يوسف حمود - الخليج أونلاين
- سيكون المنتدى هذا العام مختلفاً، لما يحمل من ملفات ثقيلة سيناقشها السياسيون في الدوحة في المحور السياسي.
- تتصدر قضية الإبادة في غزة والتطورات المتصاعدة في سوريا الملفات التي ستناقش في المنتدى.
بينما ناقش منتدى الدوحة الـ21 العدوان الإسرائيلي على غزة، يعود المنتدى في نسخته الـ22 لمناقشة جرائم الاحتلال في القطاع الفلسطيني مرة أخرى، ودخول أزمة جديدة على مسار الاهتمام الدولي متمثلة في سوريا التي تشهد تغيرات كبيرة على الأرض.
ومنتدى الدوحة هو منصة عالمية للحوار، تجمع قادة الرأي وصناع السياسات حول العالم لطرح حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق، ويعقد سنوياً في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة محلية ودولية كبيرة.
كما سيمثل المنتدى الذي يستمر يومين فرصة محورية لصناع القرار والمفكرين والمبتكرين للاجتماع وتبادل الأفكار واستكشاف سبل تحقيق حلول فعالة ومؤثرة.
الإبادة في غزة
يستعد زعماء في العالم، من رؤساء الدول والحكومات والوزراء والمسؤولين الأمميين، للقدوم إلى قطر، للمشاركة في منتدى الدوحة بنسخته الجديدة التي تعقد في الأسبوع الأول من الشهر الجاري (7 ديسمبر)، لمناقشة القضايا الراهنة، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة.
وسيكون المنتدى هذا العام مختلفاً، لما يحمل من ملفات ثقيلة سيناقشها السياسيون في الدوحة في المحور السياسي، كقضية الإبادة الجماعية المستمرة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وشدد منتدى الدوحة، في نسخته الماضية، على ضرورة مراجعة النظام الدولي الجديد، مع انتقاد واسع لعجز المجتمع الدولي عن حماية غزة، في وجه العدوان الإسرائيلي الذي يرتكب أعمالاً وحشية وصلت حد الإبادة، مع انتقاد دفاع العديد من الدول الغربية عن جرائم الاحتلال.
ويقول د.محجوب الزويري، أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصر في جامعة قطر، إن منتدى العام الجاري سيركز على ثلاثة جوانب؛ على رأسها ملف الإبادة المستمرة في غزة والتوابع بعد قرارات مجلس الأمن والتعاطف الدولي وقرار محكمة الجنايات الدولية.
ويؤكد لـ"الخليج أونلاين" أن الإبادة الجماعية في غزة ستكون حاضرة في أكثر من جلسة، سواء في النقاشات السياسية أو المتعلقة بدور المؤثرين في التواصل الاجتماعي، ومساعدة الرئيس المنتخب دونالد ترامب في إنهاء الحرب في غزة، والوساطة القطرية، وحجم المبادرات التي قدمتها الدوحة والتي رفضت بشكل أساسي من قبل "إسرائيل".
ولفت إلى أن المنتدى "سيقدم السردية الأخرى المناقضة للسردية التي يتم الترويج لها في الغرب بشأن فلسطين، والتي تنتمي إلى حقيقة مطلقة من أن هناك احتلالاً وشعباً تحت الاحتلال وممارسة إبادة جماعية في القرن الـ21 عصر الذكاء الاصطناعي، وأن هناك غياباً للأخلاق التي يتحدث بها الغرب وسيكون رسائل لكل من سيشعر بألم لما يحدث في غزة".
كما يرى أن المنتدى سيعطي "زخماً لدولة قطر لعودتها للوساطة، إلى جانب الجهود التي تحدث في القاهرة"، مشيراً إلى أن كل ذلك قد يحدث "بلورة لضغوط داخلية على حكومة بنيامين نتنياهو، وقد يساعد نحو الذهاب إلى صفقة، خصوصاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيكون يوم 10 ديسمبر في المحكمة لتقديم رده على جرائم الفساد المتهم بها".
