اختتمت، مساء اليوم، فعاليات مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد (مرمي 2025)، في نسخته السادسة عشرة والتي استمرت شهرا، بحفل تتويج الفائزين في بطولة المزاين للصقور، الذي أقيم في المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/.
حضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الشيوخ وعدد من كبار المسؤولين في الدولة، وعدد من أصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة ومسؤولي جمعية القناص القطرية، وعدد من الصقارين من قطر ومن الدول الخليجية وضيوف المهرجان.
وقام سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، راعي المهرجان، بتتويج الفائزين في بطولة المزاين، والتي شملت هذا العام التنافس (محلي ودولي) على فئتين: "الحر الوحش الأبيض والأشقر (فرخ وقرناس)"، و"الحر الأسود والأدهم (فرخ وقرناس).
ففي فئة الحر الوحش الأبيض والأشقر، فاز الشيخ جاسم بن عبدالعزيز بن سعود آل ثاني بالمركزين الأول والثالث، وشقيقه الشيخ سعود بن عبدالعزيز بن سعود آل ثاني بالمركز الثاني. وتبلغ جائزة المزاين لهذه الفئة 700 ألف ريال قطري لصاحب المركز الأول، و500 ألف للمركز الثاني، و300 ألف لصاحب المركز الثالث.
أما في فئة الحر الوحش (الأسود والأدهم) فقد فاز بالمركز الأول الشيخ سعود بن عبدالعزيز بن سعود آل ثاني ونال جائزة قدرها 400 ألف ريال، وجاء في المركز الثاني خليفة عبد الرحمن المحشادي المعضادي، ونال جائزة قدرها 300 ألف ريال، فيما حصل على المركز الثالث السيد حمد علي المحشادي وبلغت قيمة الجائزة 200 ألف ريال.
وأكد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، في تصريح على هامش ختام مهرجان /مرمي 2025/، نجاح المهرجان في ترسيخ حضوره محليا وإقليميا ودوليا بوصفه من أهم الفعاليات التي تحافظ على التراث القطري، كما نجح في أن يكون أحد أهم الفعاليات المهمة التي تقام في البلد بهدف الحفاظ على تراثه وهويته.
وأشار إلى أن المهرجان استطاع على مدار 16 نسخة، استقطاب الصقارين وكذلك هواة الصيد والقنص ليكون لهم حدثا سنويا يلتقون فيه ويتبادلون الخبرات في هذا المجال ويتنافسون في مختلف البطولات.
وقدم مدير عام /كتارا/، تهانيه للمتوجين في بطولة المزاين ومختلف بطولات مهرجان /مرمي 2025/.
ومن جهته أكد سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين (وهو من الحريصين على حضور بطولة المزاين سنويا)، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ على اهتمام دولة قطر المتواصل بكافة عناصر التراث من خيل عربية وهجن وغيرهما وكذلك الصيد بالصقور الذي يعد جزءا أصيلا من الهوية القطرية.
وأشار سعادته إلى أن اهتمام قطر من خلال الفعاليات التي تحافظ على تراث الصقار ويعزز مكانتها كمركز عالمي للصقارة، منوها بأن مهرجان مرمي يعزز الوعي بأهمية الحفاظ على هذا التراث العريق وتطويره، داعيا الشباب إلى الانخراط في هذه الرياضة العريقة، ليس فقط من خلال المشاركة في المسابقات والمهرجانات، ولكن أيضًا عبر تعلم أصول الصقارة وفنونها، والحرص على نقل هذا التراث للأجيال القادمة.
وقال السيد متعب بن مبارك القحطاني، رئيس مهرجان مرمي، إن بطولة المزاين من البطولات المهمة في مهرجان مرمي كل عام، ولها اهتمام خاص من قبل الصقارين من قطر وخارجها الذين يحرصون على اقتناء أجمل وأقوى وأندر الصقور، مشيرا إلى أنه رغم أهمية قوة الصقر وسرعته في ممارسة الصيد، فهناك اهتماما كذلك بحسن الطلعة والمواصفات الجمالية التي منحها الله لهذا النوع من الطيور.
وأضاف: إن معايير التحكيم الدقيقة والمبنية على أسس علمية وذلك باستبعاد نتيجتي أعلى وأدني درجة ما يجعل النتائج مرضية للجميع.
ومن جهته أكد السيد عبدالله بن حمد المحشادي، رئيس لجنة المزاين في مهرجان مرمي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن منافسة بطولة المزاين التي تمت بين 60 صقرا في الفئتين، كانت قوية من حيث تقارب المستوى فلم يحتكر صقر واحد جميع المواصفات الجمالية، ما جعل اللجنة تقوم بالفرز أكثر من مرة وصولا إلى نخبة النخبة من الصقور ومن ثم تحديد المراكز الأولى.
وأشار إلى اعتماد المعايير التحكيمية المتبعة منذ 16 عاما، والتي تضمن السرية التامة أثناء التقييم، كما أن آلية التحكيم تعتمد على حذف أعلى وأدنى درجات التقييم من أصل خمسة حكام، والاحتفاظ بثلاثة تقييمات وسطية للخروج بالنتيجة النهائية لكل مشارك.
