حذر خبراء أميركيون من تهديد جديد محتمل قد يشكله فيروس إنفلونزا الطيور وقد يتطور لجائحة في المستقبل، وسط تطورات ملحوظة للفيروس، من خلال انتشاره بين الأبقار، وإصابة بعض البشر في الولايات المتحدة.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فقد سُجلت 58 حالة إيجابية بإنفلونزا الطيور في الولايات المتّحدة خلال العام الجاري.
يذكر أنه لا مؤشرات مؤكدة على انتقال المرض بين البشر حاليا، حيث لا تزال السلطات الصحية الأميركية تقيّم المخاطر على الصحة العامة بأنها "منخفضة".
وفي هذا الشأن، دعت منظمة الصحة العالمية إلى التأهب، مع التأكيد على ضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية، من خلال تشديد المراقبة وتوفير معدات الحماية للعاملين المعرضين للإصابة، جراء التعرض للطيور أو الحيوانات المصابة، مع أهمية تبادل المعلومات بصفة دورية حول آخر مستجدات انتشار المرض.
وبحسب ما نشره موقع "يورونيوز" Euronews، يواجه الفيروس "إتش5 إن1" H5N1 عدة عقبات تمنعه من الانتشار بسهولة بين البشر، أهمها ضرورة حدوث طفرة وراثية للإصابة بشكل أكثر فعالية في الرئتين.
وأشارت أحدث الدراسات التي نشرتها مجلة "ساينس" Science إلى أن سلالة إنفلونزا الطيور المنتشرة بين الأبقار الأميركية أصبحت على بعد طفرة واحدة من الانتشار الأكثر سهولة، بين البشر.
وفيما حذر الخبراء من أن احتمال تكيف الفيروس يزداد كلما زادت قدرته على إصابة أنواع مختلفة من الحيوانات، وفي حال ظهور جائحة، قد تكون "شديدة الخطورة" بسبب عدم وجود مناعة مسبقة لدى البشر.
وكانت بريطانيا أعلنت عن شراء أكثر من 5 ملايين جرعة من لقاح إنفلونزا الطيور بهدف الاستعداد لمواجهة جائحة محتملة قد تنتج عن تطور الفيروس ليصبح أكثر قدرة على إصابة البشر.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطط الحكومة لتعزيز الجاهزية ضد مسببات الأمراض ذات القدرة على تفشي الوباء.
وأكدت الدكتورة ميرا تشاند، رئيسة قسم العدوى المستجدة في وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة، أهمية الاستعداد المسبق، مشيرةً إلى أن "الحصول المبكر على اللقاحات ينقذ الأرواح".
وأضافت: "إضافة لقاحات H5N1 إلى قائمة التدخلات المتاحة ستساعدنا على التصدي لمجموعة واسعة من التهديدات الصحية".
وقال إيان براون، من معهد بيربرايت، إن اللقاح يُعد إجراء احترازيا مهما، موضحا: "رغم أن إنفلونزا الطيور تفتقر حاليا إلى القدرة على إصابة البشر بكفاءة، فإن التحضير لمخزون لقاح يعد ضروريا للتعامل السريع مع أي خطر محتمل".
وأشار الخبراء إلى أن مراقبة الفيروس عن كثب لا تزال ضرورية لرصد أي طفرات قد تعزز من قدرته على الانتقال بين البشر.
وعلق ماسيمو بالماريني، مدير مركز أبحاث الفيروسات في "جامعة غلاسكو"، قائلاً: "رغم أن الحاجة للقاح قد لا تظهر مطلقا، فإن الاستعداد الآن خطوة حكيمة".