نجحت السعودية هذا الشهر في الفوز بحق استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، وهو إنجاز يضاف إلى اختيارها لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 قبل أكثر من عام.
والحدثان يمثلان محطات بارزة في جهود الحكومة الغنية بالنفط لتنويع الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على النفط، مع التركيز على قطاعات مثل السياحة.
فهد الرشيد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمؤتمرات والمعارض، قال في قمة السياحة الدولية للأعمال: "في العقد القادم، سنستضيف اثنين من أكبر الأحداث العالمية". وأكد أن قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض (MICE) لديه فرص كبيرة للنمو، معتمدًا على العائدات الناتجة عن المعارض والمؤتمرات الدولية.
انتعاش السفر التجاري
شهد قطاع السياحة للأعمال انتعاشًا في السفر التجاري بعد تباطؤ التعافي مقارنة بالسياحة الترفيهية في أعقاب الجائحة.
وأوضح الرشيد أن النمو المتوقع في السفر التجاري الدولي خلال العقد القادم سيتجاوز النمو الاقتصادي العالمي، مما يمنح السعودية فرصة للاستفادة من الإنفاق الحكومي الكبير لدعم السياحة.
رؤية 2030: استثمار ضخم وتطور كبير
بحسب برنامج "رؤية 2030" بقيادة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، من المتوقع أن يتم إنفاق ما يصل إلى 1.3 تريليون دولار على البنية التحتية لتحويل الاقتصاد الوطني.
وتشمل الجهود المستقبلية افتتاح مطار دولي جديد في الرياض بحلول 2030، ودعم شركة الطيران الناشئة "طيران الرياض" التي تخطط لإطلاق رحلاتها الصيف المقبل. كما تسعى المملكة لتسهيل السياحة بإتاحة تأشيرات فورية مدتها 90 يومًا لمواطني 66 دولة.
السياحة محرك اقتصادي واستراتيجي
أحمد الخطيب، وزير السياحة، أكد أن تعزيز السياحة يمثل أولوية استراتيجية للحكومة لدوره في خلق الوظائف، وتعزيز مشاركة النساء، ودعم المناطق الريفية.
وتهدف المملكة لجذب 150 مليون زائر سنويًا بحلول 2030، مما يجعل السياحة ثاني أكبر مساهم في الاقتصاد بعد النفط.
ناقش خبراء مثل عبدالعزيز الغنام، المدير العام لمعرض إكسبو 2030، التحديات المرتبطة بإجراءات التخليص الجمركي ونقل المواد الغذائية، فيما أكد أندرو بيرسي، الرئيس التنفيذي لمعرض الدفاع العالمي، على أهمية التخطيط المبكر للتغلب على تحديات تجهيز المساحات اللوجستية.
وفي السياق ذاته، سلط خبراء الضوء على الضغوط المتزايدة نحو الاستدامة في قطاع السياحة والفعاليات، مع دعوات لاعتماد معايير بيئية، مثل استخدام مواد محلية قابلة لإعادة التدوير، والتعاون مع موردين صديقين للبيئة.
في مجال النقل، أشار جون روسانت، مؤسس CoMotion، إلى افتتاح مترو الرياض كأكبر نظام نقل ذاتي القيادة في العالم، مؤكدًا أن الرياض تجسد التحول الحضري ببناء مشاريع من الصفر بدلاً من إعادة تأهيل البنية التحتية القديمة.
وأكد روسانت أن هناك جهودًا واضحة في المملكة لتقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن النقل، والذي يشكل حوالي 25% من الانبعاثات عالميًا.
بهذه الاستثمارات الضخمة والرؤية الطموحة، تسعى السعودية لتكون مركزًا عالميًا للسياحة والأعمال، مع تحقيق تنمية مستدامة تواكب التحديات البيئية والاقتصادية.