افتتحت الفنانة التشكيلية رايا قسيسية، أمس الأول، معرضها الشخصي الأول في الكويت، برعاية سفير فلسطين لدى الكويت رامي طهبوب، وبالتعاون مع مؤسسة «هُنّ آرت»، بحضور دبلوماسي وجماهيري وفني، وذلك في منصة الفن المعاصر (كاب)، حيث تستمر فعاليات المعرض حتى 17 يناير المقبل.وبهذه المناسبة، قال السفير طهبوب إن أعمال الفنانة قسيسية تعكس الحياة قبل وما بعد الاحتلال والنكبة، وتجسّد لمحة من حضارة فلسطين وتاريخها، كما تعطي حالة من التفاؤل نحو مستقبل أفضل بشأن عودة الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال تطور ومراحل أعمالها التي تناولت أيضا الصراع الذي يعيشه الفلسطيني المحروم من وطنه، والذي يحلم بالعودة إلى الوطن، مستلهمة من تراثها الفلسطيني ونشأتها في عمان، تلتقط أعمالها سرديات دقيقة للهوية والاستقلال والذاكرة الجماعية، مستوحاة غالبًا من أرشيف جدتها الفوتوغرافي.من جانبه، قال سفير الأردن لدى الكويت، سنان المجالي، أن أعمال قسيسية تعكس حالة الحزن المحاطة بالأمل والتفاؤل، كما تؤكد تشبّث الشباب الفلسطينيين بأرضهم، فرغم أن قسيسية تعيش في بريطانيا ولم تعش داخل الأراضي الفلسطينية، فإن فلسطين باقية داخلها وداخل كل فلسطيني أجبر على ترك وطنه تحت وطأة الاحتلال والصراع والحرب والمجازر، مؤكدا أن المعرض أحد سبل دعم القضية الفلسطينية. وأكد سفير البحرين لدى الكويت، صلاح المالكي، سعادته بحجم الإبداع والمشاعر التي تنعكس في أعمال قسيسية، والتي تدعم من خلالها القضية الفلسطينية بالقوة الناعمة القادرة على توصيل رسائلها حول العالم بطريقة فنية وتشكيلية جميلة ومبدعة.من جهتها، قالت قسيسية إنها سعيدة بانطلاق معرضها الأول في الكويت، وسط مجموعة من الفنانين والجمهور المحبين للفن والمسؤولين الداعمين لها، وعلى رأسهم السفارة الفلسطينية في الكويت، بحضور عدة دبلوماسيين، والذي يضم حوالي 20 عملا فنيا، مضيفة أنها حاولت من خلال أعمالها أن تعكس حالة الألم والأمل التي تعيشها منذ عام 1948، حين تم اغتصاب الأرض الفلسطينية، والتي لم تتمكن من العودة إليها في ظل الاحتلال، ولكنها ارتبطت بها من خلال أحاديث جدتها وذكرياتها قبل الحرب، وهو ما حاولت أن تعكسه من خلال أعمالها الفنية المختلفة، حيث استخدمت لغات مختلفة، مرئية وغير مرئية من خلال كتاباتها الخاصة، وإيماءاتها، ومسوداتها المختلفة على الجسد، ومن خلال تشكيل هذه اللغات بمقاييس مختلفة، من الدقيقة للغاية إلى الواسعة والمشوهة، لتعبّر عن أن فعل التحول هو أيضًا لفتة نحو التفكك.وأشارت قسيسية إلى أن أغلب الأعمال من وحي حزنها على فقدان جدتها التي كانت تربطها بالأراضي الفلسطينية وذكريات الوطن المغتصب، موضحة أن أعمالها المنحوتة للمجازر الفلسطينية والورد المعدني الداكن وحادة الأطراف وصورتها المزدوجة التي تعطي انعكاسات لمشاعر مختلفة كلها كانت أعمالا تعكس حالة الحزن والألم التي عاشتها بفقدان جدتها والوطن معا في آن واحد، ولذلك جاءت الأعمال لتعكس حالة مزدوجة من اليأس والأمل والفقدان والحنين والكثير من المشاعر الإنسانية المتضاربة.