استيقظ السوريون، اليوم الإثنين، متفائلين بالمستقبل، على الرغم من ضبابيته، بعد سيطرة الفصائل المسلحة على العاصمة دمشق، وفرار الرئيس بشار الأسد إلى روسيا، في نهاية لحرب أهلية استمرت 13 عاماً ولحكم أسرته، الذي استمر أكثر من 50 عاماً. وكان التقدم السريع والخاطف الذي نفذته الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة "تحرير الشام"، التي كانت متحالفة في وقت ما مع تنظيم القاعدة الإرهابي، أحد أهم نقاط التحول في منطقة الشرق الأوسط منذ أجيال. وقضى سقوط الأسد على معقل كانت إيران وروسيا تمارسان من خلاله نفوذهما في أنحاء المنطقة.
وذكرت وسائل إعلام روسية، نقلاً عن ميخائيل أوليانوف المبعوث الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا على تطبيق تيليغرام أمس الأحد، أن موسكو منحت الأسد وعائلته حق اللجوء. مصدر في الكرملين يعلن أن بشار الأسد وأفراد من عائلته وصلوا إلى موسكو، كما أن روسيا منحته حق اللجوء.#روسيا #سوريا #ترند #فيديو #viral #اكسبلور pic.twitter.com/O232gWuzZJ — RT Arabic (@RTarabic) December 8, 2024 ورحبت حكومات العالم بنهاية حكم الأسد، بينما سعت لتقييم الشرق الأوسط الجديد.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن سوريا في مرحلة من الخطر والضبابية، ولأول مرة منذ أعوام لا يوجد أي دور مؤثر لروسيا أو إيران أو حزب الله اللبناني هناك.
ولا تزال هيئة "تحرير الشام" مصنفة جماعة إرهابية في الولايات المتحدة وتركيا والأمم المتحدة، على الرغم من أنها قضت أعواماً في محاولة إضفاء الاعتدال على صورتها وتحسينها، لطمأنة حكومات العالم والأقليات في سوريا.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي، اليوم الإثنين، إن طوكيو تراقب التطورات في سوريا عن كثب.
وتحد الإطاحة بالأسد من قدرة إيران على نشر أسلحة إلى حلفائها، وقد تكبد روسيا خسارة قاعدتها البحرية في البحر المتوسط. لكنها قد تمنح ملايين اللاجئين الذين تفرقوا لأكثر من 10 أعوام في مخيمات في تركيا ولبنان والأردن فرصة العودة إلى الوطن أخيراً. حان وقت إعادة البناء تواجه الفصائل المسلحة مهمة شاقة تتمثل في إعادة بناء وإدارة البلاد، بعد حرب خلفت مئات الآلاف من القتلى، ودمرت المدن واقتصاداً استنزفته العقوبات العالمية. وستحتاج سوريا إلى مليارات الدولارات من المساعدات.
وقال زعيم هيئة "تحرير الشام" أبو محمد الجولاني أمام حشد كبير في المسجد الأموي بوسط دمشق، "يُكتب تاريخ جديد يا إخواني في المنطقة"، مشيراً إلى أن بناء سوريا الجديدة يتطلب عملاً شاقاً، حسب قوله. الجولاني يوجه رسالة للشعب السوري من داخل المسجد الأموي في دمشق... ويؤكد على انتهاء حقبة الأسد وبداية «تاريخ جديد للأمة الإسلامية»#شاهد_الشرق_الأوسط #صحيفة_الشرق_الأوسط#صحيفة_العرب_الأولى pic.twitter.com/Xx9VRS7JXi — صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) December 8, 2024 وخرج سجناء تنتابهم حالة من الذهول والبهجة من المعتقلات السورية، أمس الأحد، بعد أن فتحتها الفصائل المسلحة.
وبكت العائلات فرحاً بلم شملها، وراح السجناء المفرج عنهم يركضون في شوارع دمشق رافعين أصابعهم، في إشارة إلى عدد السنوات التي قضوها في السجن.
وقال الدفاع المدني السوري المعروف باسم (الخوذ البيضاء)، إنه أرسل 5 فرق طوارئ إلى سجن صيدنايا للبحث عن أقبية سرية داخل السجن، يتوقع وجود معتقلين فيها.
ومع بدء حظر تجول فرضته قوات المعارضة، ساد الهدوء دمشق ليلاً، وخلت معظم الطرق المؤدية إلى العاصمة من المارة. وتعرض مركز تسوق للنهب أمس الأحد، فيما اقتحم البعض قصر الأسد الرئاسي، وغادروا وهم يحملون قطعاً من الأثاث.
وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض، إنه يعمل على استكمال نقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة "للوصول إلى سوريا حرة ديمقراطية تعددية". العالم في حالة ذهول أذهلت وتيرة الأحداث عواصم العالم وأثارت مخاوف بشأن تصاعد عدم الاستقرار في المنطقة، علاوة على الحرب في قطاع غزة والهجمات الإسرائيلية على لبنان والتوترات بين إسرائيل وإيران. مطالبات بمرحلة انتقالية.. أسماء مرشحة لقيادة سوريا بالفترة المقبلة؟ - موقع 24تزداد التكهنات بشأن مستقبل النظام السياسي في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، ووجود أطراف قوية عدة خاصة في ظل اضطرابات طويلة شهدتها البلاد على مدار 13 عاماً؛ أفرزت قوى سياسية وعسكرية متعددة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية، إن قواتها نفذت عشرات الغارات الجوية استهدفت معسكرات وعناصر معروفة لتنظيم داعش الإرهابي في وسط سوريا، أمس الأحد.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه تحدث مع نظيره التركي يشار جولر، مؤكداً له أهمية حماية المدنيين، وأضاف أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب.
وخلال الحرب الأهلية السورية التي اندلعت في عام 2011، قصفت قوات الحكومة السورية وحلفاؤها الروس المدن وحولوها إلى أنقاض. وكانت أزمة اللاجئين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط واحدة من أكبر الأزمات في العصر الحديث في أوروبا، وأدت إلى تداعيات سياسية بعد وصول مليون شخص إلى أوروبا في عام 2015.
وفي السنوات القليلة الماضية، دعمت تركيا بعض قوات المعارضة في معقل صغير في شمال غرب سوريا وعلى طول حدودها. ودعمت الولايات المتحدة، التي لديها حوالي 900 جندي في سوريا، تحالفاً بقيادة الأكراد قاتل أفراد تنظيم داعش الإرهابي من عام 2014 إلى عام 2017.