وجّه أحمد بن سالم اليافعي مدير قناة الجزيرة رسالة إلى فريق عمل القناة في قطاع غزة وكل الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أهمية دورهم خلال الفترة الماضية في نقل حقيقة ما يجري في غزة من حرب إبادة ترتكبها قوات الاحتلال، إلى العالم.
واستهل رسالته إلى "الزملاء الأبطال في قطاع غزة وكلّ فلسطين" بالتأكيد على أن الـ15 شهراً الماضية والتي شهدت عدواناً إسرائيلياً متواصلاً على القطاع كانت "فصل صعبٌ وشاقٌ ينقضي، لكنه فصل مفعم بالجسارة ورباطة الجأش التي أبهرتم بها كل العالم في مواجهة حرب الإبادة".
وأضاف: رغم أن جزءاً من العالم الذي يدعي الإنسانية أنكر ما حدث ويحدث في هذا الجرح النازف من تاريخ الصراع والاحتلال الإسرائيلي، إلا أن العالم كله يقرّ اليوم بأنه لولا صمودكم وإقدامكم، لما كان للبشرية أن تعرف بما جرى من انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، فلم يرع في ذلك عهداً ولا ميثاقاً، أغلق مكاتبنا، واستهدف طواقمنا قتلاً وتشريداً على أمل إسكات الحقيقة، وإخفاء الجريمة، لكنه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً".
وتابع: الرحمة للشهداء من زملائنا، الراحلين، ولعلّه كُتب لهم ألا يشهدوا معنا هذه اللحظة، لكنهم بالتأكيد كانوا شهوداً على واحدة من أكبر المجازر بحق الإنسانية في الألفية الجديدة. والدعاء بالشفاء العاجل للمصابين منهم، الذين لن نألو جهدا في رعايتهم.
وأضاف: والثناء عليكم يا فرقنا ومكاتبنا في غزة وفي كل فلسطين.. يا من وقفتم صابرين أمام العالم وتحت كل أنواع الضغوط أكثر من خمسة عشر شهراً متوالية، والشكر موصول للصحفيين الفلسطينيين ولمنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية هناك الذين ساندوا فرقنا في ساعة العسرة.
وزاد: والشكر لكامل المنظومة الإعلامية من الزملاء في الدوحة وعبر مكاتبنا حول العالم الذين ساندوكم في هذه التغطية الاستثنائية وواكبوا تلبية كل الاحتياجات باختلاف المعالجات وتباين سلوك الجمهور في التعامل مع هذه القصة من كل الزوايا على الشاشة ومنصاتنا المختلفة.
وتعهد "اليافعي" لجمهور الجزيرة بكشف المزيد من المحتوى الحصري الاستقصائي والوثائقي الذي في جعبة القناة، مضيفاً: لقد وثقنا الكثير من القصص والمواد والأسرار التي تكشف مختلف الأبعاد للمشهد، حيث كنا نعمل عليها بدقة ورصد خلال أكثر من أربعمائة يوم مضت.
وختم رسالته بالقول: لقد ظلت فلسطين على أجندة الجزيرة منذ أن انطلقت قبل أكثر من ثمانية وعشرين عاماً، تابعنا أهم تحولاتها وانعطافاتها التاريخية، وقدمنا سرديتها العادلة للعالم أجمع. إن مهمّتنا الصحفية هذه لم تبدأ في السابع من أكتوبر ولم تنته اليوم، بل هي ممتدة طالما هناك احتلال إسرائيلي وقصة اسمها فلسطين.