بالنسبة للعديد من الطلاب الأيتام في باكستان، يظل حلم التعليم العالي، لا سيما في مجال الطب، بعيد المنال بسبب التحديات المالية التي تعترض طريقهم. غير أن قطر الخيرية، من خلال مبادرتها «رفقاء» لرعاية الأيتام، تمكنت من تحويل هذا الحلم إلى حقيقة ملموسة عبر تقديم الدعم اللازم لتحقيق طموحات الأيتام الأكاديمية والمهنية. ففي عام 2024 وحده، دعمت قطر الخيرية أكثر من 337 طالبا يتيما في إقليمي «خيبر بختونخوا» و«جامو وكشمير»، مما مكنهم من الالتحاق بأرقى الجامعات في تخصصات طبية وهندسية. ومن بين هؤلاء، يمضي العديد من الطلاب بثبات نحو تحقيق حلمهم في أن يصبحوا أطباء، ليس فقط لتغيير واقعهم الشخصي، بل للمساهمة في تحسين حياة الآخرين وخدمة مجتمعاتهم.
الدكتوره «شبنم مجسَّر» ودرب التحديات
تجسد قصة الطبيبة «شبنم مجسَّر» نموذجا حيا للصمود والإصرار؛ فقد ألقت وفاة والدها في سن مبكرة بظلال من التحديات المالية الكبيرة على حياتها، لكن بفضل دعم قطر الخيرية عبر مبادرة «رفقاء»، استطاعت تجاوز الصعاب وتحقيق حلمها. فبعد أكملت دراستها في الطب في عام 2023، هي الآن تخوض فترة الامتياز في أحد المستشفيات الحكومية في إقليم جامو وكشمير. وتعبّر عن امتنانها العميق لمن مدّ لها يد العون قائلة: «لم يكن الطريق سهلاً كوني يتيمة، لكن الله يفتح الأبواب. كانت قطر الخيرية بمثابة الملاك في حياتي، فبفضلها حققت أحلامي. والآن، كطبيبة نسائية، أطمح إلى خدمة النساء اللواتي يحتجن إلى العلاج ولا يستطعن تحمّل تكاليفه».
وعلى خطى النجاح ذاته، تبرز قصة الدكتورة «رابعة قاضي» كمثال آخر على ثمرة دعم قطر الخيرية. فقد أكملت دراستها في الطب مؤخرًا، وانضمت إلى أحد المستشفيات الحكومية لممارسة مهنتها. وتقول: «بعد إنهاء فترة الامتياز، بدأت العمل كطبيبة، ويرجع الفضل في نجاحي إلى قطر الخيرية التي ألهمتني لخدمة الفئات الأكثر احتياجًا. أقدّم الرعاية الطبية المجانية لمن هم في أمسّ الحاجة، فقد تعلّمت منها المعنى الحقيقي للإنسانية». وبنظرة طموحة نحو المستقبل، تسعى الطبيبة رابعة لتحقيق المزيد من النجاحات، حيث تطمح للتخصص في الجراحة.
شكر من أعماق القلب للمتبرعين
وتسجل الطالبة «فاخره صادق»، التي تواصل دراستها حاليا في مجال الطب، قصة نجاح أخرى تحققت بفضل دعم قطر الخيرية. تقول: «لقد خففت الكفالة عبء والدتي بشكل كبير، مما سمح لي بالاستمرار في دراستي بكرامة. بعد وفاة والدي، كنت في حالة من القلق بشأن مستقبلنا، لكن قطر الخيرية تدخلت ووقفت إلى جانبنا كأنها أسرتنا. لا يمكن للكلمات أن تعبر عن مدى امتناني للمتبرعين.. أسأل الله أن يجزيهم جزاءً عظيمًا على ما قدموه من عطاء».
وتُضاف قصة الطالبة «زيب النساء» التي أيضا تواصل دراستها حاليا في مجال الطب، إلى نجاحات قطر الخيرية، حيث تعبر عن امتنانها العميق لأهل الخير وقطر الخيرية، قائلة: «كنت في حالة قلق شديد من أن التكاليف الباهظة للتعليم الطبي قد تعيق تقدمي، ولكن قطر الخيرية سهلت لي الالتحاق بكلية الطب. لم أتخيل يومًا أن أحظى بهذه الفرصة».
بناء مستقبل أفضل
تتجاوز مبادرة «رفقاء» لقطر الخيرية مجرد التمويل التعليمي لتشكل حجر الزاوية في بناء كوادر طبية مؤهلة. فمن خلال دعمها للأجيال القادمة من الأطباء، تسهم قطر الخيرية بشكل حيوي في تعزيز الرعاية الصحية وتلبية احتياجات المجتمعات الضعيفة، استنادًا إلى إيمانها العميق بأهمية التعليم في بناء مستقبل أفضل.