أكد خبراء أسريون على أهمية إطلاق منهج للتوعية بالزواج في المدارس الثانوية، باعتباره خطوة أساسية لتعزيز الوعي الأسري والاجتماعي لدى الشباب في هذه المرحلة العمرية المهمة، معتبرين إدراج هذا المنهج جزءًا من الجهود الوطنية لتعزيز قيم الأسرة والمجتمع، خاصة في ظل التحديات المادية والاجتماعية التي تواجه العلاقات الزوجية في العصر الحديث.
وقال الخبراء في تصريحات لـ «العرب»، إن هذا المنهج يساعد في إعداد جيل واعٍ بمفهوم الزواج كعلاقة قائمة على الرحمة والمودة والتفاهم المتبادل بين الزوجين، وليس مجرد التزام اجتماعي أو اقتصادي، مضيفين أن هذا النهج استكمال لإستراتيجية «سنة أولى زواج»، التي أطلقتها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، والتي تسعى إلى تعزيز الاستقرار الأسري من خلال نشر الوعي في مختلف القطاعات مثل المدارس والجامعات ومراكز الخدمة الوطنية.
ودعوا إلى ضرورة أن يركز المنهج الجديد على تزويد الطلاب بمهارات حياتية وعاطفية تعزز فهمهم لأهمية التواصل الفعال، والاحترام المتبادل، وإدارة التحديات الزوجية بطريقة بناءة بالإضافة إلى ترسيخ قيم المجتمع القطري الأصيلة التي ترتكز على الأخلاق والتقاليد، مما يساهم في بناء أسرة مستقرة تسهم في ازدهار المجتمع وتقدمه.
وأكد الخبراء أن الاستثمار في التعليم الأسري في هذه المرحلة يسهم بشكل مباشر في تحقيق رؤية وطنية تهدف إلى تعزيز دور الأسرة كمحور أساسي لاستقرار وتقدم المجتمع، مشددين على أهمية التكامل بين المؤسسات التعليمية والمجتمعية لتحقيق هذه الأهداف.
وكان سعادة السيد خالد كمال العمادي عضو مجلس الشورى ورئيس اللجنة المؤقتة المعنية بدراسة أسباب الطلاق قال في تصريحات تلفزيونية قبل أيام، إنه سيتم إضافة منهج للتوعية بالزواج في المدارس الثانوية من العام المقبل وتدريجيا في المدارس الإعدادية والجامعات.
سنة أولى زواج تعزز قيم الارتباط الأسري.. د. عيسى الحر: يجب أن يكون تطبيقيا وليس للحفظ
قال الدكتور عيسى الحر مستشار أسري وتربوي، إن إدراج منهج للتوعية بالزواج في المدارس الثانوية خطوة رائعة لأن الانتقال إلى المدارس يستهدف فئة معينة ضمن استراتيجية سنة أولى زواج التي أطلقتها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة.
وأكد الحر أن استراتيجية سنة أولى زواج تستهدف في حملاتها المدارس ومراكز الخدمة الوطنية والجامعات في الدولة لزيادة الوعي بمفهوم الزواج خاصة في ظل سيطرة الماديات على المجتمع رغم أن الزواج يتمثل في العلاقة الرحيمة بين الزوجين، بالإضافة لإحياء مفاهيم الأسرة بنفوس المقبلين على الزواج، ومنها الفضل بين الزوجين والتشاور والعقد المتين بين الطرفين.
واعتبر أن وجود منهج للتوعية بالزواج داخل المدارس سيكون له فوائد كبيرة على المجتمع، إلا أن الأهم أن تكون طريقة التطبيق لهذا المنهج ليس عن طريق الحفظ بل تكون بطريقة تغرس في نفوس الطلاب مبادئ وأسس الزواج، مقترحا أن يتم دمجها في محتوى مناهج الشريعة الإسلامية واللغة العربية والعلوم وأن تهدف إلى إكساب الطلاب الخبرة في التعامل خلال الحياة الزوجية.
ودعا إلى أن تكون جزءا من الحياة اليومية للطالب وأن تتم مطالبة الطلاب البنين بإعداد أبحاث عن حقوق المرأة وتكليف الطالبات بإعداد أبحاث عن حقوق الرجل.
أشار إلى أن خطة رفع الوعي لدى المقبلين على الزواج الذي شاركت بها ضمن استراتيجية سنة أول زواج تمر بـ5 مراحل، موضحا أن المراحل الخمس لاستراتيجية سنة أولى زواج تتضمن أولا مرحلة المقبلين على الزواج، ثانيا مرحلة المتزوجين منذ عامين، ثالثا مرحلة المتزوجين منذ 5 سنوات، رابعا مرحلة المتزوجين منذ 5 سنوات حتى 15 سنة، خامسا المتزوجين منذ 15 سنة فما فوق.
