أفاد عدد من مستخدمي هواتف آيفون بارتفاع غير عادي في درجة حرارة أجهزتهم بعد تثبيت تحديث "iOS 18.2″، خاصة عند استخدام مزايا جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذا التحديث، الذي طرحته شركة آبل الأسبوع الماضي، يتيح لهواتف آيفون الدخول بشكل رسمي في عالم الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة من خلال مجموعة من المزايا التي أطلقت عليها الشركة اسم "Apple Intelligence".
رغم أن هذه المزايا تُمثل خطوة كبيرة لآبل في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن العديد من المستخدمين عبر منصات التواصل الاجتماعي أشاروا إلى ارتفاع حرارة الأجهزة وتراجع أداء البطارية بعد تثبيت التحديث، وانتشرت شكاوى تشير إلى أن بعض مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي كانت السبب الرئيسي لهذه المشكلة.
من أبرز المزايا التي تسبب هذه المشكلة ميزة "Image Playground"، التي تتيح للمستخدمين إنشاء صور استنادًا إلى أوامر نصية أو تعديل الصور بطريقة مبتكرة، مثل تحويل الصور الشخصية إلى تصاميم ثلاثية الأبعاد أو إضافة عناصر جديدة، وأفاد العديد من المستخدمين بارتفاع سريع في حرارة أجهزتهم أثناء استخدام هذه الميزة.
ميزة أخرى تسببت في شكاوى هي "Genmoji"، التي تتيح للمستخدمين إنشاء رموز تعبيرية متقدمة، وقد أشار بعض مالكي هواتف آيفون 15 برو وآيفون 15 برو ماكس إلى مشكلات في أداء واجهة المستخدم، حيث تعرضت بعض العمليات لتقطّع أثناء العمل، مما أدى إلى تجربة غير مرضية.
في المقابل، أشار مستخدمو هواتف آيفون 16 إلى أن الميزة تعمل بشكل طبيعي، مما يوحي بأن المشكلة قد تكون مقتصرة على أجهزة الجيل السابق.
كما ظهرت تقارير إضافية من مستخدمي آيفون 16 حول ارتفاع الحرارة عند استخدام تطبيق الصور، بالإضافة إلى تدهور عمر البطارية بعد تثبيت التحديث الجديد، ويُعزى هذا إلى استهلاك مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي للموارد بشكل كبير، ما يعزز العبء على المعالج والبطارية.
فيما تعتمد الشركات الأخرى عادةً على الخوادم السحابية لتقليل الضغط على الأجهزة، تلتزم آبل بسياسة الخصوصية الخاصة بها، حيث تعمل معظم هذه المزايا دون الاتصال بالخوادم، مما يعني أن الأجهزة تتحمل عبء المعالجة بالكامل، بينما يساعد هذا النهج في تعزيز خصوصية المستخدم، فإنه يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استهلاك البطارية.
من جهة أخرى، تعتمد آبل بشكل كبير على كفاءة معالجاتها بدلاً من أنظمة التبريد المتقدمة، ومع التوجه نحو مزايا الذكاء الاصطناعي التي تعمل بشكل محلي على الأجهزة دون الاتصال بالخوادم، قد تكون الحاجة ملحّة لتبني أنظمة تبريد متطورة، مثل أنظمة التبريد بالبخار، لتحسين أداء الأجهزة ودعم مزايا الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر كفاءة.
تجدر الإشارة إلى أن آبل قد وفرت هذه المزايا فقط لهواتف آيفون 15 برو وآيفون 16 دون باقي الإصدارات الأخرى، ما يعني أن مستخدمي الهواتف الأقدم قد لا يواجهون نفس المشكلة.