ناقش خبراء في ندوة نظمها كرسي اليونسكو لتحلية ومعالجة المياه بجامعة قطر، التطورات الحديثة والابتكارات في تقنيات تحلية المياه ومعالجتها، كما استعرضوا طرق مواجهة التحديات الحرجة المتعلقة بأمن المياه والاستدامة من خلال الجهود التعاونية انطلاقا من تجربة قطر في هذا المجال.
وتضمنت الندوة سلسلة من العروض التقديمية التي سلطت الضوء على التقنيات الجديدة لمعالجة المياه وتحليتها منها حلول مستوحاة من الطبيعية لمعالجة مياه الصرف الصحي قدمتها الدكتورة زهور سعيد، من مركز إكسون موبيل للأبحاث في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.. فيما قدم الدكتور علي الشامي من جامعة نورث داكوتا، بالولايات المتحدة، إعادة لتقييم مسار الابتكار في تكنولوجيا أغشية تحلية المياه ومعالجتها.
واستعرض السيد غييرمو هاغو، مدير شركة أكسيونا قطر، النجاحات التشغيلية والدروس المستفادة من تجربة قطر في تحلية مياه البحر باستخدام تقنية التناضح العكسي، وذلك في ورقة عمل تحت عنوان " ثماني سنوات من تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي لمياه البحر (SWRO) في قطر".
كما تناولت جلسات أخرى أحدث المواد والتقنيات المستخدمة في معالجة المياه، بما في ذلك: أغشية مركبة مبتكرة منخفضة التلوث لتحلية المياه ومعالجتها قدمها الدكتور فيكتور كوشكودان، من معهد قطر للطاقة والبيئة بجامعة حمد بن خليفة، وتقنيات خضراء وموفرة للطاقة لمعالجة المياه في قطر قدمها الدكتور أمين إسماعيلي، من جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا.
بدوره استعرض السيد أحمد حسن، من هيئة الأشغال العامة (أشغال)، النهج الاستراتيجي للهيئة في إدارة ومعالجة مياه الصرف الصحي، والمعايير المتبعة في إنتاج مياه ذات جودة عالية تتفق مع المعايير العالمية لاستخدامها في أغراض ري المسطحات الخضراء والأماكن العامة.
وفي تعليقه على الندوة، أكد الدكتور أيمن إربد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، أهمية الندوة التي تعكس إنجازات كرسي اليونسكو لتحلية ومعالجة المياه في الجامعة.. مشيرا إلى أن الكرسي حقق تقدمًا في مجالات تكنولوجيا تحلية المياه، وإدارة المحلول الملحي، والعمليات الموفرة للطاقة.
ونوه الدكتور إربد بالجهود التعاونية لكرسي اليونسكو مع دول مجلس التعاون والشركاء الدوليين والجامعات والمنظمات المختلفة، كما ثمن برامجه البحثية متعددة التخصصات التي تركز على تطوير تقنيات تحلية المياه، وتعزيز مشاركة المرأة، ودفع التنمية المجتمعية بما يعكس التزام الجامعة بتعزيز الابتكار العالمي وتبادل المعرفة.
بدوره تحدث الدكتور محمد إرشيدات، مدير مركز المواد المتقدمة بجامعة قطر، عن دور كرسي اليونسكو في تطوير أبحاث تحلية المياه في قطر، مشددًا على أهمية التعاون والتنسيق مع المؤسسات الدولية والصناعية لتعزيز تقنيات التحلية.
إلى ذلك، أكد السيد صلاح الدين زكي خالد ممثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لدى دول الخليج العربية واليمن ومدير مكتب اليونسكو بالدوحة، أهمية الدور الذي يقوم به كرسي اليونسكو لتكنولوجيا المياه في تعزيز الابتكار والتعاون الدولي في قطاع المياه.. فيما استعرض البروفيسور سيد جاويد زيدي، رئيس كرسي اليونسكو أنشطة الكرسي، والمشاريع التعاونية، وبرامج بناء القدرات التي تهدف إلى تأهيل المهندسين المستقبليين في ميادين تقنية المياه.
ويكرس كرسي اليونسكو لتحلية المياه ومعالجتها في جامعة قطر، جهوده لدفع عجلة الابتكار وتعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة عالميًا لمواجهة التحديات الملحة في مجال المياه.
وفي ختام الندوة، نوه المشاركون بجهود دولة قطر وريادتها في تقديم حلول مستدامة لإدارة الموارد المائية، كما شددوا على الدور الحاسم للبحث العلمي في تطوير تقنيات التحلية.