أكد عدد من الفنانين التشكيليين ممن شاركوا في الملتقى التشكيلي الخليجي الرابع في الجمعية القطرية للفنون التشكيلية بكتارا، أن الفعالية مثلت فرصة استثنائية لتعزيز التواصل الفني بين المبدعين من دول الخليج، وإبراز تنوع المشهد التشكيلي في المنطقة.
وأشاروا في تصريحات خاصة لـ «العرب» إلى أهمية هذا الملتقى في تسليط الضوء على التراث الخليجي واستلهامه بأساليب حديثة، إلى جانب كونه منصة لتبادل الخبرات بين الأجيال المختلفة من الفنانين.
وعبّرت الفنانة منى العنبري عن سعادتها وامتنانها للمشاركة في هذا الحدث الثقافي البارز، مؤكدة أن الملتقى يمثل فرصة استثنائية للمبدعين لتطوير أنفسهم فنياً. وقالت العنبري: “إن مثل هذه الفعاليات تمثل استثمارًا مهمًا في مسيرتنا الفنية، حيث توفر بيئة مثالية للتعلم وتبادل الخبرات، كما تفتح أمامنا آفاقًا جديدة للتواصل مع النقاد ومنظمي المعارض، مما يعزز من قدرتنا على التفاعل والتطور المستمر”.
وأضافت أن مثل هذه الملتقيات تسهم في إثراء التجربة الفنية للفنانين، من خلال تشجيعهم على الابتكار واكتشاف أساليب جديدة للتعبير الفني، منوهة بأنها قدمت عملا فنيا جديدا يعكس جانبا من التراث والتعريف بجمال الخيول العربية واهتمام المجتمع بها حتى المرأة وليس الرجل فقط..
الاختلاف والإبداع
تحدثت الفنانة القطرية لولوة المغيصيب عن أهمية التعبير الفني في عرض التباينات الإنسانية. وقالت: “قدمت في هذا الملتقى عملاً فنيًا يعبر عن الفروق الفردية بين البشر باستخدام الألوان والخطوط والخامات البيئية المختلفة. وهذا الملتقى يتيح لنا فرصة ثمينة للتواصل مع الفنانين من مختلف دول الخليج، مما يساهم في تبادل الأفكار.
البصيرة في الفن
أما الفنان ناصر عبدالله محمد العطية، فقال: “قدمت في هذا الملتقى عملًا فنيًا بعنوان «البصيرة»، الذي يعكس أهمية التريث قبل إصدار الأحكام ويدعو إلى توسيع أفق الرؤية. هذا العمل يحاول إبراز دور الحواس الأخرى في إدراك وفهم العالم من حولنا. كما أن مشاركتي في هذا الملتقى تُعتبر فرصة لاستعراض تجربتي الفنية التي بدأت منذ عام 1988، والتي تواصلت بمشاركاتي في العديد من المعارض المحلية والدولية
الإلهام من التراث الخليجي
من الإمارات، عبّر الفنان موسى سلطان الحليان عن سعادته البالغة بالمشاركة في الملتقى، قائلاً: «لوحاتي في هذا الملتقى تجسد البيئة الخليجية، وتروي قصص أهل البحر ومعاناتهم، لاسيما ما يواجهه أهل الخليج في حياتهم اليومية، مثل سفر الأزواج في رحلات الغوص. لقد تناولت في أحد أعمالي دور المرأة الخليجية في دعم الأسرة في غياب الزوج، فكانت المرأة هي العون الذي لا غنى عنه في ظل الظروف القاسية».
رمزية الأرض والفن
الفنانة التشكيلية الإماراتية كلثم بالسلاح قدمت عملًا يعبر عن العلاقة العميقة بين المرأة والأرض، من خلال تجسيد شجرة “الغاف”، التي تمثل رمزًا من رموز الإمارات. وأوضحت بالسلاح قائلة: “لقد أردت أن أظهر في عملي الفني كيف أن المرأة والطبيعة تتشابهان في العطاء والإنتاجية، فكلاهما يمثل مصدرًا لا ينضب من العطاء. هذه الشجرة تحمل في جوهرها معاني الاستمرارية والتجدد. أوضحت الفنانة التشكيلية القطرية وضحى السليطي أن مشاركتها في الملتقى تضمنت عملًا فنيًا تجريديًا استلهمت فيه الزخارف التراثية القطرية التي كانت تُستخدم في الملابس التقليدية قبل عقود، مشيرةً إلى أن هذه الزخارف تحمل رمزية جمالية عميقة وتاريخًا ثقافيًا يجب إحياؤه وتعريف الأجيال الجديدة به، منوهة بأن العمل يهدف إلى إبراز جمال الزخارف القطرية التقليدية، مثل زخرفة «الكرزوة» و»الوردة»، التي كانت جزءًا أساسيًا من هوية ملابسنا القطرية والخليجية. وأضافت: «رسالتي من خلال هذا العمل هي تعريف الجيل الجديد بالزخارف التقليدية التي كانت تمثل جزءًا من حياتنا وتراثنا، مع إبراز مسمياتها ومعانيها الجمالية».
الزهور القطرية
أكدت الفنانة القطرية وضحى الكواري أنها قدمت لوحة فنية مستوحاة من الزهور البرية القطرية مثل “العوسج”، مشيرةً إلى أنها دمجت بين الزهور المحلية وأخرى مستوحاة من الطبيعة المحلية لإبراز جمال البيئة القطرية.
وأضافت أن الملتقى قدم لنا منصة رائعة لتبادل الإلهام والتجارب مع الفنانين الخليجيين، ويُعد فرصة مهمة للاحتفاء بجمال الطبيعة القطرية التي تتمتع بتنوع بيئي يستحق أن يُحتفل به عبر الفن.
ومن جهتها عبّرت الفنانة القطرية روضة إبراهيم عن سعادتها بالمشاركة في الملتقى التشكيلي الخليجي الرابع، مشيدةً بدور الجمعية القطرية للفنون التشكيلية والسيد عادل علي بالعلي في تنظيم ورعاية الحدث. ووصفت الملتقى بأنه جسر للتواصل الفني وفرصة للتعلم من أساليب وتجارب الفنانين الخليجيين.
وبدوره قال الفنان عنبر وليد من دولة الكويت: شاركت بعملين في المعرض، الأول مستوحى من عناصر القصة التاريخية لعلاقة قابيل وهابيل والغراب التي استلهمها لمعالجة أثر هذه العلاقة المستمر وتجلياتها المعاصرة، أما العمل الثاني فيعالج قضية النكبة الفلسطينية ومحاولات طمس الهوية العربية، وبذرة الأمل وشجرته المستمرة إلى الأبد من خلال مقاومة الظلم والعدوان.