أكد عدد من تجار الذهب في استطلاع أجرته الشرق انتعاش حركة أسواق المعدن النفيس خلال الفترة الأخيرة، مرجعين ذلك إلى الاستقرار الذي ميز الأسعار في الأيام القليلة الماضية التي عادت فيها قيمة الجرام الواحد من الذهب إلى معدلاتها الطبيعية، وإلى مستوياتها المعهودة عقب الانتخابات الأمريكية، مستعرضين أحدث الأثمان التي روج بها الذهب في الساعات القليلة الماضية، حيث بيع الـ 18 قيراطا بـ 229 ريالا للجرام الواحد، و بـ 268 ريالا للـ21 قيراطا في حين 24 قيراطا بـ 317 ريالا، متوقعين استمرار الطلب على المعدن الأصفر خلال الأيام القادمة، التي ستتواصل فيها عطلة نهاية السنة والإجازات المدرسية اللتين يعتبران موسمين رئيسيين بالنسبة لبائعي ولزبائن الذهب في الدوحة، التي يفضل فيها المواطنون والمقيمون الاعتماد على المجوهرات في الهدايا المتعلقة بهذه الفترات من كل عام.
في حين كشف البعض الآخر من التجار أن المواطنين يعدون الأكثر إقبالا على الذهب في هذه المرحلة، مشيرين إلى أن المجوهرات التراثية ككراسي تميم وكراسي جابر الأكثر إقبالا، بالإضافة إلى المرية والسبحات، مشددين على وفرة الذهب في أسواقنا المحلية التي ترتكز في معروضاتها على الأطقم المستوردة، والقادمة من مختلف البلدان ومن بينها الكويت، بالإضافة إلى البحرين وسلطنة عمان، ناهيك عن المجوهرات المصنعة في الداخل، والتي شهدت نموا واضحا في السنوات القليلة الماضية، وذلك بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلها المنتجون المحليون في هذا الجانب، وسعيهم الدائم نحو تحسين كفاءاتهم المصنعية من جانب الكم والكيف.
20241230_
1735514560
-96.png?1735514560
" />- استقرار الأسعار
وفي حديثه للشرق أكد التاجر عاصم الحربي استقرار أسعار الذهب في الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد الارتفاع التاريخي الذي شهدته خلال فترة الانتخابات الأمريكية، التي ارتقت فيها قيمة المعدن الأصفر إلى مستويات غير مسبوقة، بعد أن تجاوزت قيمة الجرام الواحد للـ21 قيراطا حاجز 286 ريالا قطريا، مما أثر على حجم الطلب على الذهب في تلك المرحلة، وأجله إلى الوقت الراهن الذي اتسم بنزول الأثمان إلى 229 ريالا للجرام الواحد للـ 18 قيراطا و 268 ريالا للـ21 قيراطا بينما روج الجرام الواحد من 24 قيراطا بـ 317 ريالا، وهي الأثمان التي أسهمت في إعادة الحركة في سوق الذهب خلال الفترة المنصرمة.
وبين الحوثري ان أحد أبرز الأسباب التي أثرت على نسب الإقبال على الذهب في الأشهر الماضية، هو تذبذب الأسعار وبلوغها درجات لم تعرفها الأسواق العالمية من قبل، وذلك بسبب التقلبات الجيوسياسية التي مر بها العالم في الأعوام السابقة، ومن بينها الحرب الروسية الأوكرانية، ومن ثم الانتخابات الأمريكية، وصولا إلى أحداث التحرر في سوريا، والتي لعبت دورا في زيادة الأثمان خلال تلك الساعات، قائلا ان توقع حالة الأسعار في الفترة القادمة يعد أمرا صعبا بالنظر لخصوصيات السوق العالمي للذهب، وخضوعه لمعايير منفردة عن غيره من الأسواق.
- انتعاش السوق
من جانبه بين التاجر بدر الحوثري زيادة الإقبال على المعدن النفيس وانتعاش حركة السوق، مرجعا ذلك إلى استقرار أسعار الذهب ونزوله إلى المستويات المعهودة بعد بلوغه لدرجات غير مسبوقة في الأسابيع الماضية، بالإضافة إلى انطلاق عطلة نهاية السنة، وانطلاق الإجازات المدرسية التي تعد موسم بيع المعدن النفيس في الدوحة، واصفا ذلك بالمنتظر في ظل العديد من المعطيات أولها تعود الناس على اقتناء المجوهرات في هذه الفترة من كل عام، والتي تعد مناسبة لا يمكن تضييعها لتعزيز العلاقات الأسرية، وهو ما يتم عن طريق تبادل الهدايا بين الأصدقاء والأحبة، بالاعتماد على الذهب الذي كثيرا ما يتفوق على العطور والألبسة، متوقعا استمرار الأوضاع على ما هي عليه إلى غاية نهاية فترة الإجازات، وعودة الطلاب لاستكمال عامهم الدراسي.
وعن المجوهرات الأكثر طلبا في السوق المحلي صرح الحوثري بأن الأطقم التراثية تأتي على رأس قائمة زبائن المعدن النفيس في الوقت الراهن، مفسرا ذلك بالإشارة إلى أن كراسي تميم، بالإضافة إلى المرية والمسباح، وكذا كرسي جابر تعد من بين أكثر الأصناف استقطابا للزبائن في الوقت الراهن، مرجعا ذلك إلى حالة السوق في مثل هذه المواسم، والتي تكون فيها السيطرة في تداول الذهب للمواطنين على حساب المقيمين، الأمر الذي يرفع بشكل طبيعي ومنتظر من نسب الحاجة إلى مثل هذه المجوهرات التي يحبذها القطريون بصورة لا متناهية.
- وفرة الذهب
بدوره شدد التاجر عبد القوي عفيفي على وفرة الذهب في السوق المحلي، قائلا إن المحلات العاملة في بيع المعدن النفيس تشهد فائضا في المعروضات، التي لعبت دورا كبيرا في إعطاء المزيد من الخيارات للزبائن الذين بات بإمكانهم الوصول إلى كل ما يرغبون فيه من الأطقم الجميلة، سواء كان ذلك في سوق الذهب أو في غيره من المحلات المتواجدة حاليا في شتى المراكز التجارية والمولات.
وبين عفيفي أن تمويل السوق المحلي للذهب في الفترة الحالية يتم عبر المزج بين المنتجات المستوردة القادمة من مختلف البلدان، وفي مقدمتها الكويت وسلطنة عمان، والسلع المحلية التي نجحت في الأعوام القليلة من غزو السوق الوطني بشكل جلي، بفضل تمكن المصانع القطرية من الرفع من مستوى كفاءتها الإنتاجية من حيث الجودة أولا، حيث يتم العمل آنيا وفق أفضل المعايير والأساليب المستخدمة على المستوى الدولي في الورش الموجودة داخل الدوحة، ومن ثم الكمية التي تضاعفت خلال الفترة الأخير، ما أسهم بطريقة مباشرة في تعزيز مكانة المجوهرات الوطنية في السوق المحلي للذهب، وجعلها واحدة من بين أكثر السلع استقطابا للزبائن سواء تعلق الأمر بالمواطنين أو المقيمين.