تحقيق التوازن بين الابتكار والرفاهية هو جوهر نهجنا في التكنولوجيا التعليمية
التكنولوجيا أداة تمكين قوية ولكن يجب دمجها بعناية لتحقيق تجربة تعليمية شاملة
نستهدف أن تضيف التكنولوجيا إلى طرق التعليم التقليدية بدلاً من استبدالها
مزج المدارس بين التعلم الرقمي والأنشطة العملية والنقاشات التعاونية للتفاعل الاجتماعي
أكدت سارة الهاجري – مدير الأنشطة الطلابية في التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر – أن مدارس المؤسسة تتبع إرشادات متوافقة مع أفضل الممارسات العالمية فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا، لضمان دعم الصحة النفسية والعاطفية للطلاب، مشيرة إلى تبني نهج متوازن ومبني على الأبحاث لضمان استفادة الطلاب من الابتكار مع الحفاظ على صحتهم العقلية والعاطفية والاجتماعية.
وأشارت في حوار مع «العرب» إلى أن التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر يعمل على تحقيق التوازن بين الابتكار والرفاهية، لأنه هو جوهر نهجه في التكنولوجيا التعليمية، موضحة أن التكنولوجيا أداة تمكين قوية ولكن يجب دمجها بعناية لتحقيق تجربة تعليمية شاملة، بهدف أن تضيف التكنولوجيا إلى طرق التعليم التقليدية بدلاً من استبدالها، لأن التكنولوجيا مكملة للطرق التقليدية.
ولفتت الهاجري إلى مزج المدارس بين التعلم الرقمي والأنشطة العملية والنقاشات التعاونية لتعزيز التفاعل الاجتماعي، وتوظيف التكنولوجيا لبناء الذكاء العاطفي والعمل الجماعي والتفكير التأملي، وعمل التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر على محو الأمية الرقمية عبر مشاركة الوالدين وتوعيتهم، وتنظيم ورش لهم لتعليمهم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.. وإلى نص الحوار:
◆ كيف ترين إسهام التكنولوجيا في تجربة التعلم لدى طلاب التعليم ما قبل الجامعي، وما هي بعض قصص النجاح الرئيسية؟
¶ التكنولوجيا في التعليم لم تعد مجرد تحسين إضافي، بل أصبحت محركًا أساسيًا للتعلم الشخصي، وزيادة التفاعل، وتعزيز التواصل العالمي، ونرى أن التكنولوجيا التعليمية هي محفز لتجارب تعليمية أعمق وأكثر تأثيرًا، حيث تدعم الطلاب والمعلمين على حد سواء في تحقيق التميز الأكاديمي وتنمية مهارات المستقبل.
والمساهمات الرئيسية للتكنولوجيا في التعليم ما قبل الجامعي تشمل:
رحلات تعلم مخصصة: المنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتيح تقديم تعليم مخصص وفقًا لتقدم الطلاب، مما يجعل التعلم شاملًا ومتكيفًا.
تعليم قائم على البيانات: توفر المنصات تحليلات في الوقت الفعلي، مما يمكّن المعلمين من إجراء تدخلات مستهدفة لدعم نمو الطلاب تعليمياً.
الألعاب والتفاعل: تتبنى المدارس أدوات تعلم غامرة ومنصات تعليمية بالألعاب، خصوصًا لاكتساب اللغة العربية، لجعل التعلم أكثر تفاعلاً وملاءمة ثقافيًا.
الوصول والشمول: تسهم التكنولوجيا المساعدة في سد الفجوات التعليمية، لا سيما للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الإضافية. على سبيل المثال، حسّنت التكنولوجيا في أكاديمية العوسج بشكل كبير من إمكانية الوصول للطلاب الذين يواجهون تحديات تعليمية.
كما أثبتت جاهزيتنا للتكنولوجيا التعليمية بوضوح خلال جائحة كوفيد-19، حيث انتقلت مدارس مؤسسة قطر بسلاسة إلى التعلم عن بُعد، مما ضمن استمرارية التعليم دون انقطاع.