وأشارت إلى أن المعرض يضم 3 مجموعات رئيسية، والتي تعكس من خلالها ثنائيات ظهرت بوضوح في أعمالها، مثل الحدود والسيولة، النشوة والحزن، التوسع والفراغ وتأمّل الأنوثة المظلمة، والطبيعة الميتة والحياة على حافة الموت، وهو ما ظهر بوضوح في 7 منحوتات صغيرة من الورد الداكن والجثث والوجوه المزدوجة، كما قدمت سلسلة من الألواح النحاسية التي تعرض صورًا من أرشيف العائلة (أربعينيات وستينيات القرن العشرين)، وأب يحمل رفات ابنه في كيس بلاستيكي أثناء الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة ضد غزة، من خلال مجموعة من الأعمال الأقل تصويرية والأكثر تجريدية، حيث تدمج الإيماءات مع شعور بالمحو أو الفراغ، والثنائية بين الخلق والدمار.ومن ضيوف المعرض التقت «الجريدة» أيضا الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي التي علقت على أعمال قسيسية بقولها: «سعيدة برؤية هذا المستوى من الفن المعاصر أو الحداثة المفرطة والرمزية الشديدة التي تجسّدها من خلال أعمالها، ومنها زهور معدنية حادة كالسكين تشبه الأساك الشائكة، لتعكس حالة الشتات والضياع والألم التي تعيشها فلسطين، حيث نجحت في التعبير عن مشاعر كل فنان فلسطيني من خلال أعمالها الرائعة، ومنها التماثيل الصغيرة التي تعطي معاني كبيرة ومؤلمة، كما أنه يُعدّ المعرض المعاصر لفنان فلسطيني في الكويت منذ زمن طويل».وأضاف الفنان التشكيلي عبدالوهاب العوضي أن أعمال المعرض متميزة جدا ومدهشة في تنوّع أساليبها الفنية بين التجريد المعتم التي استخدمت فيها القلم الرصاص الغامق على لوحة بيضاء، والذي يصعب تفسيره، حيث ينتمي للأعمال التجريدية الشديدة واللا موضوعوية، إلا أنه شديد الإحساس والمتعة الفنية، كما أن التماثيل والمنحوتات التي قدمتها واقعية تعكس حالة جمال واضح وإحساس مفرط من المعاناة والألم والمجازر، كما انتقلت إلى أعمال مفعمة بالتفاؤل من خلال الزهور الملونة والتكوينات اللونية المفرحة.
افتتحت الفنانة التشكيلية رايا قسيسية، أمس الأول، معرضها الشخصي الأول في الكويت، برعاية سفير فلسطين لدى الكويت رامي طهبوب، وبالتعاون مع مؤسسة «هُنّ آرت»، بحضور دبلوماسي وجماهيري وفني، وذلك في منصة الفن المعاصر (كاب)، حيث تستمر فعاليات المعرض حتى 17 يناير المقبل.
وبهذه المناسبة، قال السفير طهبوب إن أعمال الفنانة قسيسية تعكس الحياة قبل وما بعد الاحتلال والنكبة، وتجسّد لمحة من حضارة فلسطين وتاريخها، كما تعطي حالة من التفاؤل نحو مستقبل أفضل بشأن عودة الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال تطور ومراحل أعمالها التي تناولت أيضا الصراع الذي يعيشه الفلسطيني المحروم من وطنه، والذي يحلم بالعودة إلى الوطن، مستلهمة من تراثها الفلسطيني ونشأتها في عمان، تلتقط أعمالها سرديات دقيقة للهوية والاستقلال والذاكرة الجماعية، مستوحاة غالبًا من أرشيف جدتها الفوتوغرافي.
من جانبه، قال سفير الأردن لدى الكويت، سنان المجالي، أن أعمال قسيسية تعكس حالة الحزن المحاطة بالأمل والتفاؤل، كما تؤكد تشبّث الشباب الفلسطينيين بأرضهم، فرغم أن قسيسية تعيش في بريطانيا ولم تعش داخل الأراضي الفلسطينية، فإن فلسطين باقية داخلها وداخل كل فلسطيني أجبر على ترك وطنه تحت وطأة الاحتلال والصراع والحرب والمجازر، مؤكدا أن المعرض أحد سبل دعم القضية الفلسطينية.
