بعد الجدل الذي أثارته نتيجة جائزة الكرة الذهبية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، يوزع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوائزه مساء اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية عشية نهائي بطولة كأس القارات للأندية بين ناديي ريال مدريد الإسباني وباتشوكا المكسيكي الذي يقام في الدوحة أيضاً.
ويتنافس على جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2024 المقدمة من فيفا، الإسباني رودري والبرازيلي فينيسيوس جونيور مع 9 لاعبين آخرين، بعد أن نال الإسباني نجم مانشستر سيتي جائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة "فرانس فوتبول" مؤخراً.
وعلى عكس المعتاد، أعلن (الفيفا) عن موعد حفل توزيع الجوائز قبل يوم واحد من إقامته، وبدون أن يعلن عن قائمة اللاعبين الثلاثة الذين انحصر التنافس بينهم، وهي ممارسة ميزت الجائزة لسنوات طويلة.
وتستضيف أكاديمية أسباير الحفل عشية الذكرى السنوية الثانية لإقامة نهائي كأس العالم 2022.
وتقدم جائزة "ذا بيست"، أنواعاً مختلفة من الجوائز التي تتوج نهاية عام كروي، وتبقى جائزة أفضل لاعب للرجال هي الجائزة الأكثر انتظاراً وترقباً.
قصص مقترحة نهاية
فينيسيوس أم رودري أم لاعب آخر؟
وتبدو المنافسة على الجائزة المرشح لها 11 لاعباً، محصورة بين البرازيلي فينيسيوس جونيور، المتوج مع ريال مدريد الإسباني بثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، والإسباني رودري الذي قاد مانشستر سيتي الإنجليزي للقب الدوري المحلي لموسم رابع توالياً وساهم في إحراز إسبانيا كأس أوروبا ما فتح الباب أمامه لنيل الكرة الذهبية.
ويتنافس معهما على الجائزة النجم الفرنسي كيليان مبابي الذي يدافع هذا الموسم عن ألوان ريال مدريد بعد نهاية عقده مع باريس سان جرمان.
تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي على واتساب.
اضغط هنا
يستحق الانتباه نهاية
ورُشح للجائزة أيضاً، الإسباني داني كارفاخال الفائز بالدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا رفقة ريال مدريد الإسباني، وكأس أوروبا رفقة "لا روخا"، والنرويجي إرلينغ هالاند، والأورغواياني فيديريكو فالفيردي، والألماني فلوريان فيرتز، والإنجليزي جود بيلينغهام، والإسباني لامين يامال، والألماني توني كروس.
ولا يتوقع الإعلامي الرياضي خالد الغول في حديث مع بي بي سي، أن تكون النتيجة مطابقة لنتيجة الكرة الذهبية، وقال إن المعايير مختلفة، كما أن جائزة الكرة الذهبية الأخيرة شهدت إشكاليات بين المجلة وريال مدريد كان ضحيتها فينيسيوس.
ويرى الغول أن الألقاب والإنجازات هذا العام توزعت بين رودري وفينيسيوس، أما مبابي فلديه إمكانيات فردية كبيرة.
ولم يستبعد الغول مبابي من سباق الفوز، ويرى أن فينيسيوس والنجم الفرنسي يستحقان الجائزة أكثر من رودري.
أما الصحفي والكاتب الرياضي محمد حلمي راشد، توقع خلال حديثه مع بي بي سي فوز فينيسيوس بالجائزة، ورأى أن تنظيم الحفل في الدوحة بالتزامن مع وجود فريق ريال مدريد في العاصمة القطرية يعد مؤشراً على ذلك.
ويعتقد راشد أن الفيفا لا يريد خلافاً مع الفريق "الملكي" لضمان نجاح بطولة كأس العالم للأندية التي تقام الصيف المقبل.
وبعيداً عن التوقع، يرى راشد أن كارفاخال هو الأحق بالجائزة ثم فينيسيوس، وقال إن ظهير ريال مدريد حقق ألقاباً كثيرة في الموسم الأخير وبتأثير مباشر منه، لكنه يعتقد أن حظوظ كارفاخال تتأثر بكونه يلعب في خط الدفاع في ظل تفضيل المهاجمين للفوز بالجوائز الفردية.
وسجل كارفاخال هدفاً في نهائي دوري أبطال أوروبا، ولعب الظهير الأيمن المخضرم دوراً محورياً في تتويج إسبانيا بلقب بطولة كأس أوروبا 2024.
ميسي "القياسي"
وتضم قائمة المرشحين الأرجنتيني ليونيل ميسي الفائز بالجائزة في العامين الماضيين، فيما يغيب عنها البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وفاز ميسي 8 مرات بجائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من فيفا، وهو رقم قياسي، مقابل 5 مرات للبرتغالي رونالدو.
وفاز ميسي 3 مرات بالجائزة بمسماها الجديد "الأفضل"، وهو رقم قياسي أيضاً، مقابل مرتين للبرتغالي رونالدو، والبولندي روبرت ليفاندوفسكي.
