قال الكاتب الإسرائيلي، كوبي إليراز، إن وصول إيران للقدرة النووية من شأنه أن يغير ميزان القوى العالمي، ولكن لدى إسرائيل الآن فرصة لمنع هذا السيناريو. وأضاف إليراز في مقال بموقع "ماكور ريشون" الإسرائيلي، تحت عنوان "ساعة اختبار تاريخية: حان وقت اتخاذ قرار سيغير موازين القوى في المنطقة"، أنه خلال الأشهر المقبلة، تواجه إسرائيل فرصة نادرة لتوجيه ضربة استباقية كبيرة أو ضربة استراتيجية ضد إيران. سقوط الأسد يترك #حزب_الله مقيداً و #إيران في ورطةhttps://t.co/ZLbLpJuVVN — 24.ae (@20fourMedia) December 9, 2024 خيارات الضربة وأوضح إليراز، الذي عمل مستشاراً لشؤون الاستيطان ومستشاراً لوزير الدفاع في حكومات سابقة، أن الخيارات المتاحة تشمل هجوماً مستهدفاً ضد قادة النظام الإيراني، أو المنشآت النفطية، أو المنشآت النووية، أو جميعها مجتمعة، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تؤجل التهديد الإيراني للعقد المقبل على الأقل، أو تمنعه تماماً. ومع ذلك، فإن الوقت يمر، وإمكانية التحرك تتضاءل أكثر مع تغير الوضع الدولي، وخصوصاً مع تغيير الحكومة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد الكاتب على أنه على إسرائيل أن تتخذ قراراً استراتيجياً يؤثر على مستقبلها الأمني وتوازن القوى في الشرق الأوسط، بل وفي العالم أجمع، لسنوات عديدة ، موضحاً أن التهديد الرئيسي الذي تفرضه إيران يتلخص في احتمال حصولها على القدرة النووية التشغيلية، وهو التحرك الذي من شأنه أن يغير توازن القوى الإقليمي والعالمي بالكامل.
الوقت يمر وبحسب الكاتب، فإن الأسلحة النووية ستمنح إيران قوة ردع لن تحميها فحسب، بل أيضًا القوات الوكيلة مثل تنظيم حزب الله في لبنان، وحركة حماس في غزة، والميليشيات في سوريا والعراق واليمن، مشيراً إلى أن الفرصة المتاحة للعمل تتقلص بسرعة، وعلى إسرائيل أن تتحرك قبل أن يتولى الرئيس الأمريكي الجديد منصبه، وهو الوضع الذي قد يحد من حرية إسرائيل في العمل.
واستطرد قائلاً: "مع ذلك، فإن الأمر لا يقتصر على إيران نفسها، بل يشمل أيضاً محوراً أوسع من الدول المعادية، تشمل روسيا والصين وحزب الله، الذين أنشأوا شبكة تهدد استقرار المنطقة، لذا فإن الهجوم على إيران سيضر بشكل مباشر بهذا المحور، ويقوض بنيته التحتية ويؤثر على توازن القوى الإقليمي".
وفي غضون ذلك، انكشف حزب الله الذي كان يعتبر في السابق تهديداً كبيراً على الساحة الشمالية، حيث تمكنت إسرائيل من إلحاق ضرر كبير بقدراته، وهذا ما يسمح لإسرائيل بالتصرف بحرية أكبر في ساحات أخرى.
ساحات أخرى وفي الساحات الأخرى التي تتعامل معها إسرائيل، مثل غزة والضفة الغربية، يقول الكاتب إن التقدم يبدو واضحاً، مشيراً إلى أنه تم إضعاف حماس في غزة إلى حد كبير في أعقاب العمليات التي قام بها الجيش الإسرائيلي، حيث أصبحت قدرتها على إعادة بناء قوة عسكرية محدودة.
أما بشأن الضفة الغربية، فيقول الكاتب إن حماس تحاول، بمساعدة حزب الله وإيران، زيادة أنشطتها، ولكن الضرر الذي سيلحق بإيران سيؤدي إلى إضعاف هذه المنظمات وتقليل تهديدها المستقبلي.
فرصة تغيير الإدارة الأمريكية واعتبر إليزار، أن فترة التحول السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، مع التغيير المرتقب للحكومة، هي أيضاً فرصة للعمل، متابعاً: "صحيح أن الولايات المتحدة قد لا تحبذ العمل الأحادي الجانب من إسرائيل، ولكن ليس من المستحيل أن تدعم واشنطن ذلك التحرك في وقت لاحق، وسوف تبدي الإدارة تفهماً، خاصة إذا أدركت أن هذا إجراء وقائي ضروري، كما ثبت في الماضي في عمليات مماثلة".
ويرى الكاتب أن التغيرات في ميزان القوى الإقليمي والعالمي، تؤدي إلى إدارك أن إيران ليست قوية كما يتم تصويرها، وانكشفت نقاط ضعفها الاستراتيجية والاقتصادية، وتبين أن التهديد الذي تشكله صواريخها كان في الأساس مجرد كلام. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ردود إيران المنضبطة على الهجمات الإسرائيلية تعكس وضعاً معقداً لا يسمح لها بالدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. تقرير: سقوط الأسد "لحظة إسرائيل الحاسمة" في الشرق الأوسط الجديدhttps://t.co/beIegJpUZ6 — 24.ae (@20fourMedia) December 9, 2024 المجتمع الدولي أما عن الإدانات المحتملة من العالم، فيقول الكاتب، إن قرارات محكمة العدل الدولية في لاهاي تشكل تهديداً دبلوماسياً، ولكن لا ينبغي أن يكون لها تأثير مباشر على القرارات الاستراتيجية الحاسمة لأمن إسرائيل.
الداخل الإسرائيلي وعن مدى قبول الداخل الإسرائيلي لمثل هذا الإجراء، أكد إليزار، أن الإسرائيليين والجيش بأكمله على استعداد تام لعملية واسعة النطاق، لافتاً إلى أن سيناريو الهجوم كانت تستعد له المؤسسة الأمنية طوال العقد الماضي، خصوصاً بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وتبادل الضربات العسكرية بين تل أبيب وطهران.