أعلنت مؤسسة حمد الطبية، عن نجاح فريقي جراحة التجميل والعظام في إجراء عمليتين جراحيتين معقدتين لإعادة بناء عظام الفخذ وإنقاذ الأطراف من التعرض للبتر، عن طريق تقنية جراحية مبتكرة تعرف باسم "كابا-ماسكيلية" ويعد هذا الإنجاز الطبي هو الأول من نوعه في دولة قطر.
وأكد الدكتور محمد منير استشاري جراحة التجميل والترميم بمستشفى حمد العام، أن هذه التقنية المبتكرة أثبتت فعاليتها بإعادة ترميم العظام الطويلة مثل (الذراع والساق والفخذ) التي تعرضت لفقدان وتفتت جزء كبير من العظم نتيجة التعرض لحادث أو الإصابة بأورام سرطانية خطيرة، أو حالات التهاب العظام الشديدة، وبالتالي إنقاذ الأطراف من التعرض لخطر البتر نتيجة فقدان العظام الحاد.
وأوضح الدكتور منير أن الفريق الجراحي نجح في إنقاذ حالتين معقدتين لمريضين باستخدام هذه التقنية؛ الأولى لفتاة في السادسة عشرة من عمرها كانت قد خضعت في وقت سابق لعدة عمليات جراحية ترميمية بعد استئصال ورم عظمي خبيث من الفخذ.
ولفت إلى أن الحالة الثانية كانت لمريض شاب في الثلاثين من عمره كان قد تعرض لإصابة شديدة في الفخذ نتيجة حادث دهس، وبعد إحالة الحالتين إلى الفريق الجراحي والتجميلي بمستشفى حمد العام وبعد دراسة دقيقة تم اتخاذ القرار باستخدام تقنية "كابا-ماسكيلية" لإعادة بناء عظام الفخذ وإنقاذها من البتر.
وأضاف أن هذا الإنجاز الطبي يتوافق مع الرؤية الاستراتيجية لمؤسسة حمد الطبية والتي تعمل على تحقيق التميز في مجال تقديم الخدمات الطبية وتحسين تجربة المرضى، بما يتماشى مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر، ورؤية قطر الوطنية 2030، حيث تلتزم المؤسسة بتبني أحدث التقنيات الطبية وتوفير رعاية صحية متقدمة تحدث فارقا ملموسا في حياة المرضى.
بدوره، أوضح الدكتور أحمد منير استشاري جراحة العظام بمؤسسة حمد الطبية، أن هذه التقنية تعد مناسبة جدا مع الحالات المتقدمة من فقدان العظام الطويلة والتي تعاني من ضعف التروية الدموية اللازمة لنجاح الجراحات التقليدية؛ حيث يتم الاستعاضة للعظام المفقودة وترميم الفجوات بواسطة هذه التقنية مما يساعد على التحام العظام بنفس طول الساق، بحيث يستطيع المريض أن يتعافى ويتمكن من المشي في وقت قصير جدا، مما يوفر الكثير من الوقت، فبعد حوالي 6 أسابيع يتماثل المريض للشفاء وتبدأ العظام في الالتئام، ويمكن للمريض أن يعود لممارسة حياته الطبيعية خلال فترة تتراوح من 4 إلى 6 شهور من إجراء العملية الجراحية.
وأضاف الدكتور أحمد منير أن نجاح تطبيق تقنية "كابا-ماسكيلية يفتح آفاقا جديدة لعلاج الإصابات العظمية الحرجة، ويمنح الأمل للعديد من المرضى الذين يواجهون تحديات كبيرة في تحسين جودة حياتهم".
وتمثل تقنية "كابا-ماسكيلية" تطورا نوعيا في مجال ترميم العظام الطويلة، وهي إجراء جراحي معقد يجمع بين فوائد طريقة ماسكيلية التي تستخدم غشاء محفزا لإعادة تكوين العظام، وطريقة كابانا التي تعتمد على استخدام الطعوم العظمية؛ مما يسمح بإعادة بناء أجزاء العظام المفقودة بشكل فعال، واستعادة قوتها ووظيفتها بشكل كبير.