وأكد سفير البحرين لدى الكويت، صلاح المالكي، سعادته بحجم الإبداع والمشاعر التي تنعكس في أعمال قسيسية، والتي تدعم من خلالها القضية الفلسطينية بالقوة الناعمة القادرة على توصيل رسائلها حول العالم بطريقة فنية وتشكيلية جميلة ومبدعة.
من جهتها، قالت قسيسية إنها سعيدة بانطلاق معرضها الأول في الكويت، وسط مجموعة من الفنانين والجمهور المحبين للفن والمسؤولين الداعمين لها، وعلى رأسهم السفارة الفلسطينية في الكويت، بحضور عدة دبلوماسيين، والذي يضم حوالي 20 عملا فنيا، مضيفة أنها حاولت من خلال أعمالها أن تعكس حالة الألم والأمل التي تعيشها منذ عام 1948، حين تم اغتصاب الأرض الفلسطينية، والتي لم تتمكن من العودة إليها في ظل الاحتلال، ولكنها ارتبطت بها من خلال أحاديث جدتها وذكرياتها قبل الحرب، وهو ما حاولت أن تعكسه من خلال أعمالها الفنية المختلفة، حيث استخدمت لغات مختلفة، مرئية وغير مرئية من خلال كتاباتها الخاصة، وإيماءاتها، ومسوداتها المختلفة على الجسد، ومن خلال تشكيل هذه اللغات بمقاييس مختلفة، من الدقيقة للغاية إلى الواسعة والمشوهة، لتعبّر عن أن فعل التحول هو أيضًا لفتة نحو التفكك.
وأشارت قسيسية إلى أن أغلب الأعمال من وحي حزنها على فقدان جدتها التي كانت تربطها بالأراضي الفلسطينية وذكريات الوطن المغتصب، موضحة أن أعمالها المنحوتة للمجازر الفلسطينية والورد المعدني الداكن وحادة الأطراف وصورتها المزدوجة التي تعطي انعكاسات لمشاعر مختلفة كلها كانت أعمالا تعكس حالة الحزن والألم التي عاشتها بفقدان جدتها والوطن معا في آن واحد، ولذلك جاءت الأعمال لتعكس حالة مزدوجة من اليأس والأمل والفقدان والحنين والكثير من المشاعر الإنسانية المتضاربة.
وأشارت إلى أن المعرض يضم 3 مجموعات رئيسية، والتي تعكس من خلالها ثنائيات ظهرت بوضوح في أعمالها، مثل الحدود والسيولة، النشوة والحزن، التوسع والفراغ وتأمّل الأنوثة المظلمة، والطبيعة الميتة والحياة على حافة الموت، وهو ما ظهر بوضوح في 7 منحوتات صغيرة من الورد الداكن والجثث والوجوه المزدوجة، كما قدمت سلسلة من الألواح النحاسية التي تعرض صورًا من أرشيف العائلة (أربعينيات وستينيات القرن العشرين)، وأب يحمل رفات ابنه في كيس بلاستيكي أثناء الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة ضد غزة، من خلال مجموعة من الأعمال الأقل تصويرية والأكثر تجريدية، حيث تدمج الإيماءات مع شعور بالمحو أو الفراغ، والثنائية بين الخلق والدمار.
ومن ضيوف المعرض التقت «الجريدة» أيضا الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي التي علقت على أعمال قسيسية بقولها: «سعيدة برؤية هذا المستوى من الفن المعاصر أو الحداثة المفرطة والرمزية الشديدة التي تجسّدها من خلال أعمالها، ومنها زهور معدنية حادة كالسكين تشبه الأساك الشائكة، لتعكس حالة الشتات والضياع والألم التي تعيشها فلسطين، حيث نجحت في التعبير عن مشاعر كل فنان فلسطيني من خلال أعمالها الرائعة، ومنها التماثيل الصغيرة التي تعطي معاني كبيرة ومؤلمة، كما أنه يُعدّ المعرض المعاصر لفنان فلسطيني في الكويت منذ زمن طويل».