كما شدد المحشادي على أن أي تلاعب بمظهر الصقر، سواء بتغيير لونه أو إزالة بعض الريش لإخفاء العيوب، يؤدي إلى استبعاده مباشرة.
وبدروه أكد السيد عبدالوهاب عمير النعيمي، نائب رئيس مهرجان مرمي، أن النسخة السادسة عشرة من المهرجان سجلت تطورات نوعية على مختلف المستويات، سواء من حيث التنظيم أو مستوى المنافسة أو استقطاب المشاركين، مشيرا إلى أن المهرجان يواصل دوره في تعزيز الموروث الشعبي القطري من خلال تقديم منصة احترافية للصقارين، مع التركيز على تحديث المرافق وتطوير آليات التنافس لضمان تجربة أكثر تميزا للمشاركين والجمهور على حد سواء.
وأشار النعيمي إلى أن نسخة هذا العام شهدت مشاركات دولية كبيرة بلغت أكثر من 160 مشاركا في بطولة هدد التحدي فقط و140 مشاركا في بطولة الدعو الدولي ما يؤكد أن المهرجان له سمعة خاصة في دول المنطقة ويحظى بتقدير الصقارين في كل مكان.
ومن ناحبتها، قالت السيدة ملكة محمد آل شريم، مدير إدارة التسويق بالمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، ورئيس لجنة العلاقات والإعلام والاتصال لمهرجان قطر الدولي للصقور والصيد /مرمي 2025/، إن المهرجان استطاع عبر 16 عاما من العمل الدؤوب من كافة اللجان وخاصة اللجنة الإعلامية نقل هذا الحدث الدولي الكبير من حدث تراثي خاص بفئة معينة وهم الصقارون إلى حدث جماهيري يحظى بشعبية كبيرة على مستوى دولة قطر ودول الخليج والدول العربية بل والعالم ممن يهتمون بهذه الرياضة التراثية، منوهة بأن نجاح المهرجان يرجع إلى جهود اللجنة المنظمة وكافة اللجان والتنوع في البطولات والفعاليات المصاحبة، بالإضافة إلى مواكبة الإعلام بمختلف وسائله محليا وعربيا ودوليا للمهرجان.
وأشادت بالدور الحيوي لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ وللصحافة المحلية والإعلام الدولي التي واكبت المهرجان يوميا.
وثمن المتوجون في بطولة المزاين جهود اللجنة المنظمة لمهرجان مرمي في تعزيز هذا الموروث القطري ، معربين عن سعادتهم بالتتويج في المهرجان.
وفي هذا السياق، قال الشيخ عبدالعزيز بن سعود آل ثاني أحد أبطال المزاين والذي حصل ابناه جاسم وسعود على عدد من المراكز الأولى في فئتي المزاين: "هذه النتيجة، هي ثمرة المثابرة والجد والاجتهاد، وتجهيز هذه الصقور، ما نتج عنه تحقيق عدد من المراكز في بطولة المزاين، حيث حققنا المراكز الأول والثاني والثالث في فئة الحر الأبيض والأشقر والمركز الأول في فئة الحر الأسود والأدهم، وهذه هي السنة الثامنة على التوالي التي نحصد فيها المراكز الأولى".
ومن جانبه، أعرب السيد حمد أحمد المحشادي، الفائز بالمركز الثالث في بطولة المزاين لفئة الحر الأسود، عن سعادته الكبيرة بتحقيق هذا الإنجاز في واحدة من أقوى المنافسات التي تجمع نخبة الصقارين وأجمل الصقور ، منوها بأن الاستعداد للمشاركة لم يكن سهلا، حيث تطلب منه الكثير من الجهد والبحث عن صقر يحمل المواصفات المثالية مشيرا إلى أنه اشترى صقره المشارك من منغوليا، بعد عملية اختيار دقيقة.
وقد شهد المهرجان حضورا جماهيريا كبير من المهتمين بمجال الصقور ومنهم السيد خالد البادي باحث في تراث الصقارة ، والذي أكد في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن ذا المهرجان أصبح عالميا بامتياز، ويجمع نوادر الصقور في مكان واحد، وهو أمر نادر الحدوث على مستوى العالم ، لأن العثور على صقور بهذه الجودة والمواصفات في أي سوق أمر صعب للغاية، ما يجعل هذا المهرجان حدثًا استثنائيًا ينتظره الصقارون بشغف شديد طوال العام.
وبدوره قال الباحث في مجال الصقارة، خالد البادي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية/قنا/ إن بطولة المزاين في مهرجان مرمي تجمع نوادر الصقور في مكان واحد، وهو أمر نادر الحدوث على مستوى العالم، مشيرا إلى أن العثور على صقور بهذه الجودة والمواصفات في أي سوق أمر صعب للغاية، ما يجعل هذا المهرجان حدثًا استثنائيًا ينتظره الصقارون بشغف طوال العام.