اختتمت النسخة الرابعة من مؤتمر "إكس بي لمستقبل الموسيقى 2024" أمس بفعالية ملهمة، استعرض فيها رمضان الحرتاني، الرئيس التنفيذي لشركة "مدل بيست"، الرحلة الاستثنائية التي حوّلت المملكة العربية السعودية إلى مركز عالمي للموسيقى في غضون خمس سنوات فقط.
وفي جلسة مميزة بعنوان "مدل بيست: خمس سنوات في بناء مستقبل يزدهر فيه المبدعون"، استعرض الحرتاني رحلة تأسيس "مدل بيست" ورؤيتها الطموحة للتحول من استيراد الترفيه إلى صناعته بقيادات وسواعد محلية، قائلاً: "كان لدينا كنز من المواهب المحلية التي لم تتح لها الفرصة للظهور على المنصة المناسبة. الجميع كان يسافر إلى الخارج لتحقيق أحلامه. لذلك، كان من المنطقي تمامًا أن نقول: دعونا نعيد هذا الإبداع إلى موطنه، نصنعه بطريقتنا، نحتفي بمواهبنا، ولنفعل شيئًا لم يسبقنا إليه أحد".
وأشاد الحرتاني بالتعاون المثمر بين جميع الجهات التي تضافرت جهودها لنجاح مهرجان "ساوندستورم"، المهرجان الأبرز في المنطقة، والذي نجح باقتدار في استقطاب أكثر من 1.7 مليون زائر في دوراته الثلاث الماضية، موضحًا: "كان لتكامل الجهود في المنظومة دورٌ محوري في تحويل الحلم إلى واقع، ما أثبت قدرتنا على تقديم جودة استثنائية بمقاييس وسرعة غير مسبوقة".
من جانبها، تحدثت ندى الهلابي، المديرة العامة للقطاع غير الربحي في مؤسسة "مدل بيست"، عن التأثير الذي أحدثته المؤسسة في مسيرة التحول قائلة: "مهرجانات مثل "إكس بي" لا تكتفي بعرض المواهب، بل تطلق العنان للإبداع والتفكير. في إطار مهرجان واحد، يمكن تحقيق تقدم مذهل ومثير".
إلى جانب ذلك شهد اليوم الثالث من المؤتمر جلسًة استثنائيًة مع النجم العالمي ديفيد غيتا، حيث أتيح للحضور فرصة نادرة للتعرف على نهجه الإبداعي كواحد من أبرز منسقي الموسيقى في العالم. حثّ غيتا الفنانين على الاستفادة من المقامات الموسيقية العربية لتقديم إبداع موسيقي له صدى عالمي، قائلاً:"لو كنت في الشرق الأوسط، لكنت ركزت على استغلال قوة المقامات الموسيقية العربية الفريدة. في الغرب، نعتمد على مقامات مستمدة من العصر الكلاسيكي، أما هنا، فهناك العديد من أنصاف الدرجات الصوتية الفريدة التي يمكن أن تُستخدم لإنتاج موسيقى راقصة رائعة".
وفي جلسة رئيسية أخرى، أعلن بانوس باناي، رئيس الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم، عن خطط مثيرة لإطلاق مبادرات "جوائز الغرامي في الشرق الأوسط". وقال: "من خلال شراكاتنا مع "مدل بيست" وهيئة الموسيقى السعودية، نستعد لإطلاق خطة استراتيجية لتوسيع مهمتنا عالميًا. ستكون هذه المنطقة من أولى المناطق التي ستستفيد من البرامج التعليمية الجديدة، والشراكات الإبداعية، واستقطاب أعضاء جدد".
كما ناقشت جلسة بعنوان "المرأة في الموسيقى: الاحتفال بالإنجازات والسعي لسد الفجوات"، التقدم الملحوظ الذي حققته المواهب النسائية في المشهد الموسيقي بالمملكة. وأكدت المتحدثات، ومن بينهن عازفة الجيتار هيا الحجيلان من فرقة "سيرة" وهي فرقة نسائية سعودية، أهمية مواصلة مسيرة التقدم وتعزيز دور المرأة في صناعة الموسيقى، لضمان استدامة التطور والابتكار.
اختُتم المؤتمر بسلسلة من العروض المذهلة التي ستظل محفورة في ذاكرة رواده:
● قدم فنانو مجموعة وورنر الموسيقية: جوي بوي، كولد أف، و ويزارد تشان عروضًا مذهلة من موسيقى الأفروبيت، التي أدت إلى الجمهور الحاضر بأن يتمايل على نغماتها حتى نهاية المهرجان.
● توجت الأمسية النهائية بإعلان الفائزين في نهائيات مسابقات "إكس بيرفورم" و"ستورم شيكر"، احتفاءً بالجيل الصاعد من النجوم في المشهد الموسيقي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تحولت منطقة جاكس إلى ساحة نابضة بالصوت والضوء والثقافة، لتغمر الحضور بروح الإبداع والروابط التي تشكلت على مدار الأيام الثلاثة للمؤتمر
نجح مؤتمر "إكس بي لمستقبل الموسيقى 2024" في نسخته الرابعة في أن يجمع تحت مظلته أكثر من 200 متحدث و150 فنانًا على مدار ثلاثة أيام مليئة بالإبداع والتجديد، حيث امتزجت البرامج النهارية المبتكرة بالعروض الليلية المبهرة في منطقة جاكس بالرياض.
وشكّل الحضور النسائي بين المتحدثين 45% في الحدث، مما يعكس التزام المؤتمر بالشمولية إلى جانب تركيزه على تمكين الشباب، وإبراز التأثير العالمي لموسيقى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما يهدف المؤتمر إلى خلق منصات لدعم المواهب المحلية من خلال مبادرات مثل "إكس بيرفورم"، و"ستورم شيكر" و"هنّ".
شمل المؤتمر مجموعة من الفعاليات المتنوعة، بما في ذلك ورش العمل، والعروض الحية، والجلسات الحوارية التي تناولت الهوية الإقليمية، والأصالة الثقافية، والقبول المتزايد للموسيقى كمهنة تدعم قطاعات السياحة، والضيافة، والصناعات الإبداعية. وقد ساهمت هذه الفعالية في رسم ملامح مستقبل قطاع الموسيقى في المنطقة.
وبعد النجاح المبهر لمؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى، تتجه الأنظار إلى مهرجان " ساوندستورم" مع أبرز النجوم العالميين والمحليين ولمدة ثلاثة أيام ابتداءًا من 12 إلى 14 ديسمبر.