وأضاف الفنان التشكيلي عبدالوهاب العوضي أن أعمال المعرض متميزة جدا ومدهشة في تنوّع أساليبها الفنية بين التجريد المعتم التي استخدمت فيها القلم الرصاص الغامق على لوحة بيضاء، والذي يصعب تفسيره، حيث ينتمي للأعمال التجريدية الشديدة واللا موضوعوية، إلا أنه شديد الإحساس والمتعة الفنية، كما أن التماثيل والمنحوتات التي قدمتها واقعية تعكس حالة جمال واضح وإحساس مفرط من المعاناة والألم والمجازر، كما انتقلت إلى أعمال مفعمة بالتفاؤل من خلال الزهور الملونة والتكوينات اللونية المفرحة.
وأشارت الفنانة التشكيلية لينا حجازي إلى سعادتها بحالة الإبداع التي انعكست في أعمال قسيسية، والتي قدمت حالة جديدة على الفن التشكيلي بالكويت من خلال قصة حب ربطتها بالجدة والأرض، وهو ما انعكس بوضوح في أعمال مفعمة بالمشاعر المتدفقة التي ربطتهم معا.
وقال الفنان سليمان البسام، إنه انبهر بالفضاء الفني التشكيلي الذي ظهر من خلال الأعمال المعروضة في الكويت، والتي تمزج بشكل فني إبداعي رائع بين الجمال والجرح في نفس الوقت، مثل منحوتة الورد ذات اللون المحترق والحادة كالسكين، وغيرها من الأعمال المعبّرة عن المجازر والمقابر الجماعية ومشاعر الفقدان والألم، كما تنوعت الأعمال بين التجريدية والتعبيرية والمنحوتات لمستويات مختلفة من القراءة الممتعة في كل الأحوال.
رامي طهبوب: المعرض يعكس صراع الهوية
أكد السفير الفلسطيني لدى البلاد رامي طهبوب أن معرض «هُنَّ» للفنانة راية قسيسية هو تصوير للهوية الفلسطينية ما قبل نكبة 1948.
وقال طهبوب، في تصريح صحافي على هامش افتتاح المعرض في منصة الفن المعاصر، إن بعض الصور الموجودة في المعرض تخص جدة الفنانة، وتعود لما قبل عام 1948، لافتا إلى أن عرضها في المعرض من أجل أن يرى الجمهور أن الشعب الفلسطيني شعب حضاري ومتطور دون تدخل غربي، «ودحض للادعاءات بأن الغرب هو من جلب الحضارة لمنطقتنا وعالمنا العربي».
وأضاف أن المعرض يعكس صراع الهوية والصراع الداخلي لأبناء الشعب الفلسطيني، خاصة الذين يعيشون خارج فلسطين المحتلة، موضحا أن الحفاظ على الهوية الفلسطينية مبدأ راسخ وعقيدة ثابتة لدى الفلسطينيين حكومة وشعبا.
وطالب بإنهاء العدوان والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في فلسطين وقطاع غزة، متمنيا أن يتم التوصل إلى وقف للعدوان وإراقة الدم الفلسطيني الذي يسيل في القطاع المنكوب وفي الضفة الغربية والقدس.
وحول آخر مستجدات الاستعانة بالمعلمين الفلسطينيين في الكويت، أوضح أن «باب الاستعانة بهم مفتوح منذ عام 2017، ولكن الظروف التي تمر بها فلسطين حالياً هي العائق الوحيد أمام التعاقد مع دفعة جديدة منهم، وفي حال الانتهاء من العدوان الغاشم بالتأكيد سنعود الى استئناف إرسال البعثات التعليمية الفلسطينية الى الكويت».
وعن مخرجات القمة الخليجية وإعلان الكويت، أكد أن قضية فلسطين دائماً حاضرة على رأس أولويات القمم الخليجية، لافتا إلى أن «إعلان الكويت ذكر فلسطين خمس مرات، وهذا مؤشر جيد جداً ويجعلنا نطمئن من التحركات الخليجية في القضية الفلسطينية خاصة التحرك الذي تقوده السعودية، وهو التحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، ونثق بالسعودية، كما أن ثقتنا بالكويت مطلقة بدعم القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية».