حسام علم الدين -
يرى تقرير حديث أن استضافة السعودية لبطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2034 تشكِّل دفعة كبيرة لإستراتيجية التنويع الاقتصادي، بسبب زيادة النشاط المتزايد في قطاعات العقارات والبنى التحتية.
وقال محللون اقتصاديون في تقرير لموقع «ذا ناشيونال» إن السعودية ستكون قادرة على تسريع تركيزها على الاقتصاد غير النفطي كمحرِّك للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتنشيط السياحة.
وفي هذا الصدد، أكد كبير الاقتصاديين في مجموعة «بنك بيبلوس»، نسيب غبريل: أن الطفرة المتوقعة في تطوير العقارات والبنى التحتية المرتبطة ببطولة كأس العالم سترفع الناتج المحلي الاجمالي السعودي إلى أكثر من %5 سنوياً حتى الفترة التي تسبق البطولة.
وقال غبريل: «إن الاقتصاد غير النفطي للمملكة سيرتفع بـ%4.4 في عام 2024 و%4.6 في عام 2025، وسيتسارع أكثر مع استضافتها كأس العالم في 2034، حيث ستضيف البنية التحتية والأعمال الأخرى لتلبية احتياجات البطولة إلى مساهمة القطاع غير النفطي في النشاط الاقتصادي، حيث تشكِّل قطر أبرز مثال لاستفادتها الاقتصادية من بطولة كأس العالم في 2022».
وأضاف: «في ما يتعلق بالإنفاق على البنى التحتية ذات الصلة بالبطولة فإن السعودية لديها امكانيات مالية كافية لتغطية كل التكاليف الضرورية. وسيكون هذا ممكناً بسبب العجز المالي للمملكة المتوقع أن يكون قابلا للادارة بين %2 و%3 من الناتج المحلي الاجمالي في السنوات المقبلة، ومستوى ديونها العامة التي تعتبر من بين ادنى المستويات في العالم».
وتابع: «يمكن للاقتصاد السعودي التعامل بسهولة مع أسعار النفط عند نحو 70 دولاراً للبرميل، بسبب قدرتها على الاستفادة من أسواق الرساميل العالمية».
مشاريع عديدة
وكشفت السعودية الشهر الماضي عن خطط تصميم ملعب الملك سلمان الكبير بسعة 92 ألف متفرج في الرياض، والذي من المقرر أن يستضيف المباراة الافتتاحية والنهائية لبطولة كأس العالم 2034، إذ يشكِّل الملعب أحد الملاعب الـ15 المخصصة للبطولة، وقد تم بناء 4 منها و3 قيد الإنشاء و8 في مراحل التخطيط.
ومن المقرر بناء أو تجديد أكثر من 185 ألف غرفة فندقية في السعودية لاستضافة السياح وجماهير المنتخبات المشاركة في البطولة، ومن المتوقع أيضاً بناء المزيد من البنية التحتية ذات الصلة بالبطولة مثل الطرق والفنادق والمرافق لتلبية تدفق السياح، ما يضيف إلى المشاريع المقدرة قيمتها بـ1.3 تريليون دولار بموجب خطط السعودية لرؤية 2030.
تأثير إيجابي
من جانبه، قال ماثيو غرين، رئيس الأبحاث لمنطقة الشرق الاوسط في شركة «سي بي آر اي» للاستشارات العقارية: «في حين قد لا يكون هناك تغيير كبير عن خطة الاستثمار الحالية في الرياض، إلا أن إقامة بطولة كأس العالم ستعزِّز أولوية التطورات ذات الأهمية الإستراتيجية لرؤية 2030 طويلة الأمد».
وأشار الى أن للحدث الرياضي الأبرز عالمياً تأثيرا إيجابيا هائلا على السياحة في الفترة التي تسبق الحدث وخلاله، سواء في الأعمال التجارية أو السياحة والترفيه، لكن التأثير الإيجابي الطويل قد يكون على البنية التحتية للبلاد والتي ستشهد تطورات كبيرة.
من جهته، قال ميلاد عازار محلِّل الأسواق في شركة «إكس تي بي مينا»: «إن النمو الكبير في سوق الإسكان خصوصاً في مدن كبيرة مثل الرياض وجدة من العوامل الرئيسية للاقتصاد السعودي، إلى جانب ارتفاع الاستثمار الأجنبي بسبب الإصلاحات التنظيمية مثل تأشيرة الإقامة المميزة. ومن المرجَّح أن ترفع هذه المبادرات من مكانة السعودية في منطقة الشرق الأوسط».