انطلقت اليوم السبت، 25 يناير"كانون الثاني" يناير 2025، في الدوحة، أعمال المنتدى السنوي لفلسطين في دورته الثالثة، التي ينظّمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية خلال الفترة 25-27 كانون الثاني" يناير 2025، وذلك بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وسعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي، وسعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، وعدد من أصحاب السعادة السفراء ورؤسات البعثات الدبلوماسية في الدولة.
ويُعدّ المنتدى من أبرز الفعاليات الأكاديمية السنوية التي تجمع نخبة من أبرز المتخصصين والباحثين في القضية الفلسطينية من جميع أنحاء العالم العربي، والعالم أجمع، للنقاش حول أبرز القضايا الفلسطينية، حيث يناقش أبعادها المختلفة في سياقاتها التاريخية والراهنة، ويؤكّد على أهمية هذه القضية ومركزيتها عربيًا وعالميًا. ولانعقاد هذه الدورة في هذه اللحظة التاريخية أهمية حرجة، لأنّ حرب الإبادة التي حصلت لا شبيه لها في التاريخ الفلسطيني الحديث، فهي الأعمق والأوسع أثرًا من ناحية كمّ الإجرام والعنف والقتل والدمار والتهجير الذي لحق بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وتقام في هذه الدورة في 7سبع جلسات، تحتوي كلها جلسة منها على 4 أربعة مسارات متوازية، كما وتشمل 3 ثلاث ندوات عامّة متوزعة على أيام المنتدى، وورشة عمل مغلقة في اليوم الثالث، ويشارك فيها عدد من الأكاديميين والإعلاميين والنُّشطاء، وتتناول الأبعاد المختلفة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.
استهلّت آيات حمدان، منسّقة المنتدى فلسطين والباحثة في المركز العربي، أعمال المنتدىاليوم الأول بجلسة افتتاحية تحدثت فيها عن أهمية عقد هذه الدورة في ظل الظروف السياسية المعقدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. كم وأشارت إلى تلقّي أن اللجنة العلمية للمنتدى تلقّت 560 مقترحًا بحثيًا، قُبِل منها 220 مقترحًا، ومنها قُبلت أكثر من 90 ورقة بحثية مُشارِكَكة ومتوزعة على الجلسات المتنوعة والمختلفة. كما نوّهتوذكرت حمدان إلى أنّ العدوان الإسرائيلي المستمر حال دون حضور بعض المشاركين من قطاع غزة والضفة الغربية.
طارق متري يفتتح الدورة الثالثة من المنتدى السنوي لفلسطين
بدأ طارق متري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، كلمته الافتتاحية للمنتدى، المُقام بالتعاون بين المركز العربي ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، مؤكدًا على أهمية اللقاء للحوار والتفاكر بين الفكر البحثي وتحمّل المسؤولية. كما وأشار دكتور متري إلى أنّ هذا القاءاللقاء يأتي بعد بدء سريان وقف إطلاق النار، مع الإشارة إلى المخاوف التي لم تتبدد في غزة ولا في الضفة الغربية، ولأن العدوان الإسرائيلالإسرائيلي لم ينحسر. وأكدّ متري على أنّ من حقّنا الخشية من أن ما أخذته الحكومية الحكومة الأميركية من يد إسرائيل في قطاع غزة، تعطيها إيّاه عبر إطلاق يدها الأخرى فيما تفعله في الضفة الغربية. وقال في نهاية كلمته أنه إنه لم يعد مستطاعًا ممكنًا حجب الشعب الفلسطيني عن حقل رؤية العالم، ولم يعد الصراع محليًا يمكن تجاهله أو استخدامه كلازمةً عقيمة في الخطابات التي لا تفضي إلا إلى أي شيء. كما وتحدّث عن عمل مؤسسة الدراسات الفلسطينية في توثيق حرب الإبادة في مجالات التعليم والصحة والثقافة والزراعة؛ لإعلان الحقيقة بوصفها حقٌ حقًّا لا يموت.
عزمي بشارة محاضرًا عن أهمية العامل الفلسطيني في التصدي لإسرائيل محليًا وإقليميًا ودوليًا
ألقى عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، المحاضرة الافتتاحية للمنتدى، وتناول فيها التحديات التي تواجه الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم، وخصوصًا في قطاع غزة والضفة الغربية، وآثار حرب الإبادة، وكيفية التعامل معها للحيلولة دون تحقيق نجاح الرؤية الإسرائيلية في تحويل مأزقها الحالي، الناتج عنمن ممارستها لإبادة جماعية، ولإقامتها نظام الأبارتهايد، إلى مأزق فلسطيني بحت، وأكدّ على أهمية توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة وطنية جامعة لأخذ زمام الأمور وترجمة التضامن الدولي والعربي إلى فعل سياسي، وإلّا فإن القضية الفلسطينية تسير في نفقٍ لا يُرى في آخره نور.