دعم المسؤولية واحترام شريك الحياة.. د. أحمد الفرجابي: ضرورة لمواجهة ضعف تنشئة الجيل الحالي
قال الداعية الدكتور أحمد عبد القادر الفرجابي مستشار أسري وتربوي، إن إضافة منهج عن التوعية حول الزواج في المدارس الثانوية والجامعات من الأمور المهمة جدا في تعزيز مفاهيم الأسرة بعقول ونفوس المقبلين على الزواج، معتبرا أن المحتوى المطلوب في المنهج خلال هذه المرحلة هو الأمور الأساسية والتربية على تحمل المسؤولية.
وأكد الفرجابي أن هناك حاجة ماسة لهذا المنهج لضعف التنشئة في الجيل الحالي على عكس الأجيال الماضية التي كانت تربي الأبناء على أنهم مسؤولون عن أسرته من خلال مراعاة لوالدته وأخواته أو مرافقتهم الأمر الذي يجعل منهم رجال ونساء المستقبل، بالإضافة إلى تربية الفتيات على تحمل مسؤولياتها في مساعدة الأم ومساعدة إخوانها الصغار في مساعدتهم ورعايتهم، مما يجعلها تتدرب على الأمومة.
ودعا إلى أن يتضمن المنهج جانبا من تحمل المسؤولية واحترام شريك الحياة من خلال تدريبه على احترام الأخت والأم والخالة وأن يدركوا أن هذا الاحترام جزء من سنة الحياة وأن بناء الأسر إنما يقوم على إنسان مسؤول والأسرة تكون من رجل وامرأة، مشيرا إلى أن تلك الخطوات تأتي أيضا ضمن مشروع سنة أولى زواج.
وأكد أنه من الضروري في مرحلة الثانوية التركيز على محور المسؤولية وإعداد الأبناء لهذه الأدوار وتعليمهم بأنهم ينبغي أن يقوموا بالأدوار الطبيعية التي يقوم بها الأب فهو خليفة للأب وهي خليفة للأم يعني مثل هذه الأمور من الأهمية بمكان والفوائد التي ستعود على الطلاب لأنها أولا ستشغلهم بعلم نافع فيه تأصيل شرعي وذكر من آيات القرآن والحديث النبوي وأيضا تدريب على بر الوالدين لأن الذي يبر والديه اليوم سيبره الأبناء غدا، خاصة وأن البر يتوارث، مضيفا أنه كذلك أيضا سيكون من المهم جدا أننا سنفتح بصائر الطلاب إلى أدوار التي يمكن أن يقوموا بها في تحسين العلاقة بين الوالدين عبر قيامهم بالأدوار المنوطة بهم في مساعدة الأب والأم في إدارة إخوانهم الصغار.
وتابع: يجب أن يتضمن القواعد التي تبنى عليها العسر والإيمان وأن الإنسان ينبغي أن يختار صاحبة الدين والمرأة كذلك، الأمر الذي يساعد في تنشئة الفتي والفتاة نشأة قائمة على عبادة الله، معتبرا أن البدايات الصحيحة تساعد في التكوين لحسن للزوجين، بالإضافة إلى ضرورة وجود ضمن المنهج تعليميا لبعض المهارات الحياتية التي فيها تحمل مسؤولية، واعتماد على النفس، وخدمة الآخرين، والمشاركة في القيام بالأدوار مثل مساعدة الوالدين.
واعتبر أن الاهتمام بطلاب المرحلة الثانوية يأتي من باب أن الكثير من الفتيات يقبلن عن الزواج في هذه المرحلة وكذلك الأبناء أيضاً قد يدخل القفص الذهبي بعد أن ينتهي من المرحلة الثانوية، خاصة إذا كانت الأسرة ميسورة الحال، وهذا يعد الأصل في الزواج التبكير وليس التأخير، مشيرا إلى أن التأخير في الزواج عرف بعد فترة الاستعمار.
ترسخ مفاهيم الاستقرار العائلي والمجتمعي .. د. العربي عطاء الله: ترسخ مفاهيم الاستقرار العائلي والمجتمعي .. د. العربي عطاء الله:
قال الدكتور العربي عطاء الله استشاري في الإرشاد النفسي والأسري، إن مبادرة وضع منهج تعليمي توعوي حول أهمية الزواج وكيفية المحافظة على الأخلاق والقيم والعادات والتقاليد التي يعتز بها المجتمع القطري خطوة مهمة من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، باعتبار أن الأسرة هي الركيزة الأساسية في دعم استقرار المجتمع وتطوره.