الجوائز الأخرى
ولدى السيدات، تتنافس 16 لاعبة على الجائزة، بينهن الإسبانية أيتانا بونماتي التي أحرزت اللقب العام الماضي والمتوجة بالكرة الذهبية لعامي 2023 و2024.
وتُوزّع جوائز أخرى مثل أفضل مدرب عند فرق الرجال وأفضل مدرب عند فرق السيدات، أفضل حارس وحارسة، إضافة إلى جائزتي مارتا وبوشكاش لأفضل هدف عند السيدات والرجال توالياً.
ونال البرازيلي إيدرسون (مانشستر سيتي) جائزة حارس العام في 2023 والإنجليزية ماري إيربس (مانشستر يونايتد سابقا وباريس سان جرمان حالياً) أفضل حارسة، فيما كان الإسباني بيب غوارديولا (مانشستر سيتي) أفضل مدرب عند فرق الرجال والهولندية سارينا فيخمان (منتخب إنجلترا) أفضل مدربة في فئة فرق السيدات.
معايير الجائزة
وتختلف طريقة اختيار "الأفضل" في الجائزة المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويشارك في التصويت على اختيار الأفضل المشجعون، ممثلو وسائل الإعلام وقادة ومدربو المنتخبات الوطنية.
وقال الاتحاد الدولي، إن الجماهير كان لها دور محوري في اختيار الفائزين والفائزات بمختلف الجوائز، ولا سيما تلك المخصصة لأفضل لاعب ولاعبة وحارس وحارسة، وأفضل مدرب أو مدربة في فئتي الرجال والسيدات.
"حُددت هوية المتوّجين والمتوَّجات بحسب نظام نقاط يمنح نفس القيمة للفئات المختلفة من المصوّتين وهم: الجماهير، وقادة ومدربي ومدربات منتخبات الرجال والسيدات، وممثلي وسائل الإعلام".
أما في جائزة الكرة الذهبية، تتكون لجنة التحكيم من صحفيين مختصين ينتمون لأفضل 100 بلد في أحدث تصنيفات (الفيفا) قبل نشر قوائم المرشحين للرجال، أما في فئة النساء تتكون اللجنة من 50 صحفياً.
يعتقد الغول أن طريقة الاختيار في جائزة الكرة الذهبية أفضل، لأن الصحفيين في المجلة الفرنسية يملكون قدرات أكبر للتقييم كونهم متخصصين في المجال، في ظل تفاوت قدرات مدربي وقادة المنتخبات الوطنية الذين يصوتون في جائزة "الأفضل".
ويعتبر الغول أن الكرة الذهبية تعد الأعرق كونها بدأت في 1956، وحتى مع ظهور جائزة الفيفا ظلت الكرة الذهبية الأكثر متابعة، لكن يؤخذ على جائزة الكرة الذهبية أنها حصرت الفائز بكونه أوروبي لسنوات طويلة.
أما راشد يرى أن الجائزتين تفتقران للعدالة، فـ"المصوت يتأثر دوماً بتشجيعه وميوله"، والمعايير في الجائزتين "فضفاضة وغير واضحة".
واتفق الغول وراشد على أن جائزة "الأفضل" تعد أكثر تنوعاً بسبب تعدد طرق الاختيار فيها.
تاريخ الجائزة
كانت جائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية تستحوذ على الاهتمام الكلي بالجوائز الفردية في كرة القدم التي قُدمت للمرة الأولى في 1956، وكانت من نصيب الإنجليزي ستانلي ماتيوس.
الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، قرر بدوره تقديم جائزته الخاصة، وبدأ بمنحها عام 1991، وكانت من نصيب الألماني لوثار ماتيوس.
وابتداءً من 2010، طرأ تغير بفعل دمج جائزة الكرة الذهبية مع جائزة أفضل لاعب في العالم التي يمنحها سنوياً (الفيفا)، قبل أن يحصل الفصل بينهما بدءاً من 2016.
حينها، قرر الاتحاد الدولي استحدث اسم للجائزة وهو (The Best) أي "الأفضل"، واستحدث لها كأساً بتصميم جديد تمنح للفائز منذ 2016.
مظهر بلاتيني
ويتميز الكأس بمظهره البلاتيني لتكريم أفضل اللاعبين، ويحاكي شكله نوعاً ما شكل كأس العالم، "تكريماً للتقاليد مع تصميم معاصر وديناميكي"، وفق الفيفا.
ووُضع فوق الكأس كرة تحاكي تلك المستخدمة في نهائي كأس العالم الأول بين أوروغواي والأرجنتين في عام 1930.
ويبلغ طول الكأس 310 ملم بوزن 6.4 كجم، ويتكون من خمسة أجزاء، وهي القاع والقاعدة وقطعة كربونية فوق القاعدة والجسم والكرة.