غزة: المقاومة والإبادة الجماعية والقانون الدولي
عُقدت الجلسة الأولى من المؤتمر في 4أربعة مسارات متوازية. ترأّست المسار الأول "القانون الدولي وحرب الإبادة الجماعية على غزة" آية راندال، وكانت بمشاركة سونيا بولس وخافيير أبو عيد بورقة "القانون الدولي وإنهاء الاستعمار في فلسطين: الرأي الاستشاري بشأن عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي"، والحسين الشكراني شكراني بورقة تحت بعنوان "دراسة مقارنة لمرافعات المنظمات الإقليمية أمام محكمة العدل الدولية بشأن النتائج القانونية لسياسات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، ونزار أيوب بورقة "إسرائيل والقضاء الدولي: اختبارٌ للعدالة الدولية، قراءة مكثفة في اختصاص القضاء الدولي في مساءلة مرتكبي الجرائم شديدة الخطورة في الأراضي الأرض الفلسطينية المحتلة".
أمّا المسار الثاني "حرب الإبادة الجماعية على غزة والتدمير الثقافي والمادي"، فكان من برئاسة عبد الرحمن الإبراهيم، وبمشاركة بحثية منوشارك فيه محمد محمود هواري بورقته "نهب الممتلكات الثقافية الفلسطينية ونقلها غير المشروع: قطاع غزة دراسة حالة (1967-2005)، ومنتحدث عادل رويشد الذي تحدث عن "التحول المكاني والتطهير العرقي في قطاع غزة من خلال الاستثناء، وتناول مجدي المالكي وليث حنبلي في عرضهم عرضهما "توثيق القطاعات المستهدفة من الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة الغربية".
وترأّست عزّة الحسن المسار الثالث "العدوان على غزة في وسائل الإعلام العربية"، والتي الذي تضمنت تضمن أوراقًا ورقة لمحمد حماس المصري ومحمد النواوي تحت بعنوان "تحديد المصادر وإضفاء الطابع الإنساني في تغطية الصحف الأميركية والإسرائيلية لحرب إسرائيل على غزّة خلال عاميّ عامَي 2023 و2024: تحليل كمّي للمحتوى"، وناقش عماد بن العبيدي "محو الطفولة في فلسطين: التغطية الإعلامية وحدود الخطاب الحضاري"، في حين عرض باسم الطويسي "صورة المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية في صحافة النخبة الأميركية: تحوّلات خطاب القوة والأخلاق".
وفي وشمل المسار الرابع "حركة المقاومة الإسلامية ’حماس‘ من التأسيس إلى طوفان الأقصى: التحولات الاستراتيجية والسياسية"، فكانت من إدارةوترأّسته آيات حمدان، وتضمّن شملت أورقًا بحثية لطارق قدّمها كلّ من طارق حمّود "الإخوان المسلمون الفلسطينيون: من اضطراب الهوية إلى العمل المسلح"، وأيفر أردوغان شفق "التحول الأيديولوجي والاستراتيجي لحركة حماس بعد الربيع العربي"، ومعين الطَّاهر "طوفان الأقصى وتداعياته: محاولة للفهم".
فلسطين: تاريخيًا ودوليًا ونقديًا
عُقدت الجلسة الثانية في مسارات أربعة متوازية أيضًا، وكان المسار الأول "محطات في التاريخ الفلسطيني من القرن التاسع عشر إلى النكبة" بإدارة عصام نصّار، وتحدث فيها فيه الباحث مهند أبو سارة عن "الدوائر العلمية والأدوار الاجتماعية والسياسية للعلماء في فلسطين في أوائل القرن التاسع عشر"، وناقش بلال شلش في ورقته "فصل الخطاب: بريطانيا أصل الدّاء؟! تأريخ لسؤال الثورة عن المشروع الاستعماري البريطاني في فلسطين وإجاباته (1930-1935)"، كما وتحدّث فوزي الغويدي عن "يمنيون في فلسطين: من النكبة على إلى اجتياح بيروت". وشارك وقدّم علي زيدان، المُشارك عن بعد، بورقة ورقة بعنوان "الجغرافيا الشفوية: إعادة بناء القرى المدمرة من الذاكرة، قرية الصفصاف نموذجًا".
وكان وتضمّن المسار الثاني "منظومة السجن الإسرائيلية: تجارب ورؤى نقدية" برئاسة طارق دعنا، وبأوراق مشاركة من لمى غوشة، التي شاركت عن بعد، بورقة معنونة "الحرب الخفيّة: قراءة في تشكيل الإنسان الانضباطي عبر "’الأدوات الناعمة‘، الحبس المنزلي وسجن المجتمع"، ومنورقة شادي الشرفة شرفا بورقة "نظام الضبط والسيطرة الاستعماري في السجون الإسرائيلية من البانوبتيكون إلى الكابو"، ومن أشرف بدر، الذي شارك، عن بعد، بورقته "قراءة تعليمية للسياسات الاستعمارية في المنظومة السجنية الإسرائيلية عقب 7 تشرين الأول/ أكتوبر"، عن بعد، ومن خالد محاجنة ورينا العقبي بورقة "الإحباط النفسي دافعًا نحو الحرية: تجربة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، سجن جلبوع نموذجًا".