◆ كيف يمكن للتعليم ما قبل الجامعي تحقيق التوازن بين استخدام التكنولوجيا والأساليب التقليدية لضمان رفاهية الطلاب؟
¶ تحقيق التوازن بين الابتكار والرفاهية هو جوهر نهجنا في التكنولوجيا التعليمية، فالتكنولوجيا أداة تمكين قوية، ولكن يجب دمجها بعناية لتحقيق تجربة تعليمية شاملة، والنقطة الأساسية هي أن تضيف التكنولوجيا إلى طرق التعليم التقليدية بدلاً من استبدالها.
ونتبع نهجًا متوازنًا من خلال:
إدارة وقت الشاشة: التكنولوجيا لا تهدف إلى استبدال الطرق التقليدية، بل مكملتها، وتمزج المدارس بين التعلم الرقمي والأنشطة العملية والنقاشات التعاونية لتعزيز التفاعل الاجتماعي.
تعليم المهارات الاجتماعية والعاطفية: يتم توظيف التكنولوجيا لبناء الذكاء العاطفي والعمل الجماعي والتفكير التأملي.
تعزيز الرفاهية الرقمية: تتبع المدارس إرشادات متوافقة مع أفضل الممارسات العالمية لضمان دعم الصحة النفسية والعاطفية للطلاب.
مشاركة الوالدين وتوعيتهم: ندرك أن محو الأمية الرقمية لا يقتصر على الطلاب، فنبقي أولياء الأمور على اطلاع ونعمل على تنظيم ورش عمل لتعليمهم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لفهم إمكانات الطلاب وتتبع تقدمهم.
◆ كيف يتعامل التعليم ما قبل الجامعي مع التكنولوجيا التعليمية في الفصول الدراسية، وما العوامل التي تؤثر على هذه القرارات؟
¶ نتبع نهجًا صارمًا ومتعدد المستويات لاختيار التكنولوجيا، حيث نحرص على توافق الأدوات مع التأثير التعليمي والمعايير الأخلاقية والاستدامة على المدى الطويل.
وتشمل العوامل المؤثرة:
الأهمية التعليمية: هل تدعم الأداة أهداف المنهج الدراسي وتشجع التفاعل وتطوير المهارات.
رؤى المعلمين: يلعب المعلمون دورًا محوريًا في تجربة الأدوات وتقديم الملاحظات لضمان فعاليتها وسهولة استخدامها.
اتخاذ القرارات بناءً على البيانات: يتم تحليل بيانات تعلم الطلاب ومعدلات التفاعل والأثر الأكاديمي لتقييم الفعالية.
الامتثال للمعايير الأخلاقية: تلتزم جميع التقنيات بالإرشادات والمعايير الدولية لضمان الخصوصية والسلامة.
◆ كيف تتعاملون مع مخاوف الآباء بشأن التأثير السلبي المحتمل للتكنولوجيا على تطور الأطفال؟
¶ مخاوف الآباء بشأن وقت الشاشة والاعتماد على التكنولوجيا والأمان عبر الإنترنت تعتبر مشروعة وأساسية في استراتيجيتنا للتكنولوجيا التعليمية.
ونحن نحرص على اتباع نهج استباقي من خلال:
التواصل الشفاف: نناقش دور التكنولوجيا في التعلم ونوفر إرشادات واضحة حول الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.
برامج المواطنة الرقمية: تتضمن المناهج التعليمية برامج لتعليم الأمان عبر الإنترنت والاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا واستراتيجيات ضبط النفس.
ورش عمل للوالدين: نعمل على إعداد جلسات توعية حول الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتعزيز فهمهم لكيفية دعم التكنولوجيا لعملية التعلم.
في نهاية المطاف، تهدف التكنولوجيا إلى تمكين عملية التعلم وليس استبدال العنصر البشري فيها، وذلك عبر تبني نهج متوازن ومبني على الأبحاث، نضمن استفادة الطلاب من الابتكار مع الحفاظ على صحتهم العقلية والعاطفية والاجتماعية.