في زمنٍ باتت فيه التكنولوجيا محور حياة المراهقين، تزايدت التحديات التي تواجههم نتيجة الاستخدام المفرط وغير الواعي للأجهزة الإلكترونية.
خلال محاضرة أقمتها مؤخرًا حول مشاكل المراهقين، استعرضت أحدث الدراسات التي تشير إلى أن %16 من الأولاد أكثر عرضة للإدمان الإلكتروني مقارنة بالفتيات. هذا الإدمان لا يقتصر على الوقت المهدر، بل يمتد ليشمل العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية.
الإدمان الإلكتروني وأضراره
عدم الوعي باستخدام الأجهزة الإلكترونية يؤدي إلى مخاطر عدة، منها:
1. التنمر الإلكتروني: ظاهرة متنامية تترك أثرًا نفسيًا عميقًا على المراهقين.
2. العلاقات الخاطئة والمشاكل الاجتماعية: الانخراط في تفاعلات غير صحية ومشبوهة عبر الإنترنت.
3. تناقل الأخبار غير الصحيحة: انتشار الإشاعات والمعلومات المغلوطة من دون تحقق.
4. الجهل بالقوانين والأمن الرقمي: عدم إدراك العواقب القانونية المترتبة على التعدي على الآخرين أو الاستخدام غير السليم للأجهزة.
الحل ليس في المنع
قد يعتقد البعض أن الحل يكمن في منع المراهقين من استخدام الأجهزة الإلكترونية تمامًا، ولكن هذا ليس واقعيًا ولا مستدامًا. الحل يتطلب نهجًا تربويًا طويل المدى قائمًا على التوعية وبناء القيم.
الخطوات نحو الاستخدام الواعي
1. التربية على القيم: غرس القيم الأخلاقية والإنسانية في المراهقين لتكون مرجعًا لهم عند التعامل مع القنوات الإلكترونية.
2. التخطيط والوعي: وضع خطة واضحة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية بناءً على احتياجاتهم وأهدافهم.
3. التوجيه والإرشاد: تقديم الدعم من خلال برامج مثل العضوية الملكية التي نسعى من خلالها إلى مساعدة المراهقين والمراهقات على فهم أنفسهم واستخدام القنوات الإلكترونية بالشكل السليم.
4. التثقيف الرقمي: تعريف المراهقين بقواعد الأمن الرقمي والعواقب القانونية للاستخدام الخاطئ.
دور المستشار التربوي
كجزء من رسالتنا التربوية، نقدم للمراهقين البرامج والورش العملية التي تهدف إلى بناء شخصية متوازنة قادرة على استخدام الأجهزة الإلكترونية كوسيلة للتطوير، لا كوسيلة للإدمان. لا تأتي الحلول في يومٍ وليلة، لكنها تبدأ بخطوة صغيرة نحو وعيٍ أكبر.
دعونا نعمل معًا لحماية أبنائنا من الإدمان الإلكتروني وتحويل التكنولوجيا إلى أداة للنجاح بدلاً من أن تكون عبئًا يثقل حياتهم.
ندى مهلهل المضف