وترأّس سعيد الهاشمي المسار الثالث "فلسطين والتضامن العالمي والعربي"، والتي شملتالذي شمل ورقة "التضامن النسوي المناهض للاستعمار وسياسات المكان: كيف تتعامل النسويات الإيرلنديات مع قضية فلسطين؟" من تقديمل آزاده ثبوت"، وورقة مشاركة عن بعد بعنوان "تأثير "’الإيروس": ‘: التضامن مع فلسطين في كوريا الجنوبية" لمنتهى عابد، والتي شاركت عن بعد، و"النشاط الأكاديمي والطلابي حول إبادة غزة في الجامعات التركية" لمراد قاياجان، و"حركات التضامن المغربية مع فلسطين ما بعد طوفان الأقصى: الواقع والآفاق" للمصطفى بنموسى.
وجاء أما المسار الرابع من رئاسةفترأّسه محمد حمشي، مع وتضمّن مشاركة من لأحمد حسين والذي تحدث عن "غزّة و’أثر الفراشة‘: تأثير الحرب الإسرائيلية على غزة في النظامَين الإقليمي والدولي"، ومنورقة لِماندي تيرنر بورقة تحتب عنوان "مصانع الهيمنة: كيف ساهمت مراكز الأبحاث الغربية في نشر تحيزها حول إسرائيل وفلسطين بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر وإنتاج قبول الإبادة الجماعية؟"، ومن سومكةورقة بوكان وليلى راميك ميسيهويتش بورقة "السياسة فوق الوطنية وتنازع الهويات والمصالح الوطنية: موقف الاتحاد الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية (2009 – 2021)، ومن ومشاركة خضير الدهلكي بورقة "تأثير اللوبي الإسرائيلي في البرلمان الأوروبي في سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية".
الحرب على غزة وجبهات إسناد فلسطين
نظّم المنتدى في نهاية اليوم الأول ندوة عامة بعنوان "الحرب على غزة وجبهات إسناد فلسطين" ترأّسها حارث حسن، وبمشاركة منوشارك فيها أربعة متحدثين. ، حيث قدّم أدهم صولي مشاركة بعنوان "مساندة غزّة: العواقب غير المقصودة لحرب حزب الله المقيّدة"، فيما وتحدّث مهران كامرافا عن "الدعم الإيراني لغزّة: صراع المثالية والواقعية"، وتناول علي محمد ذهب الذهب "القيمة الاستراتيجية لدور الحوثيين العسكري في إسناد غزة"، وقدّم مروان قبلان مشاركة بعنوان "جبهة الإسناد في سورية: موقف نظام الأسد من الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان".
تستمرّ أعمال المنتدى حتى 27 كانون الثاني/ يناير 2025، كما هو مبيَّن في جدول أعماله في اليومين القادمينالمقبلين، بنسقٍ مشابه، تُعقد الجلسات فيه في مساراتٍ متوازية، حول أطر التحرير، وإبادة التعليم في قطاع غزة، والتمثيل الرمزي للمقاومة الفلسطينية، والقدس وسياسات المحو والمقاومة، والعرب الفلسطينيون في إسرائيل وسؤال المواطنة، والاستيطان في الضفة الغربية، وأدوات حرب الإبادة الجماعية على غزة، واللاجئون الفلسطينيون وحق العودة: الذاكرة والمكان، والشباب الفلسطيني والناشطية الرقمية، والحرب على الضفة وآليات السيطرة الاستعمارية، والذاكرة الجماعية بين النكبة وحرب الإبادة الجماعية، والإبادة الجماعية ونظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد، والتحولات في المجتمع والدولة في إسرائيل في ظل حرب الإبادة على قطاع غزة، والآثار الاقتصادية للاستيطان في الضفة، وغزة ما بعد العدوان: نظرة مستقبلية، وفي الاقتصاد الفلسطيني وتداعياته، . وستُعقد ندوتان عامّتان في اليومين الثاني والثالث بالتوالي على التوالي: "سياسة ترامب في عهدته الثانية تجاه القضية الفلسطينية: أي آفاق"، و"العدوان الإسرائيلي على غزة: سيناريوهات ما بعد حرب الإبادة". كما أما تُقام في اليوم الثالث فستُعقد ورشة عمل مغلقة بعنوان "غزة تحت حكم حماس (2007-2023)".