وأضاف أن البرنامج سوف يلعب دورا هاما في توعية طلاب وطالبات المرحلة الثانوية في مدارس قطر بالمبادئ الأساسية للحياة الزوجية وحقوق وواجبات كل طرف وتزويدهم بالثقافة الأسرية الصحيحة حول قدسية هذه العلاقة، بما يتيح لهم نضجاً فكرياً في مجال العلاقة مع الآخر ويعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية.
واعتبر الاستشاري النفسي والأسري أن فوائد البرنامج تشمل ترسيخ مفاهيم التماسك الأسري لدى الشباب والشابات على حد سواء، وتعميق استيعابهم للأدوار المختلفة داخل الأسرة وحقوق كل طرف وواجباته، كما أنه يقدم معلومات عن طرق اختيار شريك الحياة المناسب ومبادئ التخطيط لزواج ناجح والمهارات والأساسيات اللازمة له في تكوين الأسرة الصحيحة، بالإضافة إلى أنه يغرس في نفوس الأبناء القيم والأخلاق والمحافظة على العادات والتقاليد التي تقوم على المبادئ الإسلامية.
وأضاف أن البرنامج خطوة ضمن استراتيجية استباقية لأن الوقاية خير من العلاج، ولذلك فإنه يستهدف أيضا جيل الشباب بالتوعية والتثقيف حتى يتمكنوا من التخطيط والبناء لعلاقاتهم الزوجية المستقبلية وفق أسس سليمة راسخة، وبعيدة عن التأثيرات والأفكار الهدامة التي تهدم الشباب وتبعدهم عن السلوكيات الانحرافية الخاطئة، كما أنها تقلل من حالات الطلاق.
وأكد أن نجاح المبادرة يحتاج إلى تكاتف الجهود والشراكة المجتمعية من كافة الوزارات والجهات ذات الصلة من خلال التوجيه والتوعية في أمور الأسرة وبناء علاقاتها من خلال أنشطة وأقسام متعددة تقدم العديد من الدورات والمحاضرات والاستشارات الأسرية، واضعة نصب عينيها رسالة سامية وهي تحقيق سعادة الأسرة واستقرارها بالتوعية والتوجيه والإرشاد.قال الدكتور العربي عطاء الله استشاري في الإرشاد النفسي والأسري، إن مبادرة وضع منهج تعليمي توعوي حول أهمية الزواج وكيفية المحافظة على الأخلاق والقيم والعادات والتقاليد التي يعتز بها المجتمع القطري خطوة مهمة من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، باعتبار أن الأسرة هي الركيزة الأساسية في دعم استقرار المجتمع وتطوره.
وأضاف أن البرنامج سوف يلعب دورا هاما في توعية طلاب وطالبات المرحلة الثانوية في مدارس قطر بالمبادئ الأساسية للحياة الزوجية وحقوق وواجبات كل طرف وتزويدهم بالثقافة الأسرية الصحيحة حول قدسية هذه العلاقة، بما يتيح لهم نضجاً فكرياً في مجال العلاقة مع الآخر ويعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية.
واعتبر الاستشاري النفسي والأسري أن فوائد البرنامج تشمل ترسيخ مفاهيم التماسك الأسري لدى الشباب والشابات على حد سواء، وتعميق استيعابهم للأدوار المختلفة داخل الأسرة وحقوق كل طرف وواجباته، كما أنه يقدم معلومات عن طرق اختيار شريك الحياة المناسب ومبادئ التخطيط لزواج ناجح والمهارات والأساسيات اللازمة له في تكوين الأسرة الصحيحة، بالإضافة إلى أنه يغرس في نفوس الأبناء القيم والأخلاق والمحافظة على العادات والتقاليد التي تقوم على المبادئ الإسلامية.
وأضاف أن البرنامج خطوة ضمن استراتيجية استباقية لأن الوقاية خير من العلاج، ولذلك فإنه يستهدف أيضا جيل الشباب بالتوعية والتثقيف حتى يتمكنوا من التخطيط والبناء لعلاقاتهم الزوجية المستقبلية وفق أسس سليمة راسخة، وبعيدة عن التأثيرات والأفكار الهدامة التي تهدم الشباب وتبعدهم عن السلوكيات الانحرافية الخاطئة، كما أنها تقلل من حالات الطلاق.
وأكد أن نجاح المبادرة يحتاج إلى تكاتف الجهود والشراكة المجتمعية من كافة الوزارات والجهات ذات الصلة من خلال التوجيه والتوعية في أمور الأسرة وبناء علاقاتها من خلال أنشطة وأقسام متعددة تقدم العديد من الدورات والمحاضرات والاستشارات الأسرية، واضعة نصب عينيها رسالة سامية وهي تحقيق سعادة الأسرة واستقرارها بالتوعية والتوجيه والإرشاد.