حذر المرصد العالمي للجوع، اليوم، من اتساع نطاق المجاعة في السودان إلى خمس مناطق جديدة، مرجحا امتداده إلى خمس مناطق أخرى، بحلول شهر مايو المقبل.
وذكرت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (هيئة مستقلة تمولها دول غربية وتشرف عليها 19 من المنظمات الإنسانية الكبرى والمؤسسات الحكومية الدولية)، في أحدث تقاريرها، أن ظروف المجاعة تأكدت في مخيمي "أبو شوك" و"السلام" للنازحين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بالإضافة إلى منطقتين أخريين في ولاية جنوب كردفان، منوهة إلى أن المجاعة، التي كشف عنها لأول مرة في أغسطس الماضي، لا تزال مستمرة في مخيم "زمزم" بـشمال دارفور.
وتوقعت اللجنة، التي تدقق وتتحقق من وجود المجاعة، امتداد المجاعة إلى خمس مناطق أخرى في شمال دارفور بحلول مايو المقبل، وهي "أم كدادة" و"مليط" و"الفاشر" و"الطويشة" و"اللعيت"، محددة 17 منطقة أخرى في أنحاء السودان معرضة لخطر المجاعة.
وأشارت إلى أن حوالي 24.6 مليون شخص، أي حوالي نصف عدد السودان، في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية حتى فبراير المقبل، وهي زيادة كبيرة عما كان متوقعا في يونيو الماضي عند 21.1 مليون.
وقد أعلنت الحكومة السودانية يوم أمس الإثنين تعليق مشاركتها في ذلك النظام العالمي لمراقبة الجوع، متهمة إياه "بإصدار تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان وكرامته"، حيث قال أبو بكر البشري وزير الزراعة، في رسالة وجهها إلى التصنيف ولجنة مراجعة المجاعة ودبلوماسيين، "إن أحدث تقرير للتصنيف يفتقر إلى بيانات محدثة عن معدلات سوء التغذية وتقييمات إنتاج المحاصيل خلال موسم الأمطار الصيفية الماضي"، معتبرا أن "موسم المحاصيل كان ناجحا"، ومعربا عن "مخاوف جدية" بشأن قدرة التصنيف على جمع البيانات من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ويلعب التصنيف دورا محوريا في النظام العالمي لرصد الجوع والتخفيف من وطأته، وهو مصمم لدق ناقوس الخطر بشأن تطور الأزمات الغذائية حتى تتمكن المنظمات من التحرك ومنع المجاعات والحيلولة دون تفشي الجوع.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش السوداني يخوص حربا أهلية مع قوات الدعم السريع، تسببت بدمار كبير في البنى التحتية وتعطيل كافة مناحي الحياة، إلى جانب تشريد ملايين المدنيين.