يحتل قطاع الذهب والمجوهرات في دولة قطر مكانة مميزة، يستمدها من عدة عوامل مرتبطة بدوره الاقتصادي وإسهاماته بشكل كبير في تنمية الدخل الوطني وتوفير فرص العمل، بالإضافة إلى دوره الاجتماعي والثقافي وارتباطه بالرغبة في اقتناء المجوهرات كرمز من رموز التراث والاستثمار.
وفي استطلاع لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أكد رجال أعمال مختصون في قطاع المجوهرات على أهمية القطاع في الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى دور معرض الدوحة للمجوهرات والساعات الذي ينطلق غدا "الخميس" ويستمر حتى 5 فبراير المقبل، في إبراز هذه المكانة، ليتحول عبر نسخه المتواترة إلى واحدة من أهم الفعاليات الإقليمية والدولية التي تستقطب أكبر العلامات المتخصصة في الصناعة على المستوى الدولي.
وفي هذا السياق، أكد السيد بدر عبد الله الدرويش رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة الدرويش القابضة، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن الارتفاع المستمر لعدد الشركات العالمية المتخصصة في صناعة المجوهرات والساعات في معرض الدوحة من نسخة لأخرى يؤكد أهمية المعرض في برامج مشاركاتها الدولية، ونجاحه في استقطاب أفخم العلامات التجارية العالمية في المجال.
وأضاف الدرويش: "إن أرقام المعاملات الكبيرة التي تحققها هذه الشركات العالمية خلال أيام معرض الدوحة للمجوهرات والساعات تجعلها حريصة على تغيير وجهتها نحو قطر ومعرضها، وتقديم أفضل منتجاتها وعلامتها التجارية خلال فعالياته".
وأوضح أهمية القطاع السياحي والقائمين عليه في دعم المعرض من خلال إقبال السياح على منتجات المعرض، مقدرا مساهمة قطاع السياحة في زيادة نسبة المبيعات طوال الفترة التي تقام فيها الفعاليات بنسبة تتراوح بين 8 إلى 10 بالمئة.
وفي هذا السياق، نوه بالتسهيلات التي تقدمها الجهات المعنية للراغبين في زيارة المعرض من السياح، خاصة أن عددا مهما منهم يقصد الدوحة للاطلاع على آخر التطورات التي وصل إليها القطاع، والاستمتاع بالبنى التحتية التي أرستها الدولة للنهوض بقطاع السياحة والفندقة.
وأشار الدرويش إلى أن معرض الدوحة للمجوهرات والساعات يعد الفضاء الملائم لكشف الشركات عن آخر أفكارها وتصوراتها لتطوير القطاع في الدولة.
وعبّر رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة الدرويش القابضة عن أمله في الفترة المقبلة، خاصة بعد النجاح الذي يسجله المعرض، أن تتخذ الشركات العالمية من الدوحة منصة لها للابتكار والتجديد في القطاع والانطلاق نحو الأسواق الإقليمية والعالمية، خاصة أن كل الإمكانيات متاحة ومتوفرة للوصول إلى هذا الهدف.
بدوره قال السيد حسين إبراهيم الفردان النائب الأول لرئيس رابطة رجال الأعمال القطريين: إن معرض المجوهرات أضحى علامة فارقة عالميا، حيث يعد الأكبر في تاريخ العلامات التجارية للمجوهرات والساعات، مؤكدا أن دولة قطر تحتفل هذا العام بالنسخة الـ21 منه، حيث تقدر قيمته بما يزيد عن 15 مليار ريال.
وأضاف السيد حسين الفردان، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن امتلاك المجوهرات في قطر يتجاوز البعد المادي، باعتبارها من الأصول الآمنة، حيث يفضله الكثيرون كوسيلة للحفاظ على القيمة، إلى البعد الرمزي واتساقه بهوية المجتمع وثقافته، فغالبا ما ترمز المجوهرات في المطلق إلى الثروة والمكانة والهوية الثقافية.
واعتبر الفردان أن تبادل المجوهرات المزخرفة خلال الحفلات القطرية التقليدية مثالا بارزا على هذه الأهمية الثقافية، لتحفز مثل هذه الاحتفالات الطلب على القطع المتقنة والمصنوعة بدقة.
ونوه بأن الزيادة في مستوى دخل الفرد إلى جانب الوعي المتزايد بالموضة بين المستهلكين من شأنها أن تدفع الطلب على السلع الفاخرة بما في ذلك المجوهرات الراقية، مما سيدفع نموا كبيرا لهذا السوق في قطر خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن الديناميكية الاقتصادية التي تشهدها الدولة توفر بيئة مواتية لتجار المجوهرات والمصممين لتطوير الصناعة؛ بهدف الاستجابة لاحتياجات المستهلكين الأثرياء الذين يبحثون عن قطع عالية الجودة وحصرية.
كما أكد على أن زيادة عدد الوافدين أو السياح من جميع المناطق وفي المقام الأول من الهند والصين واليابان من شأنها أن تعزز الصادرات، وكذلك المبيعات المحلية لمنتجات المجوهرات، مما يؤدي إلى فرص قوية لتوليد الإيرادات من صناعة السياحة في غضون السنوات المقبلة، وبالتالي دفع التنمية الشاملة لهذا القطاع في الاقتصاد الوطني على مر السنين.
وشدد النائب الأول لرئيس رابطة رجال الأعمال القطريين على أن استقرار ونمو الاقتصاد يضمن استمرار الاستثمار في قطاع المجوهرات، مما يعزز توسعه وجاذبيته في الأسواق المحلية والدولية.
وأشار إلى أن معرض المجوهرات الذي تحتضنه الدوحة يمثل فرصة للاطلاع على آخر المستجدات في المجال، واستقطاب كبريات الشركات العالمية المختصة في الاتجاهات الجديدة في صناعة المجوهرات.
على صعيد آخر، اشاد السيد ناصر سليمان الحيدر عضو غرفة قطر، رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بالغرفة ، بالنجاح الكبير الذي يحققه معرض الدوحة للمجوهرات والساعات من نسخة إلى نسخة، مشيرا إلى أن إقبال الشركات العالمية المتخصصة في صناعة المجوهرات والساعات جعلت منه قبلة رئيسية لمختلف الأطراف المتدخلة في هذا القطاع.
وذكر الحيدر أن إقبال الشركات المشار إليه يقتضي وضع آليات متطورة تحفز على الاستثمار، وتجعل من دولة قطر مركزا رئيسيا على المستوى الإقليمي والدولي في مجال إنتاج وإعادة تصدير الذهب والمجوهرات.
ولفت إلى الفرص التي وفرها معرض الدوحة للمجوهرات والساعات في تطوير قدرات المصممات القطريات في هذا المجال، من إتاحة الإمكانية لعرض إبداعاتهن التي تمزج بين الأشكال المستلهمة من الثقافة والتراث القطريين مع لمسات تتماشى مع روح العصر، والتي تلقى إقبالا متزايدا من قبل الأجيال الجديدة، حيث تخصص الجهات القائمة على المعرض جناحا خاصا بهذه الإبداعات.
وأشار الحيدر في الختام إلى أن حجم سوق الذهب والمجوهرات والساعات في قطر بلغ في العام 2023 نحو 8.2 مليار ريال، وأن عدد الشركات العاملة في القطاع ناهز 448 شركة.