في خطوة استثنائية تسلط الضوء على التزامها بمكافحة الإرهاب، أقر البرلمان السويسري، الثلاثاء، حظر جماعة حزب الله اللبنانية، ما يمثل تحولاً نادرًا في سياسة الدولة المحايدة التي لطالما اشتهرت بدورها في تعزيز الحوار الدولي والوساطة.
وجاء القرار بعد موافقة مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، حيث أيد مجلس النواب الحظر بأغلبية ساحقة بلغت 126 صوتًا مقابل 20 معارضًا وامتناع 41 عن التصويت.
وأكد أنصار القرار أن جماعة حزب الله تمثل تهديدًا للأمن الدولي، وأن سويسرا بحاجة إلى اتخاذ موقف حاسم لمواجهة الإرهاب.
وعلى الرغم من معارضة الحكومة السويسرية للحظر، إذ اعتبر وزير العدل بيت يانس أن هذا القرار قد يثير تساؤلات حول معايير سويسرا في تطبيق القوانين، فإن لجنة السياسة الأمنية طمأنت بأن الدور السويسري في الوساطة والمساعدات الإنسانية سيظل قائمًا بفضل بنود خاصة تتيح استمرار محادثات السلام.
هذا القرار يأتي بعد أقل من أسبوع على تصويت البرلمان السويسري لحظر حركة حماس، إثر الهجمات التي شنتها في أكتوبر 2023 على إسرائيل.
ويجعل هذا الحظر حزب الله وحماس ينضمان إلى قائمة المنظمات المحظورة في سويسرا، والتي كانت تقتصر سابقًا على تنظيمي القاعدة وداعش.
قرار الحظر يُنظر إليه كتغير ملحوظ في موقف سويسرا التقليدي، ما يفتح الباب لتساؤلات حول مستقبل دورها كوسيط محايد على الساحة الدولية.