حول المقال المعنون «السلفية الجهادية واثرها في الديموقراطية في سوريا» للدكتور حامد الحمود، كتبنا هذه الدراسة من منظور إسلامي دعوي أكاديمي. أولاً: مقدمةيُعتبر المقال الذي نشره الدكتور حامد الحمود في جريدة القبس محاولةً لتحليل الأوضاع السياسية والدستورية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مع تسليط الضوء على دور «السلفية الجهادية» في المشهد السوري، وإمكانية تحولها إلى قوة تساهم في بناء مجتمع ديموقراطي تعددي. وباعتبار أن المقال يطرح إشكالات سياسية، تاريخية، وفكرية تتعلق بالإسلام والحركات الجهادية، فمن الضروري تقديم دراسة نقدية أكاديمية من منظور إسلامي دعوي، تأخذ بعين الاعتبار الأصول الشرعية، والتاريخ الإسلامي، وسياقات الفهم الدعوي.ثانيا: التحليل العام للمقاليتناول المقال عدّة محاور أساسية، أبرزها:1. «الفراغ الدستوري بعد سقوط الأسد»، ومحاولة ملئه عبر الشرعية الثورية.2. «التطورات السياسية داخل سوريا»، بما في ذلك تعيين أحمد الشرع رئيسًا للجمهورية.3. «تحليل نشأة السلفية الجهادية، وتأثيرها على الوضع السياسي».4. «التحول المحتمل للحركات الجهادية نحو الديموقراطية والتعددية».ويستند الكاتب إلى مشاهداته وزياراته الشخصية، إضافةً إلى استشهادات بمصادر بحثية وتقارير دولية.ثالثا: الإشكالات الشرعية والدعوية في المقال1. إشكالية مصطلح «السلفية الجهادية» وتعميمه على جميع التيارات الإسلامية، فالكاتب يستخدم مصطلح «السلفية الجهادية» بشكل فضفاض، ويضعها في سياق سلبي يربطها فقط بالتطرف والإرهاب. وهنا نرصد إشكالًا دعويًا مهمًا:أ - السلفية في أصلها الشرعي - تعني اتباع منهج السلف الصالح في الاعتقاد والسلوك، وليست كلها مرتبطة بالتيارات الجهادية المتطرفة.ب - ليس كل عمل جهادي مذمومًا شرعًا؛ فالجهاد في الإسلام مشروع بشروط وضوابط محددة، وهو ليس مرادفًا للإرهاب، كما تحاول بعض الأدبيات الغربية الترويج له.ج - عدم التفريق بين الجهاد الشرعي والانحراف الفكري يؤدّي إلى تشويه صورة الإسلام، ويخدم الأجندات التي تحاول ربط الإسلام بالإرهاب.2. هل يمكن أن تساهم الحركات الجهادية في بناء الديموقراطية؟يشير الكاتب إلى أن السلفية الجهادية قد تتطور لتساهم في بناء دولة ديموقراطية تعددية، مستشهدًا بمواقف أحمد الشرع وبعض الفصائل المسلحة في إدلب. وهذا الطرح يتناقض مع المبادئ الإسلامية في عدّة نقاط:أ - الديموقراطية بمفهومها الغربي. تقوم على سيادة الشعب المطلقة، بينما في التصور الإسلامي، الحاكمية المطلقة لله، والسلطة تخضع للشريعة.ب - فكرة أن الجماعات الجهادية ستتجه إلى الديموقراطية. تتجاهل الأسس الفكرية لهذه الجماعات، التي تنظر إلى الديموقراطية على أنها نظام وضعي يتعارض مع التوحيد.ج - لا يمكن التنبؤ بمآلات التحولات الفكرية للجماعات الإسلامية المسلحة، فتجارب تاريخية سابقة تشير إلى أن هذه الجماعات لا تتبنى التحولات السياسية إلا تكتيكيًا، وليس كخيار استراتيجي.3. الرؤية.....لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه