ثمن سعادة الدكتور بلال تركية القائم بالأعمال في سفارة الجمهورية العربية السورية في الدوحة، الزيارة الكريمة التي قام بها سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، إلى العاصمة السورية دمشق، على رأس وفد قطري رفيع المستوى، لافتا إلى أن الزيارة تضمنت سلسلة من الاجتماعات المثمرة مع المسؤولين السوريين، في خطوة تعكس الدور القيادي لدولة قطر في دعم سوريا وشعبها خلال هذه المرحلة الحساسة.
أول رحلة دولية
وقال سعادته في تصريحات خاصة لـ»العرب»:»قد حطّت طائرة الوفد على متن الخطوط الجوية القطرية كأول طائرة دولية تهبط في مطار دمشق الدولي منذ التحرير في استمرار لمسيرة التميز لدولة قطر السباقة دوماً في استهلال ميادين الخير. كما تعد هذه الزيارة التاريخية الأولى من نوعها منذ قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد في عام 2011. حيث جاء هذا القرار آنذاك نتيجةً لمواقف دولة قطر المبدئية والرافضة لسياسات النظام الإجرامية بحق الشعب السوري.»
شراكة إستراتيجية
وتابع:»تُجسّد هذه الزيارة خطوة مهمة في مسيرة العلاقات بين البلدين والتي ارتكزت دوماً على رعاية مصالح الشعوب والالتزام بالمواقف الأخلاقية والمبدئية. وتعكس هذه الزيارة رؤية استراتيجية لدولة قطر تركز على دعم الشعب السوري في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه. فقد أكد سعادة الدكتور الخليفي أن المرحلة المقبلة ستكون حساسة وتتطلب تضافر الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار والنهوض بالبلاد، مشدداً على أن الشعب السوري قادر على بناء مستقبله بإرادته الحرة بعيداً عن أي وصاية خارجية. كما تم بحث خطوات المرحلة الانتقالية وخطط إعادة الإعمار عبر وضع أسس خطة تنموية شاملة بالتعاون مع دولة قطر، بما يضمن تحقيق نتائج ملموسة تسهم في استقرار سوريا وازدهارها.
وأضاف سعادة القائم بالأعمال: «أبدت دولة قطر الشقيقة استعدادها لدعم سوريا عبر تهيئة المناخ المناسب للاستثمار والتنمية. حيث تم الاتفاق على إطلاق مشاريع تنموية واسعة النطاق تشمل مجالات الطاقة والخدمات. إذ تمتلك دولة قطر خبرات عالمية وإمكانات ضخمة في هذه المجالات تجعلها في طليعة الدول الداعمة للنهوض بسوريا.»
دعم قطر
وقال سعادة بلال تركية: «إن دولة قطر الشقيقة أثبتت على مدار 14 عاماً من عمر الثورة السورية التزامها الثابت بالوقوف إلى جانب الشعب السوري وقضيته العادلة، وسطرت أنبل المواقف عبر دعمها المستمر في كافة المجالات الإنسانية والسياسية والاقتصادية والتنموية.
وأوضح : «منذ فجر التحرير، أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، توجيهاته الكريمة بتسيير جسر جوي إغاثي إلى سوريا. لتكون طائرات الإغاثة القطرية هي الأولى في مدّ يد العون لأهلنا في كافة المناطق السورية. كما اتخذت دولة قطر خطوات حثيثة لتعزيز العلاقات الثنائية، حيث سارعت في إعادة افتتاح السفارة القطرية في دمشق وتعيين سعادة السيد خليفة عبد الله آل محمود الشريف قائماً بالأعمال.»
مستقبل مشرق
وأضاف: «إننا نجدد الترحيب بزيارة الأشقاء في قطر إلى دمشق وربوع سوريا المزهرة بياسمين الحرية، سيما أن دولة قطر سطّرت اسمها بحروف من نور في صفحات التاريخ. كما أن للقيادة القطرية مكانة أثيرة في قلوب جميع السوريين.»
وأختتم: وأهلا وسهلا بجميع الوفود القطرية الكريمة في ربوع سوريا، ونعبر عن امتناننا لدولة قطر، قيادة وشعباً، على دعمها المتواصل، ونتطلع إلى مستقبل مشرق تسوده الشراكة والتعاون بين البلدين الشقيقين.