وسط كثرة التطبيقات الهاتفية الملونة على الهواتف، اعتبر علماء نفس أن أشكال هذه التطبيقات لم تُبتكر من فراغ بل صُنعت لتجذب المستخدمين وتجعلهم أسرى للتطويرات اللاحقة بها بشكل دوري. أعدّت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في عددها اليوم، تقريراً حول التطبيقات الهاتفية، فنقلت عن علماء النفس أن "واتساب، وإنستغرام وماسنجر" صُنّعت لتبدو كأزرار، لأن الأبحاث العلمية تجزم بأن البشر يحبون الضغط على الأزرار منذ الطفولة. مواصفات جاذبة انتقلت منصة "إكس" من العصفور الأزرق إلى شكل حرف "إكس" ضخم، فأصبحت بحسب علماء النفس تشبه "منصة هبوط طائرات الهليكوبتر أو بمعنى أكثر دقة منصة هبوط لأطراف الأصابع".
كذلك يتميز "سبوتيفاي" بمظهر قارئ بصمات الأصابع، ويمتلك يوتيوب المثلث الوسطي الشبيه برمز "بلاي" للتشغيل، وكلاهما يجذب بشكل غريزي. المحفزات الدائرية ذكرت خبيرة الرفاهية الرقمية الدكتورة أناستاسيا ديديوخينا أنّ الرموز الجذابة تجعل المستخدم أكثر عرضة للنقر على التطبيق واستخدامه.
وأوضحت أن الأشكال مثل الدوائر أو الحواف الدائرية أو التظليل تجعل أيقونات التطبيقات تبدو وكأنها أزرار، ما يجعل الناس يرغبون بالضغط عليها.
وأعطت مثالاً على حرف "ف" الدائري في فيسبوك وكأنه زر، ما يحفز الرغبة للنقر عليه، في حين يبدو سهم "أمازون" المبتسم ودوداً، ويبدو كأنه مقبض على طرد. في حين تذكّر أيقونة "إنستغرام" بشكل الكاميرات المستخدمة في زمن التسعينيات، ما يشعرهم بالحنين، في حين تساعد الألوان الزاهية على تحسين المزاج.
وتحتوي العديد من أيقونات التطبيقات مثل ماسنجر، واتساب وسبوتيفاي، على دوائر، ما يحفز الرغبة الفطرية منذ الطفولة في لمس البقع. سهولة التعرف وتأثيرات السلوك بدورها، اعتبرت أستاذة علم النفس في جامعة نوتنغهام ترنت الدكتورة داريا جيه كوس أن العديد من التطبيقات مثل "إكس" تستخدم رموزاً وأيقونات بسيطة يمكن التعرّف عليها ومألوفة للمستخدمين.
من جهته، رأى باحث الدكتوراه في علم النفس بجامعة ماكجيل الدكتور جاي أولسون أن تغيير أيقونات التطبيقات يمكن أن يؤثر بالتأكيد على السلوك.
وتعتقد المُنظِّرة الثقافية في جامعة إنديانا بلومنغتون البروفيسورة راشيل بلوتنيك أن الأزرار تشجع النزعة الاستهلاكية، وهي موجودة في كل مكان منذ سن مبكرة.
ربع الحياة أثناء الاستيقاظ خلصت دراسة أجرتها هيئة الاتصالات الوطنية البريطانية الشهر الماضي، إلى أن الشخص العادي يقضي أربع ساعات و20 دقيقة على هاتفه يومياً، أي حوالى ربع حياتنا أثناء الاستيقاظ.
وفي المجمل، تقضي النساء أربع ساعات و36 دقيقة على الإنترنت يومياً، بينما يقضي الرجال أربع ساعات و3 دقائق على الإنترنت يومياً، وفقاً لتقرير أوفكوم.