توصلت دراسة حديثة إلى إمكانات واعدة لاستخدام مادة "ديكستروميثورفان"، وهي مكوّن شائع في أدوية السعال، كعلاج محتمل لمرض تليُّف الرئة.
وأجريت الدراسة بالتعاون بين مختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي ومركز بحوث الرئة الألماني، ونُشرت نتائجها في دورية "Science Translational Medicine".
يُعدّ تليُّف الرئة مرضاً مزمناً يصيب أنسجة الرئة، حيث يؤدي إلى تصلّبها وفقدان مرونتها، مما يصعّب عملية التنفس ويقلّل من مستويات الأكسجين في الدم.
اعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل مجموعة من الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA"، بما فيها "ديكستروميثورفان"، باستخدام تقنيات متطورة مثل الميكروسكوب عالي الدقة وتحليل البروتينات، فحص الفريق تأثير هذه المادة في تقليل تراكم الكولاجين، البروتين المسؤول عن تصلب أنسجة الرئة في حالات التليُّف.
وأظهرت التجارب التي أُجريت على أنسجة رئة بشرية ثلاثية الأبعاد داخل المختبر، أن المادة ساعدت بشكل فعّال في تقليل التليُّف من خلال تعطيل آلية نقل الكولاجين داخل الخلايا.
أكد الباحثون أن المادة تُظهر تأثيراً مضاداً للتليُّف من خلال الحد من تكون الأنسجة الندبية، مما يساهم في تحسين مرونة الرئة وقدرة المرضى على التنفس، كما أشاروا إلى أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة أولى نحو تطوير علاجات فعّالة لهذا المرض.
في إطار السعي لتطبيق هذا العلاج على نطاق أوسع، يخطط الفريق لإجراء تجارب سريرية في مرحلتها الثانية بالتعاون مع مركز بحوث الرئة الألماني.
تهدف التجارب إلى تقييم مدى فاعلية "ديكستروميثورفان" على المرضى، مع العمل على تحسين صيغة الدواء لزيادة كفاءته وتقليل آثاره الجانبية.
يُظهر هذا الاكتشاف إمكانات كبيرة في إعادة استخدام الأدوية المعتمدة لعلاج أمراض جديدة، مما يساهم في تسريع عمليات تطوير العلاجات الطبية وإنقاذ الأرواح.