ريم قاسم -
يمكن أن يؤثر ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، في القلب ويسبب أزمة قلبية أو جلطة دماغية. لذلك ينصح الاختصاصيون الصحيون بتجنب تناول بعض الأطعمة للتحكم في شدة التوتر الشرياني. وتوضح منظمة الصحة العالمية أن ارتفاع ضغط الدم يتوافق مع ارتفاع الضغط في الأوعية الدموية (140/90 ملم زئبق أو أكثر)، وتشير إلى أن الأمر شائع، لكنه قد يكون خطيراً إذا ترك من دون علاج.
في الواقع يجبر ارتفاع ضغط الدم القلب على العمل بجهد أكبر لضخ الدم الذي يحتوي على الأكسجين والمواد المغذية الحيوية إلى الجسم، إذا بقي من دون علاج أو تغذية سليمة، ومع مرور الوقت، تتصلب الشرايين وتفقد مرونتها فتزداد سماكة عضلة القلب وتفقد قدرتها على ضخ الدم. وعندما تتضرر الشرايين بسبب ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن تتضرر الأعضاء التي تغذيها أيضاً، إذ يمكن أن يؤثر هذا النوع من الضرر في القلب، مما يسبب نوبة قلبية أو فشلاً كلوياً أو سكتة دماغية.
ويشدد خبراء، وفق تقرير نشره موقع passeportsante، على أن بعض عوامل الخطر قابلة للتعديل، ولا سيما ما يتعلق بالنظام الغذائي، إذ من المهم التأكد من عدم استهلاك كميات زائدة من الملح أو الدهون المشبعة أو الأحماض الدهنية المتحولة.
ويوصي الخبراء بتجنب الأطعمة التالية:
• الأجبان
• اللحوم الدسمة
• زيت جوز الهند
• السمنة
• اللحوم المصنعة الجاهزة
• الوجبات الجاهزة
• الكعك الفاتح للشهية
• أنواع المرق المجفف
• الوجبات السريعة (الناغتس والبطاطس المقلية والحلوى)
• المعجنات
• الآيس كريم والكعك والبسكويت
• المياه الفوارة التي تحتوي على نسبة صوديوم أكبر من 50 ملغم/ليتر.
• بعض التوابل مثل الخردل والمخللات وصلصة الصويا ومعجون الطماطم
• كما لا ينصح بالتدخين
◄ اختيار النظام الغذائي المناسب
لتجنب ارتفاع ضغط الدم، توصي مؤسسة القلب والسكتة الدماغية الكندية باختيار نظام DASH الغذائي.
ويركز هذا النظام على تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات المتنوعة، فضلاً عن المكسرات والأسماك واللحوم الخالية من الدهون والبذور والفاصولياء ومنتجات الألبان.
وتشير المؤسسة إلى أن «نظام DASH الغذائي يوفر أيضاً نظاماً غذائياً منخفض الدهون المشبعة والسكر والملح»، كما يمكن أن تساعد بعض الأدوية أيضاً في التحكم في ضغط الدم.
◄ النشاط البدني وفقدان الوزن
غالباً ما تسير السمنة جنباً إلى جنب مع ارتفاع ضغط الدم، إذ تفرز الأنسجة الدهنية العديد من المواد التي تعمل بشكل مباشر على الآليات الفسيولوجية المرضية لضغط الدم. وبالتالي، فإن فقدان الوزن، حتى ولو كان بالحد الأدنى، يمكن أن يكون مفيدًا للغاية ويخفض ضغط الدم بشكل كبير.
وعلى الرغم من أن مؤشر كتلة الجسم يستخدم بشكل متكرر لتصنيف السكان حسب وزنهم، إلا أن محيط الخصر سيكون وسيلة أكثر فعالية للتنبؤ بمخاطر ارتفاع ضغط الدم. فمحيط الخصر الذي يزيد على 88 سم عند النساء أو 102 سم عند الرجال قد يرتبط بزيادة في كتلة الدهون الحشوية المحيطة ببعض الأعضاء الحيوية، ويرتبط هذا النوع من الدهون بمشاكل صحية مختلفة أكثر من الدهون الموجودة تحت الجلد، والتي تكون مرئية.
ولإنقاص الوزن بشكل صحي، يوصى بممارسة الرياضة إضافة إلى الحفاظ على نظام غذائي متوازن. ووفقاً لإرشادات النشاط البدني الكندية، يجب على البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط الهوائي المعتدل إلى القوي، وهذا يعادل حوالي 30 دقيقة يومياً طيلة 5 أيام في الأسبوع، ويعد المشي السريع أو ركوب الدراجات أو الركض أو حتى الرقص أفضل أنشطة يمكن إضافتها بسهولة إلى جدولك الزمني.
◄ الحد من التوتر
ركّز الباحثون خلال السنوات الأخيرة على دراسة تأثير العوامل النفسية على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل متزايد بعد أن ارتبط الإجهاد بزيادة انتشار اضطرابات ارتفاع ضغط الدم، لذلك تعد إدارة العوامل النفسية ضرورية للحد من ارتفاع ضغط الدم فضلاً عن النوم المريح والإدارة الجيدة للتوتر والقلق.
وينصح الخبراء بالاحتفاظ بمذكرات منظمة وممارسة اليوغا والتأمل، مشيرين إلى أنها من الاستراتيجيات التكميلية الممتازة في الحد من ارتفاع الضغط الدموي.
باختصار، إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، تتوافر استراتيجيات مختلفة تساعدك على إدارة هذه الحالة الصحية والتعايش معها بشكل أفضل ويبرز فقدان الوزن كإحدى الركائز، لكن الوسائل الأخرى يمكن أن تكون فعالة بالقدر نفسه.