جديد من السلام والكرامة.
ويرقد إيلان الكردي، الطفل الذي هز العالم، بسلام، وتبقى قصته حية لتذكرنا بمأساة شعب وإرادة لاجئين لم يفقدوا الأمل بالعودة إلى وطنهم وبناء مستقبل أفضل.