في الوقت الذي بعث فيه الريان بقيادة مدربه الجديد البرتغالي ارتور جورج رسائل اطمئنان إلى جماهيره قبل لقاء شباب الأهلي الإماراتي في لقاء درع التحدي والمقرر إقامتها الخميس المقبل، أثار الوكرة بقيادة مدربه الجديد السويدي بويا اسباغي، قلق جماهيره قبل لقاء الوحدة الإماراتي في لقاء كأس التحدي ضمن بطولة السوبر القطري الإماراتي.
الرسالة العكسية للريان والوكرة كان سببها النتيجة التي تحققت للفريقين في الجولة الثانية عشرة لدوري نجوم أريد، وهي أول لقاءات الفريقين الرسمية بعد التوقف لمدة شهر بسبب مشاركة العنابي في خليجي 26 بالكويت، وآخر اللقاءات قبل انطلاق السوبر القطري الإماراتي بالمواجهات الأربع التي تجمع الريان مع شباب الأهلي (الخميس)، والنصر مع قطر (الجمعة)، والسد مع الوصل (الأحد) والوحدة مع الوكرة (الإثنين).
الريان حقق انتصارا كاسحا على أم صلال 6- 2، وعلى العكس خسر الوكرة أمام الأهلي 3- 6، وهي هزيمة قاسية لم يتوقعها الأهلاوية أنفسهم رغم الاعتراف بأن الأهلي كان يستحق الفوز، ولكن التوقع بستة أهداف لم يكن متوقعا.
القلق الوكراوي لم يكن بسبب الخسارة القاسية والتي لم يتلق الفريق مثلها هذا الموسم ولم تهتز شباكه بستة أهداف في مباراة واحدة، ولكن للأداء غير الجيد الذي قدمه الفريق خاصة على المستوى الدفاعي.
لا شك أن طرد الدانماركي ألكسندر سكولز مدافع الوكرة بنهاية الشوط الأول لعب دورا مؤثرا في النتيجة، ومع ذلك فإن الوكرة كان أداؤه غريبا، وقد تعرض من قبل للطرد وللنقص العددي ولم يتلق مثل هذه الخسارة الثقيلة التي أقلقت الجماهير قبل مواجهة الوحدة رابع الدوري الإماراتي الموسم الماضي، والذي يحتل المركز الثالث في دوري 2025. المشكلة في خسارة الوكرة أن الفريق واجه الأهلي بكل محترفيه ولم تكن هناك أي غيابات بين صفوفه
المشكلة أيضا أن الفريق تلقى خسارة أيضا قاسية قبل انطلاق القسم الثاني في اللقاء الودي أمام الأهلي السعودي 1- 7، وهو ما يزيد من قلق وخوف جماهير الوكرة ليس من الخسارة أمام الوحدة الإماراتي ولكن من خسارة ثقيلة ومؤلمة، وهو ما يتطلب من علي المري المدير الفني ومن سباغي إعادة ترتيب الأوراق وبسرعة قبل هذه المواجهة الصعبة.
طمأنينة ريانية حذرة
أما الريان فرسالة الطمأنينة التي أرسلها قبل مواجهة شباب الأهلي، فهى رسالة اطمئنان مشوبة ببعض الحذر، بسبب أداء الفريق غير الثابت خاصة في الشوط الأول الذي تفوق في بدايته وتقدم بالهدف الأول ثم تراجع واختفى وتأخر مع نهاية الشوط 1-2.
على عكس الشوط الثاني الذي ظهر فيه الريان مختلفا تماما، وتفوق بشكل غير عادي على أم صلال، وقدم أداء هو الأفضل له حتى الآن هذا الموسم وهو ما جعل جماهيره تطمئن بعد قلق الشوط الأول.  هذا الأداء المختلف للريان ربما يكون سببه أن مواجهة أم صلال كانت أول مباراة رسمية أو ودية يخوضها الفريق تحت قيادة مدربه الجديد ارتور جورج، الذي لم يكتشف بعد كل إمكانيات فريقه ولاعبيه، لكن ما يحسب له أنه استطاع تعديل الأمور في الشوط الثاني، وهي أمور فنية ومعنوية
من الواضح أن المدرب كان غير راض عما قدمه اللاعبون في الشوط الأول، ونقل عدم الرضا إلى لاعبيه الذين شعروا بالحرج أمام مدربهم الجديد وأمام جماهيرهم، وأدركوا أن الجميع سيحملهم مسؤولية الخسارة خاصة وأنهم تفوقوا في الشوط الأول وسنحت لهم فرص عديدة لم تستغل، والتالي راجعوا أنفسهم وأصروا على العودة وعلى إرضاء الأمة الريانية.
أما الأمور الفنية فمن الواضح أن المدرب الجديد بدأ يضع لمساته وبدأ يضع يده على الخلل، ولعل إصراره على تواجد رأس حربة سواء أحمد الراوي ثم تميم منصور، بجانب باقي المهاجمين من أسباب النصر الكبير، حيث تعتبر هذه المباراة ربما الأولى التي يتفوق فيها الرهيب على منافسيه وعلى مدافعيه بعدد جيد من المهاجمين وهو ما يفسر الأهداف الستة التي مزقت شباك أم صلال. أيضا بدأت بعض لمسات المدرب الجديد تظهر دفاعيا، صحيح أن الفريق اهتزت شباكه بهدفين في دقائق معدودة في الشوط الأول إلا أنه استطاع تعديل موقف الدفاع في الشوط الثاني.
أداء الريان في الشوط الثاني هو الذي يجعل الجماهير مطمئنة نسبيا قبل مواجهة شباب الأهلي الخميس القادم، وإن كانت الأمة الريانية تنتظر الكثير من فريقها في المرحلة القادمة وتعويض ما ضاع منهم كثيرا في الفترة الماضية.