بأنامل سعودية متقنة، يُعاد إحياء التاريخ وترميم إرث الأجداد في معرض المخطوطات السعودي، الذي تنظمه هيئة المكتبات تحت شعار "حكايات تُروى لإرثٍ يبقى".
تصدرت المرأة السعودية مشهد الترميم والحفظ، مبرزةً شغفًا وحرفيةً عالية تُضيء صفحات الماضي بألقٍ يحاكي الحاضر.
تبدأ رحلة الترميم المعقدة باستلام المخطوطات وتعقيمها باستخدام الأوزون لمدة 12 ساعة، تليها مراحل دقيقة تشمل التنظيف الجاف بأدوات متخصصة مثل الفرش والمشارط والممحاة لإزالة الشوائب بعناية، ثم تنتقل المخطوطات إلى الترقيم اليدوي والتوثيق الضوئي، يتبعها إعادة ترتيب الأجزاء المتناثرة، واختيار الحبر المناسب لضمان جودة المعالجة.
تصل عمليات الترميم إلى مراحلها النهائية من خلال المعالجة والتجفيف، سواء بالطريقة الكلية باستخدام المحاليل أو الجزئية عبر أبخرة المواد الكيميائية.
تكتمل الرحلة بترتيب الصفحات، وقصها، وتغليفها، وخياطتها، لتصبح المخطوطة جاهزة للحفظ والتسليم كوثيقة تحمل بين طياتها إرثًا خالدًا.
ويعكس المعرض رؤية المملكة الطموحة لتعزيز ريادتها في حفظ التراث الثقافي، مقدمًا منصة تفاعلية تجمع الباحثين والخبراء لتبادل الأفكار واستعراض أحدث تقنيات الترميم، في خطوة تجسد الالتزام بالحفاظ على الهوية الثقافية وإرث الأجيال.