تواصلت لليوم الثاني على التوالي فعاليات النسخة الثانية عشرة من معرض قطر الزراعي الدولي "AgriteQ 2025" في الحي الثقافي /كتارا/، وسط مشاركة واسعة من الشركات المحلية والدولية، التي تستعرض أحدث التقنيات والابتكارات في المجال الزراعي، إلى جانب تبادل الخبرات والتجارب التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة.
وشهد اليوم الثاني انطلاق فعاليات منتدى الإبل تحت شعار "إنتاج وتربية الإبل نحو تنمية مستدامة"، والذي يستمر على مدار يومين، حيث يسلط الضوء على أهمية الأبحاث الزراعية في تحسين السلالات والإنتاجية، مما يعزز الأمن الغذائي.
وأكد السيد حمد ساكت الشمري، مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية، في كلمته الافتتاحية بالمنتدى، الدور الكبير للإبل في مواجهة التحديات الغذائية، مشيرا إلى أن دولة قطر تولي اهتماما خاصا بالإبل باعتبارها "حيوان المستقبل".
وأوضح أن المنتدى يمثل نقلة نوعية في دراسات الإبل، إذ يساهم في تعزيز البحث العلمي بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، ويفتح آفاقا جديدة للتعاون بين الخبراء في مجال الثروة الحيوانية.
كما أثنى على جهود منظمة الهشاب للتنمية الريفية ومشاركتها الفاعلة في المنتدى والمعرض الزراعي، مشددا على التزام قطر بدعم الجهود الدولية لتحقيق الأمن الغذائي ومكافحة الفقر.
من جانبها، أشادت السيدة هدى الدوسري رئيس قسم البحوث الحيوانية بإدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية، بالحضور المميز في المنتدى، مؤكدة أن الإبل تتمتع بخصائص جينية ومظهرية تجعلها عنصرا مهما في منظومة الأمن الغذائي، خاصة في ظل التغيرات المناخية وارتفاع تكاليف الإنتاج.
وأضافت أن المنتدى يهدف إلى إبراز أهمية الإبل كمورد حيواني مستدام، وتبادل الخبرات حول التغذية والتكاثر الوراثي، إلى جانب مناقشة الابتكارات الحديثة في الإنتاج الحيواني وإيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه الأمن الغذائي العالمي.
وتناول المنتدى الأبعاد الثقافية والدينية والعلمية للإبل، حيث استعرض الدكتور سلطان الهاشمي مكانتها في القرآن الكريم ودلالاتها الروحية والتاريخية، فيما تحدث الأستاذ حزام ناصر المقارح أمين عام الاتحاد الدولي للهجن، عن أهمية الإبل في التراث الثقافي ودورها في الرياضات التقليدية، مثل سباقات الهجن.
وفي الجانب العلمي، قدمت أبحاث متخصصة حول التغذية التكميلية وتأثيرها على نمو الإبل الصغيرة، إضافة إلى مناقشات حول التنوع الجيني في سلالات الإبل بدول الخليج، مما يفتح آفاقا جديدة لتعزيز الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة.
واستضاف المنتدى خبراء عالميين من السعودية، سلطنة عمان، السودان، إيران وأستراليا، بالإضافة إلى منظمة الهشاب السودانية، حيث ناقشوا موضوعات عدة، منها التوصيف الوراثي، التقنيات الحديثة في التكاثر، منتجات الإبل الغذائية والعلاجية، وأساليب التربية الحديثة. كما استعرض المشاركون تجارب دولية يمكن الاستفادة منها لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة.
ويواصل المنتدى في يومه الثالث مناقشة التقنيات الحديثة في تكاثر الإبل، واستعمال التكنولوجيا في التربية لزيادة الإنتاج، إضافة إلى التغذية الموجهة بدقة للإبل، وتحسين تغذيتها لأغراض الإنتاج والسباقات.
كما ستعرض أبحاث متقدمة حول التنوع الجيني في سلالات الإبل المنتشرة في دول الخليج، بهدف تطوير سلالات قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية وارتفاع تكاليف الإنتاج، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي.
وفي سياق متصل، انطلق المؤتمر المصاحب لمعرض قطر الزراعي الدولي، والذي يناقش سبل تعزيز الشراكات الاستراتيجية لرسم مستقبل الأمن الغذائي في قطر.
وخلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، أكد السيد يوسف خالد الخليفي رئيس لجنة التنظيم والإشراف على المعرض، أهمية تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأمن الغذائي المستدام في البلاد.
وقال إن "تحقيق الأمن الغذائي يتطلب تكامل الجهود لضمان استدامة الموارد وسلاسة سلاسل الإمداد"، مؤكدا أنه لا يمكن لأي طرف تحقيق هذا الهدف بمفرده، بل يتطلب تعاونا مشتركا ومتجانسا، مشددا في الوقت نفسه على أهمية الاستثمار في البحث العلمي والتقنيات الزراعية الحديثة.
وفي خطوة تهدف إلى تعزيز الإنتاج الحيواني في قطر، أطلق قسم البحوث الحيوانية بإدارة البحوث الزراعية أول إصدار علمي بعنوان "تربية المجترات الصغيرة في محطة الشيحانية"، وذلك على هامش فعاليات معرض قطر الزراعي الدولي 2025.
ويعد الإصدار دليلا شاملا يتناول الجوانب الفنية لتربية الأغنام والماعز، بما في ذلك التغذية، والرعاية الصحية، ويقدم توصيات لزيادة معدلات الإنتاجية، وتقليل نسب النفوق، مما يعزز جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في البلاد.
واختتمت فعاليات اليوم الثاني من معرض قطر الزراعي الدولي 2025، بإقبال مميز على الأنشطة المتنوعة، التي سلطت الضوء على أهمية القطاع الزراعي في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
ويتيح المعرض الفرصة لتبادل المعرفة بين الخبراء المحليين والدوليين في مجالات متعددة، ما يعكس بوضوح رؤية قطر المستقبلية في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، ويبرز دورها في دفع عجلة التنمية الزراعية والثروة الحيوانية.