أزمة سوريا
وستكون التطورات الجارية في سوريا، والتقدمات الكبيرة التي تحققها قوات المعارضة، واحدة من أهم القضايا التي سيناقشها المنتدى، حيث سيعقد على هامش المنتدى اجتماعلمسار أستانة الخاص بسوريا بمشاركة وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا، وفق تصريحات صحافية لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
فيما قالت وزارة الخارجية الروسية إن العمل في إطار عقد اجتماع للدول المشاركة بصيغة "أستانة" في الشأن السوري، والمقرر عقده في الدوحة، جار على قدم وساق.
وأصبحت الحرب في سوريا محط اهتمام من جديد، وذلك بعد استيلاء المعارضة السورية على حلب وكامل إدلب وحماة واشتعال خطوط الجبهة التي كانت الأوضاع شبه هادئة فيها لسنوات، ما سيكون له تبعات على المنطقة وخارجها.
ويعلق الزويري على ذلك بالقول إن ثاني أهم الملفات ستناقش في المنتدى ما يحدث بسوريا، الذي- وفق ما يقول- يشير "إلى دحرجة كرة التغيير التي بدأت ويبدو أنها لن تتوقف".
ويؤكد لـ"الخليج أونلاين" أن المؤتمر أو اجتماع أستانة "سيضع بعض الخطوط لطبيعة ما يجري"، لكنه يشير إلى "الأخذ في الحسبان أن التقدم على الأرض يسابق الدبلوماسية، وهو ما قد يغير كثيراً من توافقات الدول الثلاث".
ويرى أن هذا الاجتماع، على أهميته، "سيحدد نتائجه التقدم على الأرض، فإذا أخذنا أن المعارضة الآن في وسط حماة، فقد يكون هناك تقدم إلى أن يحدث الاجتماع وقد وصلت إلى مناطق أخرى".
ويعتقد أن تركيا وصلت إلى حد "أن الكل يمارس لعبة فرض الأمر الواقع، وقد جاء الدور التركي لفرض سياسة الأمر الواقع"، مضيفاً: "في ظني أن تركيا مارست ضبط النفس كثيراً جداً فيما يتعلق بسوريا، سواء فيما يخص المناطق المحاذية لها أو ضغوط السوريين داخل أراضيها، وما يحصل من مشاكل بين الحكومة التركية ومواطنيها، أو ما يتعلق باللجوء إلى سماح أنقرة للسوريين بالذهاب إلى أوروبا".
ملفات مختلفة
إلى جانب ذلك، فإن السعي نحو تحقيق الاستقرار في لبنان، وآخر التطورات في أفغانستان وتآكل الجهود الدبلوماسية، واستكشاف سبل إحياء عملية السلام في المنطقة والعالم، ستكون ضمن ملفات المنتدى.
ويقول د. محجوب الزويري: "عادة ما يسمى المنتدى بـ"مكالمات التذكير حول ما يجري"، متناولاً خطورة ما يجري وما يجب التعامل بجدية معه، وتذكير العالم بمسؤولياته عبر الأكاديميين والسياسيين والإعلاميين".
وأضاف لـ"الخليج أونلاين": "منتدى الدوحة له خصوصية تكمن في تقديم السردية المختلفة لمستويات متعددة عما يجري في المنطقة والعالم"، مشيراً إلى أن "تلك السردية لا تركز على جوانب السردية الغربية، بل تقدم بشكل أو بآخر سردية الجانب الآخر، وهذا بصفة عامة مميز".
مها الكواري، المديرة العامة لمُنتدى الدوحة، تؤكد أهمية النسخة الـ22 من المنتدى، كمنصة رائدة لمعالجة أبرز التحديات العالمية في ظل تصاعد النزاعات وتسارع وتيرة العنف في العالم اليوم.
وذكرت أن المنتدى سيحضره أكثر من 4500 مُشارك من أكثر من 150 دولة، وأكثر من 300 متحدث، بينهم سبعة رؤساء دول، وسبعة رؤساء حكومات، و15 وزيرَ خارجية، وكبار المسؤولين وقادة المُنظمات الإقليمية والدولية والأممية وقادة الرأي وصناع الفكر والخبراء.
كما يسعى المنظمون من خلال المنتدى تحت شعار "حتمية الابتكار"، لاكتشاف كيف يمكن للتفكير الابتكاري أن يعيد تشكيل المستقبل ويقود نحو واقع أكثر أماناً واستدامة وازدهاراً، في عالم سريع التغير مع التطور المتسارع لأنظمة الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.