ليست بيت لحم، مهد السيد المسيح عليه السلام على عادتها، وبذات الزخم الذي اعتادت عليه في عيد الميلاد المجيد، فأجواء الحرب الدامية على قطاع غزة، اغتالت عادية الأيام والسنين، وأطفأت بهجة المناسبات والأعياد.
بيت لحم، تبدو حزينة، رغم أن الحزن لا يليق بها، لكنها كما القدس وجنين وطولكرم ونابلس ورام الله، ليست بعيدة عن مأساة غزة، إذ تعاني المدينة التاريخية ويلات الحصار والاقتحامات والقيود التي يمارسها جيش الاحتلال على مدار الساعة، ما أدى إلى عزلها عن محيطها. أوصدت الأبواب والنوافذ أمام حجاج العالم، الذين دأبوا على التوافد إلى «مدينة السلام» في مثل هذا الوقت، لإحياء الأعياد والمناسبات الدينية في ساحة المهد، وبدت الشوارع خالية، كأن الميلاد لم يحن بعد، إذ أجبرت ظروف الحرب المحتفلين على اقتصار احتفالاتهم على الصلوات والتراتيل الدينية، بينما خلت الأسواق التاريخية القديمة التي كانت تعج بالمؤمنين من أنحاء العالم في هذه المناسبة، ولم يشتر أحد شجرة الميلاد، ولم تقرع الأجراس، إذ للعام الثاني تحل الأعياد والمناسبات الدينية في فلسطين صامتة ومكلومة.
هذا في مهد السيد المسيح، أما في غزة، فهي كما غيرها من المدن الفلسطينية، كانت تملك مخزوناً تاريخياً يعادل القدس وبيت لحم في الضفة الغربية، لكن كنائسها بدت أشلاء. تغيرت معالم الكنائس في قطاع غزة، وتهاوت شرفاتها التي كانت تطل على الميلاد المجيد، وبدت شوارعها «ميتة» بلا أشجار زينة، ودون صور ليسوع المسيح، فالطفل لم يعد في المغارة، بل في قلب المحرقة. وكم كان مؤلماً تفقد المسيحيين في غزة، للكنائس المدمرة، التي طمست معالمها بفعل القذائف، التي أحالتها إلى أنقاض وذكريات، ولسان حالهم يقول: «ستتوقف الحرب يوماً، وسنعيد للأرض المسرّة، لكن من يعيد لكنائسنا تراثها المعماري الفلسطيني القديم والفريد»؟.
في مدينة رام الله، بدت المظاهر خافتة، وهي التي كانت تستقطب آلاف المحتفلين بالميلاد المجيد، باعتبارها قبلة الباحثين عن السلام، فلم تخرج فرق الكشافة على غير عادتها، ولم توزع الحلوى على المارّة، ولف الحزن بلدتها القديمة التي تقطنها أغلبية مسيحية، وتبادل الأهالي والجيران التهاني على استحياء. يقول عيسى الحصري من رام الله، لم ترفع الزينة هذا العام بسبب الحرب الطاحنة على أهلنا في قطاع غزة، ولن تلمع الأضواء في «رام الله التحتا» معقل الاحتفالات الدينية المسيحية، ولا يلمس الزائر للمدينة أي مظاهر للأعياد.
وأضاف، بينما كان ينظر إلى شجرة الميلاد المنتصبة في ميدان راشد الحدادين وسط المدينة، وقد خلت من الزينة: «كيف نوزع الحلوى، وأهلنا في غزة لا يجدون رغيف الخبز، وكيف نحتفل وسيل من الدماء يجري في القطاع، الحرب بدلت أفراحنا أحزانا، وغيّرت مجرى حياتنا».
في الميلاد المجيد، تضيء بيت لحم ورام الله والقدس والناصرة، شموع الأمل بدلاً من شجرة الميلاد، بأن تنجلي الحرب المجنونة على قطاع غزة، وربما يحتفل الفلسطينيون برحيل سنة كانت «جهنمية» يحدوهم الأمل بأن أعيادهم ليست مجرد مناسبات دينية سنوية، بقدر ما هي فرصة لاسترداد الحياة، وعودة «الأفراح والليالي الملاح» التي كانت، قبل أن يحجبها دخان الحرب.
«مهد المسيح» يلفها الحزن وكنائس غزة أشلاء
نشر بتاريخ: Friday 27 December 2024 - 08:08
اقرأ ايضا
- الدولار يتراجع خلال تعاملات الجمعة ولكنه يتجه لمكاسب للأسبوع الثالث على التوالي- مصدر دبلوماسي: وزراء خارجية بلدان صيغة أستانا يجتمعون في الدوحة لبحث التسوية في سوريا
- 489.5 مليون دولار فائض تجارة قطر مع اليابان خلال نوفمبر
- أمير قطر يبحث مع ماكرون تطورات الأحداث في غزة وسوريا
- صعود الأسهم الأوروبية مع تقييم المستثمرين لتأثير انهيار الحكومة الفرنسية
- سوريا تطلب تدخلا عاجلا من الأمم المتحدة لوقف العدوان الإسرائيلي
- تعيين ماجد الأنصاري مستشارا إعلاميا لرئيس الوزراء القطري
- وزير الصحة: تدشين نظام تحديد الهوية بموجات الراديو لرفع كفاءة خدمات نقل الدم
- قطر: ندعو جميع الأطراف في سوريا للحوار
- القبس تنشر أسماء المقبولين في خطة شواغر التطبيقي
- لافروف ينتقد منظم حوار منتدى الدوحة بسبب مقاطعته له بشكل متكرر: جزء من ثقافة الإلغاء
- مباحثات مصرية قطرية عراقية حول التطورات في سوريا
- رئيس وزراء قطر: ترامب يريد وقف حرب غزة بوصوله للسلطة
- استعداد محموم.. منافسة شرسة تنتظر منتخبات خليجي 26
- اقتصاد قطر ينمو خلال أول ربعين من عام 2024
عربي ودولي
-منذ 36 دقيقة
عربي ودولي
-منذ 1 ساعة
أحداث اليوم الأكثر قراءة
- رونالدو يفوز بجائزة أفضل لاعب في الشرق الأوسط 2024
- انطلاقة جيدة للشطرنج القطري في بطولة العالم للشطرنج السريع والخاطف في نيويورك
- الصحة الفلسطينية: مستشفى كمال عدوان بات يفتقد للإمدادات الأساسية لتقديم الخدمات الطبية
- منظمة التعاون الإسلامي تدين إحراق الاحتلال مستشفى كمال عدوان في غزة
- الكيان الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
- خليجي 26.. تأهل عمان لنصف النهائي بتعادلها مع الإمارات
- بالأسماء.. أبرز المسؤولين المعتقلين من "فلول بشار".. والعراق يحسم الجدل حول ماهر الأسد
- 6 رموز فضية للثنايا في مهرجان المؤسس للهجن
- العنابي يودع خليجي 26
- "سوبر كولد" بطل سوبر لداربي قطر "الفئة الأولى"
* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.
* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.