أجمع المشاركون في المنتدى العلمي «الهوية الوطنية وتعزيز مبادئ المواطنة في المجتمع الكويتي» أمس، على أن الهوية الوطنية بمنزلة قضية وجود ومصير بلد.
وقالوا في افتتاح المنتدى المقام بالتعاون بين مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت ومعهد المرأة للتنمية والسلام وفريق تعزيز الوحدة الوطنية بمجلس الوزراء، إن الهوية الوطنية تواجه العديد من التحديات التي تستوجب مواجهتها.
وعرفت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية كوثر الجوعان المواطنة بأنها «تعني الحقوق والواجبات وتعلمنا المسؤولية والانتماء والإخلاص في العمل وكلها صفات مطلوبة لنكون مواطنين فاعلين»، موضحة أن التربية تمثل عملية إعداد للمواطن الصالح. وتطرقت الجوعان إلى التحديات التي تواجه الهوية الوطنية، مؤكدة ضرورة مواجهة تلك التحديات وحصانة الهوية الوطنية من كل الأهواء والميول والتجاذبات السياسية وإبراز القيم والعادات الأصيلة ومحاربة التطرف بشتى أنواعه وتدعيم الحرية المنضبطة.
وبينت أن وعي المواطن بالمواطنة بمنزلة نقطة البدء الأساسية في تشكيل نظرة الفرد إلى نفسه وإلى بلاده، وعليه يكون الانتماء إلى الوطن، لافتة إلى أن للمواطن حقوقا وعليه واجبات وأن لصفة المواطنة 3 أركان، أولها الانتماء إلى الأرض وثانيا المشاركة وأخيرا المساواة.
وذكرت أن هوية المجتمع الكويتي هي الارتباط بهذه الأرض التي نعيش عليها جميعا ونشر فكر التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف، مشددة على أهمية تعزيز المواطنة الحقيقية التي تعني الولاء للوطن والانتماء لترابه وضرورة التمسك بالهوية الوطنية التي حددها دستور الكويت والبعد عن الفئوية.
وختمت الجوعان بقولها: «كلنا على هذه الأرض مدعوون إلى المحافظة على الوحدة الوطنية، فهي حائط الصد الأول تجاه أي طامع خارجي ونحن لسنا بمنأى من أخطار الخارج وسط عالم يمر بموجة من التقلبات والعصبيات الإقليمية والتهديدات وعلى الشعب أن يعي مسؤولية المحافظة على وحدة الصف في بلادنا الغالية الكويت».
من جانبه، أكد رئيس فريق تعزيز الوحدة الوطنية د.عبدالله الشريكة، أن «الهوية الوطنية مصطلح عظيم يتكرر على ألسنة الناس كثيرًا، لكنه يعاني في بعض الأحيان من قصور في الفهم أو تسطيح لمعانيه العميقة».
وأضاف الشريكة: «ما من وطن أو أرض يعيش عليها شعب إلا وله هوية، وثقافة، وعادات، وتقاليد، وطرق في التعايش. ومطلوب منا أن نحترم هذه الخصائص المجتمعية لكل مجتمع، حتى وإن اختلفنا معه».
وأوضح أن «الكويت يرتبط فيها مصطلحان مهمان، هما الهوية الوطنية والوحدة الوطنية. وعندما نتحدث عن الهوية الوطنية، فإننا لا نتحدث فقط عن الأوراق الثبوتية الرسمية المتمثلة في الجنسية والبطاقة المدنية وشهادة الميلاد، بل عن تاريخ طويل من التعايش والتكاتف الاجتماعي والتراحم واحترام الآخر».
أما مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية الأستاذ د.يعقوب الكندري، فشدد على أهمية المنتدى الذي يتناول «الهوية الوطنية وتعزيز مبادئ المواطنة في المجتمع الكويتي»، موضحاً أن الموضوع يتم تناوله من منظور علمي لا سياسي.
وقال الكندري: «حرصنا كمركز على التعاون مع شريكين أساسيين من شركاء المجتمع المدني للحديث عن هذه القضية المهمة والرئيسة، كما أننا نسعى دائمًا لأن تكون فعالياتنا مبنية على شراكات مع مؤسسات مختلفة».
المقيمون شركاء.. والتنمر عليهم مرفوض
أشار رئيس فريق تعزيز الوحدة الوطنية د.عبدالله الشريكة إلى أن «كل مقيم على هذه الأرض دخلها بشكل رسمي ويساهم في تنميتها وخدمتها، فهو محل تقدير واحترام وإجلال، ولا نسمح بالإساءة إليه أو التنمر عليه بأي قول أو فعل»، مبيناً أنه «من مظاهر الاختلال في الهوية الوطنية الكويتية أن تجد بعض الأشخاص يسيئون إلى هذه الفئات التي ساهمت بشكل كبير في بناء هذا الوطن وخدمته في قطاعات متعددة مثل التعليم والصحة والإعلام والرياضة وغيرها».
3 أركان للمواطنة
1- الانتماء إلى أرض هذا الوطن
2- المشاركة المجتمعية الفاعلة
3- المساواة في الحقوق والواجبات