اتهامات دولية تؤكد تورطه في تجارة المخدرات بمليارات الدولارات لدعم اقتصاده المتهاوي
أظهر مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الأربعاء، مصنعاً سرياً لتصنيع حبوب الكبتاجون المخدرة في سوريا، يُعتقد أنه أنشأه نظام بشار الأسد.
ويقع المصنع داخل مقر فرقة عسكرية قرب دمشق، كان يقودها ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد.
ويُظهر الفيديو أكواماً من الحبوب المخدرة ومعدات صناعية متطورة، فيما علق صوت على المقطع قائلاً: "هذا واحد من أكبر مرافق تصنيع الكبتاجون".
هذا الاكتشاف يعزز الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة وعدة دول أخرى، والتي تتهم نظام الأسد بالتورط المباشر في تصنيع وتصدير المخدرات كوسيلة اقتصادية لدعم النظام في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة عليه.
ووفقاً لشبكة "سي إن إن"، أصبح الكبتاجون مصدراً رئيسياً لتوفير العملة الصعبة للنظام، حيث تقدر قيمة التجارة السنوية لهذا المخدر بمليارات الدولارات.
وتُعد سوريا ولبنان المنطقتين الرئيسيتين لتصدير الكبتاجون إلى دول الخليج العربي عبر البر أو البحر، أو بشكل غير مباشر من خلال تهريبه عبر الحدود الأردنية والعراقية.
وكشفت قناة "العربية" أن المصنع السري يقع في قاعدة المزة الجوية جنوب دمشق، التابعة لفرع مخابرات القوات الجوية، وهو ذراع أمني شهير بالتورط في إنتاج وتوزيع المخدرات. في عام 2023، وضعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إستراتيجية لمكافحة تجارة الكبتاجون، مشيرة إلى أن غالبية الإنتاج مرتبط بنظام الأسد وحزب الله اللبناني.
كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شخصيات بارزة مرتبطة بالنظام، بمن فيهم أبناء عمومة بشار الأسد ومقربون من ماهر الأسد، لدورهم المزعوم في تجارة الكبتاجون.
وأفادت تقارير دولية أن تجارة الكبتاجون تشهد ارتفاعاً كبيراً، حيث تم ضبط شحنات منه بقيمة تقدر بحوالي 6 مليارات دولار في عام 2021 فقط، وفقاً لمعهد الشرق الأوسط.
يُشار إلى أن هذا المخدر يشكل أزمة اجتماعية واقتصادية في الدول العربية المجاورة، ما دفع بعضها إلى فتح قنوات حوار مع النظام السوري للحد من تهريبه.
يأتي هذا في وقت استغل فيه نظام الأسد هذه التجارة للضغط على دول عربية، بحسب تقرير لمؤسسة كارنيجي وسط تساؤلات كثيرة تثار حول مدى تأثير هذه الاكتشافات على مساعي محاصرة تجارة الكبتاجون والحد من تداعياتها الكارثية على المنطقة.